من منا لا يعرف حاتم الطائي ولم يسمع بكرمه، لدرجة أنه ذبح خيله وأكرم ضيوفه.. فهل هذه الصفة موجودة لوقتنا الحاضر أم اندثرت مع الأيام والسنين. نحن يا معشر العرب كثيراً ما نتحدث عن الكرم وتردد ألسنتنا بأننا كرماء وأهل الكرم.. ولكن للأسف باللسان فقط دون الفعل.. إذا جلست في أحد المجالس فقط نسمع: نحن من قبيلة كذا... نحن أهل الكرم.. ولو كان صاحب البيت فقيراً وجاءه ضيف يذبح له الذبائح ..أقول نعم قد يحدث ذلك ولكن هل هو كرم.. لا والله ليس بكرم.. بل تفاخر ومباهاه.. حتى يقال فلان ذبح ذبيحة .. فلان كان عنده مناسبة ووضع ما لذ وطاب.. اسراف.. تبذير.. وكل هذا نهايته لسلة المهملات. ولكن قل له هناك أسرة فقيرة وتحتاج لمساعدة. هل ستمد له يد العون.. هل سيُعطي ولو مبلغاً بسيطاً لفك أزمته.. لا والله فقط سنسمع (الله كريم الله يرزقه). نعم الله سيرزقه لا ننكر ذلك فالحمد لله أن الأرزاق بيد وليست بيد البشر وإلا عانت البشرية من الجوع. ولكن أين كرمك الذي تتحدث عنه.. أين الأخوة.. أين الرحمة؟! (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، هل يرضيك أن تأكل وتشرب وتُسرف والفائض مصيره الزبالة وجارك بجوارك ينام جائعاً؟. لماذا قست قلوبنا لماذا أُنتزعت الرحمة من قلوبنا؟ أهل هو قلة الإيمان؟! أم التطور والحضارة ألبستنا النظارة السوداء فعكست موازيننا؟! لا أدري أسئلة كثيرة أبحث لها عن جواب فهل من مجيب؟! يا حبذا لو تجيبون على أسئلتي لكي أرتاح.
فايزة بالصيص |