أمراض المسالك البولية عند الأطفال يمكن أن نقسمها إلى ستة أقسام: أولها العيوب الخلقية في الجهاز البولي والتناسلي وأكثرها شيوعاً انسداد حوض الكلية مع الحالب، ارتجاع البول الحالبي، عدم نزول الخصية إلى كيس الصفن، القيلة المائية وتشوهات عدم وجود فتحة البول في المكان الطبيعي. ثانياً: سلس البول وينقسم إلى قسمين وهما تبول ليلي لا إرادي وعدم تحكم في البول خلال النهار. ثالثاً: المثانة العصبية الناتجة عن أمراض العمود الفقري. رابعاً: حصوات الجهاز البولي. خامساً: أورام الجهاز البولي والتناسلي. سادساً: التهابات الجهاز البولي والتناسلي. ومن المعروف فإن أمراض الجهاز البولي والتناسلي عند الأطفال من الأمراض الشائعة وقد تصيب حوالي 10- 15% من الأطفال. أما بخصوص الأعراض التي تصيب المسالك البولية لدى الأطفال فتختلف باختلاف السبب ولكن يتم اكتشافها إما خلال الحمل عن طريق الأشعة الصوتية أو الفحص الخارجي بعد الولادة أو ظهور أعراض تبول لا إرادي بعد العمر المناسب للتحكم في البول أو أعراض التهابات البول مثل الحرارة العالية بدون التهابات في الجهاز التنفسي مع تغيير في لون أو رائحة البول. أما باقي الأمراض فلكل مرض أعراضه الخاصة. وفي حال كانت كل الفحوصات المبدئية سليمة فعلى الأم دائماً الانتباه إلى طريقة تبول الطفل، أو أعراض تألم عند التبول مع تغيير في لون أو رائحة البول، أو عدم وجود الخصية أو انتفاخها، أو حدوث انتفاخات في البطن. لأن هذه الأعراض يمكن أن تنبه الأم إلى حدوث بعض الأمراض، إضافة إلى عدم التحكم في البول بصورة سليمة بعد السن الطبيعية لذلك. وإصابة الأطفال بأمراض المسالك البولية فسببها إما لوجود عيوب خلقية أو اضطراب في عمل المثانة أو عدم وجود مقاومة لالتهابات الجهاز البولي. أما ما يتعلق بالتشوهات في مجرى البول فتكون إما داخلية وتسمى لحمية الإحليل وهذا نادر. أو تكون خارجية وهو عدم وجود فتحة البول في المكان الطبيعي وله درجات مختلفة، ولابد من إجراء عملية خاصة لتعديل فتحة البول إلى المكان الطبيعي. وبصفة عامة لا يوجد تأثير سلبي من الأطعمة ولكن الأطفال المصابين بالتهابات متكررة في البول ينصح بزيادة أكل الفواكه والخضراوات وزيادة شرب الماء والتقليل من منتجات الألبان ما عدا الحليب، وكذلك التقليل من البطاطس والشوكولاته والموز. إذا كان هنالك حاجة للطفل لإجراء عملية في مرحلة مبكرة حتى في الأيام الأولى فتجرى، ومع تقدم الطرق الجراحية ووسائل التخدير يتم ذلك بأمان - بإذن الله -، والأمراض غير الحرجة يتم إجراء عمليات لها في الوقت المناسب للأسرة وكلما كان ذلك مبكرا كان أفضل للطفل بعد بلوغه 6 أشهر. وتجرى جراحات المسالك البولية إما لتعديل التشوهات الخلقية كترقيع حوض الكلية أو زراعة المحالب أو تنزيل الخصية لمكانها الطبيعي أو تعديل مكان فتحة البول وغيرها من العمليات، كما يمكن إجراء بعض العمليات عن طريق المناظير وذلك حسب الحالة. وهناك تطورات حديثة في مجال جراحة المسالك البولية عند الأطفال أهمها إجراء الكثير من العمليات عن طريق المناظير، ومن التطورات الحديثة أيضاً عملية حقن بجانب فتحة الحالب لوقف إرجاع البول الحالبي، وحقن مادة عن طريق المنظار لعلاج المثانة العصبية، واستخدام المناظير الدقيقة لإزالة لحمية الإحليل، ويتم علاج الحصوات أيضاً عن طريق المنظار، بالإضافة إلى عمليات مناظير الكلى كاستئصال الكلية وعمل ترقيع لحوض الكلية عن طريق المنظار، وتثبيت الخصية في كيس الصفن عندما تكون في داخل البطن واستئصال دوالي الخصية أيضاً عن طريق المناظير. ويكون هناك مضاعفات على المرض غير المعالج وبصفة عامة وخاصة في أمراض الجهاز البولي والتناسلي فإن تأخير العلاج قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية شديدة ولابد من المبادرة بالعلاج وإجراء العمليات المبكرة فور تقرير ذلك من الطبيب المعالج حتى لا يحدث تلف في الأعضاء التي من الممكن تلافيه - بإذن الله - إذا تم إجراء العمليات أو البدء في العلاج بالوقت المناسب.
الدكتور خالد فودة استشاري جراحة المسالك البولية عند الأطفال
|