Wednesday 7th December,200512124العددالاربعاء 5 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

افتقدناك يا والديافتقدناك يا والدي
أورانوس بنت علي الحسين

عندما تحاصرني رياح الفقدان أحتاجك ( يا والدي) أحتاج إلى حنانك ونصائحك..
.. طلتك علينا .. فقد طال سفرك وغيابك عنّا..
طالت ليالي فراقك.. طال بعدك عنَّا.. فمتى تعود إلينا سالماً!!؟
والدي الغالي.. كل زاوية من زوايا منزلنا..
الأماكن.. أهلك.. أبناؤك.. ابنتك.. مشتاقين إليك!!
كل يوم أؤمل نفسي بطلتك علينا ودخولك بأي لحظة لكن بعدك طال، ولم نعتد على غيابك.. فقد كنت تملأ علينا الدنيا بحضورك.. ضحكتك.. حتى بسوالفك وعتابك.. بمزحك معنا.
كنت تروي عطش قلوبنا بحنانك وبقربك..
كنت لنا الأب الحاني على أبنائه.. كنت تمسح دمعتنا.. وتواسي همومنا.. كنت الأمل والحياة
بالنسبة لنا.. لم تكن مجرد والد لنا فقط، بل كنت الصديق والرفيق لأبنائك.. لم تجعل بينك وبيننا أي حاجز كانت اللغة بيننا هي التفاهم والوضوح.. كان يملأ قلبك الرحمة.. لم تكن تستطيع تحمل رؤية أي أحد منّا حزيناً أو متضايقاً.. تداوي جروحنا، وتسأل عن أحوالنا وتحاورنا عمَّا نحتاجه ونتمناه تنصحنا عندما نتوه.. وتدلنا حين نضيع في دروب الحياة والدي الغالي..
لا أعلم كيف أوفيك حقك، ولكن في بعدك لم أعد قادرة أكثر من ذلك.. لم أستطع تحمل البعد والغياب لم أشعر بفقد مثل فقدك وحنانك.
والدي..
عندما يبدأ الليل يرخي سدوله أشعر شوقي يزيد إليك فأحاول أن أمسح دمعة فقدان!!
عندما أسمع صوتك يزداد شوقي، وتأبى دمعتي إلا بالنزول.. ولكن أحاول إخفاءها.
أصبح يومي كغدي.. لم يختلف بأي شيء بفقدك لأنك كنت الروح والنبض والحياة لنا وبسفرك فقدنا طعم الحياة وغابت البسمة.
كان بوجودك يزهر المنزل بوروده، ويلهم ظلامه بغيابك.. كنّا كالورد تسقيها دائماً بحنانك وعطفك، والآن.. ماذا حصل لنا غير الذبول والجفاف بغيابك..
فقد أصبحت المسؤولية على عاتق والدتي.. التي بغيابك أصبحت لنا الأب والأم الحنون.. التي تحاول ألا تشعرنا بفقدك.. وتعوضنا عن غيابك تكتم ألمها وتخفي دمعتها.
عندما نتحدث عنك بشوق تذرف دمعتنا ونشعر بأن الحياة لا تساوي شيئاً بفقدك.. نحاول أن نسلي أنفسنا، ولكن ملامحنا ألم وأحزان والدي الغالي..
صدقني دمعتي أصبح سهل نزولها بمجرد أن يمرني طيفك لأني فقدت أباً حانياً.. عطوفاً رؤوفاً بنا.. ولن أستطيع أن أعبر عن كل ما يكنه قلبي من مشاعر أمام فقدي وحرماني منك يا أعز إنسان ولكن: ما أطلبه من الله العلي القدير أن يردك لنا سالماً ويطيل لنا في عمرك ويجعلك ذخراً لنا وتعود إلينا بسلامة وتعود إلينا حياتنا من جديد.
والدي.. أفتقدك وأتمنى عودتك ورؤيتك
فمتى تعود؟!! متى!؟
فقد اشتقت إليك!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved