* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد شومان - علي فراج: أسفرت النتائج الأولية للجولة الأولى من المرحلة الثالثة والأخيرة في الانتخابات البرلمانية المصرية عن تقدم ملموس لجماعة الإخوان المسلمين في إحراز عدد كبير من مقاعد هذه المرحلة البالغ عددها 136 مقعدا برلمانيا مقسمة على تسع محافظات، كما أسفرت هذه الجولة التى شهدت أشرس معركة انتخابية تحدث في مصر منذ انطلاق الانتخابات البرلمانية بداية الشهر الماضي عن الإعادة في معظم الدوائر.. في حين لم يحرز الحزب الوطني الحاكم سوى مقاعد قليلة من هذه الجولة التى سيطر عليها الإخوان المسلمون والمستقلون.. في الوقت نفسه واصلت المعارضة المصرية المدنية إخفاقها، حيث لم تسفر النتائج عن فوز أي من مرشحي الأحزاب سواء المنطوية داخل الجبهة المصرية من أجل التغيير أوالتي خاضت المعركة بشكل فردي بعيد عن التحالف. وقالت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونيا في مصر: إن 23 من مرشحي الجماعة قد فازوا في هذه الجولة في حين أخفق 12 مرشحا من إحراز الفوز، ودخلت الجماعة جولة الإعادة بـ 28 مرشحا، أما الحزب الوطني فلم يتأكد سوى نجاح من 2-4 مرشحين حسب النتائج الاولية في حين يخوض ما يقرب من 60 مرشحا آخرين للحزب جولة الإعادة في السابع من ديسبمر الجاري، كما أخفق من مرشحيه نحو 70 مرشحا لم يحققوا فوزا وإعادة وخسروا من الجولة الاولى أمام مرشحي الإخوان المسلمين والمستقلين. وكانت الجولة الأولى من المرحلة الثالثة قد جرت وسط أعمال شغب وعنف وأسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة العشرات من أنصار كافة المرشحين سواء في الحزب الحاكم أو في المعارضة والإخوان والمستقلين، وخاض المنافسة في هذه المرحلة 1770 مرشحا في 68 دائرة بتسع محافظات على 136 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغة 454 بينهم 10 يعينهم رئيس الجمهورية. ونافس الحزب الوطني الحاكم على جميع مقاعد المرحلة الثالثة في مقابل 49 مرشحا للإخوان بست محافظات، بالإضافة إلى 56 مرشحا للمعارضة و1529 مستقلا، ومن بين أبرز مرشحي الإخوان الذين سيخوضون جولة الإعادة الدكتور محمد مرسي رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان بالبرلمان المنتهية ولايته أمام المرشح المستقل خالد زرق، والمستشار محمد موسى الرئيس السابق للجنة التشريعية بالبرلمان ومرشح الحزب الحاكم وقال مرسي: إنه يدخل الإعادة رغم التجاوزات الأمنية التي بدأت بغلق اللجان وإطلاق الرصاص الحي في غالب لجان الدائرة، وخاصةً مركز ثقله الانتخابي الذي تمثل في قرية هرية رزنة، التي يبلغ عدد لجانها ستا، وتبلغ كتلتها التصويتية سبعة آلاف صوت, حيث حصل على 21983 ألف صوت بمعدل ثلاثة أضعاف المرشح المستقل خالد زرق (لواء أمن دولة سابق) الذي حصل على 7374 صوتًا، وشهدت دائرة بندر المنصورة ارتباكا في إعلان نتيجة الدائرة فبعد أن قيل: إن مرشحي الإخوان قد فازا بالمقعدين أعلن رئيس اللجنة سقوطهما مما أحدث بلبلة وتوترا في صفوف أنصار الإخوان. وقال الدكتور يُسري هانئ - مُرشح الإخوان على مقعدِ الفئاتِ بالدائرة- أنه فُوجئ بهذه النتيجة؛ حيث كان مكتسحًا هو وزميله صابر زاهر بنسبة أصوات 80%، ثمَّ قام القاضي بتغيير الأرقام، وأعلن فوز الآخرين وسط حضورٍ كبيرٍ من المباحثِ الجنائية ومباحث أمن الدولة والأمن المركزي الذين حاصرونا داخل لجنة الفرز وضربونا حتى أعلن القاضي النتيجة حسب قوله، وقال هانئ: إنه سيتقدم بمذكرةٍ لنادي القضاة حول ما جرى في عملية الفرز، ومن بين أبرز مرشحي الحزب الحاكم الذين سيخوضون الإعادة رجل الأعمال محمود خميس (فئات) في بلبيس (محافظة الشرقية) أمام مرشح الإخوان أمير محمد بسام، وصلاح ربيع على مقعد الفئات بالدائرة الثانية جنوب سيناء، ومحمد مصطفى سليم فئات بدائرة كوم أمبو في محافظة أسوان، وفايز أبو حرب (فئات) الدائرة الثانية شمال سيناء، ونصر الله حسين الأقرع (عمال) الدائرة الثالثة شمال سيناء. أما المعارضة فقد تأكد خوضها الإعادة على ثلاثة مقاعد أولها ضياء الدين داود زعيم الحزب الناصري سيدخل جولة الإعادة في دائرة فارسكور بمحافظة دمياط على مقعد الفئات، وكذلك حمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة (فئات) بدائرة البرلس والحامول في كفر الشيخ، وسامح عاشور نقيب المحامين في دائرة ساقلته بسوهاج في صعيد مصر، من جانبه انتقد هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض بشدة الاعتداءاتِ التي جرت في حقِّ القضاةِ المصريين الذين يُشرفون على اللجانِ الفرعية في محافظات الشرقية والدقهلية وكفر الشيخ، وقال: إنَّ هناك أربعَ حالاتٍ تعرَّض فيها القضاةُ لاعتداءاتٍ مباشرة، واقتُحمت اللجان؛ حيث تمَّ تكسير صناديق الاقتراع في عددٍ من هذه اللجان واصفًا اليوم الانتخابي بأنه (يوم صعب). وأضاف البسطويسي أنَّ كل هذه التصرفاتِ تُدين الحكومة، وقال: إنَّ القضاةَ يؤدون واجبهم بما يُمليه عليهم ضميرهم و(بما يُرضي الله) بغض النظر عن موقفِ الحكومةِ من هذا، مشيرًا إلى أنَّ القضاة وهم يؤدون ذلك الدورَ الوطنيَّ المخلص يؤمنون تمامًا بأنهم تحت حمايةِ الشعب المصري بعد الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك سيمضي القضاة المصريون الشرفاء إلى نهايةِ المطافِ. أعلنت وزارة الدخلية أن قوات الأمن بادرت بالتعامل مع حالات شغب أثارها مؤيدو بعض المرشحين (تحت شعارات إسلامية) في إطار المرحلة الثالثة والأخيرة في 9 محافظات من الانتخابات التشريعية، وأوضحت الوزارة في بيان صحفي أن هذه الأحداث وقعت في بعض الدوائر حيث تم إشعال إطارات سيارات بأحد الطرق فيما قام أنصار أحد المرشحين) تحت شعارات دينية) بتحطيم بعض صناديق الانتخابات والأبواب والنوافذ الخاصة بمقر إحدى اللجان التى تضم سبع لجان فرعية. وذكر البيان أن أجهزة الشرطة بادرت على الفور بحماية القضاة وصناديق الانتخاب وضبط العناصر المتورطة في أعمال الشغب فيما تجري النيابة مباشرة التحقيق معهم منوهة بأن هذه الأجهزة قامت أيضا بفض تجمع لحوالي 1500 شخص من أنصار أحد المرشحين قاموا برشق قوات الأمن بالحجارة مما أسفر عن إصابة أحد الضباط. وأشارت كذلك الى ضبط 21 شخصا كانوا يعدون لأعمال شغب وإعاقة انتظام العمل باللجان الانتخابية بإحدى دوائر محافظة الشرقية بهدف إفساد عملية التصويت ببعض المقار الانتخابية، وذلك بعد استئذان النيابة العامة. وأكدت الداخلية في الوقت نفسه أن الإجراءات الأمنية الجارية ضد بعض عناصر جماعة الإخوان) ليست جديدة ولكنها استمرت وتواصلت منذ سنين لأننا بصدد نشاط تنظيمي سري غير شرعي.
|