Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

عبيدالله الغامدي الخبير الاقتصادي المتخصص في تقنية الوقود لـ« الجزيرة »:عبيدالله الغامدي الخبير الاقتصادي المتخصص في تقنية الوقود لـ« الجزيرة »:
الوقود العربي للطائرات الأفضل عالميا باعتراف الشركات العالمية

* لقاء - ظافر الدوسري :
في عالم اليوم الذي تسيطر عليه قوى الميكنة في أسعار البترول ظل الوقود عموماً ووقود الطائرات خصوصاً مؤرقاً لارتفاع تكلفة الطيران، بل أن هناك شركات طيران أعلنت إفلاسها بسبب الخسائر المادية جراء الارتفاعات الصاروخية لأسعار البترول خصوصاً أن وقود الطائرات يكون عالي الدقة والكفاءة بعد دراسات وبحوث فنية عالية عبر مراكز بحوث متخصصة في هذا المجال، ويتم تعديل مواصفاته.
من هذه المراكز المركز العربي لتقنية الوقود الذي ساهم بفعالية في تقنية الوقود وقدم (سلطان وقود الطائرات) كإنجاز عربي عالمي حاز على اعتراف أكثر المراكز والأبحاث العلمية في هذا المجال. حول تقنيات وقود الطائرات والمستجدات الحديثة والتطورات التي تقوم بها المراكز التقنية استضفنا المهندس عبيد الله بن سعيد الغامدي رئيس المركز العربي لتقنية الوقود وهو المركز الأول والرائد في المنطقة العربية والشرق الأوسط في مجال الخدمات الفنية والهندسية للمنتجات البترولية لوقود المواصلات من بنزين وديزل ووقود الطائرات بأنواعه المدنية والعسكرية.. فإلى هذا اللقاء:
*****
تقنية وقود الطائرات
* كيف ترون دقة وكفاءة وقود الطائرات حالياً المتوفر بالسوق؟
- يعتمد انتاج وقود الطائرات على مواصفات بترولية وطرق اختبارات وإجراءات دقيقة وصارمة معتمدة من اللجان العالمية المتخصصة وتحدث باستمرار حسب الحاجة، وبالتالي فإنه عالي الدقة والكفاءة إذا كان مطابقاً للمواصفات المعمول بها حسب المتطلبات المحددة للمحركات ويتم تخزينه ومناولته بدون تعرضه لأي سبب يؤدي إلى تلوثه ومخالفته للمواصفات.
سلطان وقود الطائرات
* إلى أي درجة يحتاج وقود الطائرات إلى تغيير وما أهم التطورات في تقنية وقود الطائرات؟
- يتم باستمرار بصفة نصف سنوية مراجعة المواصفات البترولية لوقود الطائرات من قبل اللجان العالمية المختصة ( والتي يشارك المركز العربي لتقنية الوقود فيها بفعالية منذ فترة طويلة) واقتراح أي تعديلات مطلوبة ويجري التصويت بعد المراجعة الفنية لها من قبل الأعضاء وإذا تطلب الأمر يتم إجراء اختبارات معملية قبل الاعتماد النهائي لأي تعديل. وأهم لجنة عالمية لوقود الطائرات هي اللجنة الأمريكية ASTM D02 التي تجتمع مرتين سنوياً حسب برنامج معد لمناقشة المواصفات البترولية وطرق الاختبارات والمتطلبات اللازمة لتحديثها.
ومن أهم التطورات في تقنية وقود الطائرات الوقود العربي الذي تم تطوير مواصفاته من قبل المركز العربي لتقنية الوقود الذي أطلق عليه تسمية ( أريبيان جت أي ون بلس):(Arabian Jet A-I Plus) الذي يعتبر بحق سلطان وقود الطائرات العالمي، حيث أنه يعتبر الأفضل عالمياً حالياً وللسنوات القادمة باعتراف الشركات العالمية مثل ( بوينج) و( إير باص) و(جنرال اليكتريك) خلال اجتماع لجنة الوقود لمنظمة ألاياتا الذي عقد في مدينة هيوستون الأمريكية خلال شهر أكتوبر 2004 حيث أن هذا الوقود يعزز السلامة الأرضية للمنشآت والجوية للطيران خاصة خلال فترة الصيف وشدة الحرارة التي تتجاوز الـ52 درجة مئوية. كما يعزز جودة نقاوة ونظافة الوقود من المياه والشوائب، كما أنه يحسن البيئة أيضاً لتقليص نسبة الكبريت فيه.
ومن المفارقات المهمة طلب أحد شركات الطيران العالمية حذف كلمة ( العربي) من المسمى حتى يعتمدوه حالاً في شركتهم، ولم أوافق على ذلك وذكرت لهم بأن الوقود العربي مثل الحسان العربي يمثل قمة الأداء ولكم الخيار!
وفي المقابل أرسلت لي إحدى الشركات الأمريكية الفنية المتخصصة ملاحظة مشجعة للغاية حيث ذكروا لي في البريد الإلكتروني ( دعنا نقول لك بأن المملكة العربية السعودية (KSA) قد تبوأت مركز الريادة العالمي في مجال وقود الطائرات بإصدار هذه المواصفة)!
وقد أعجب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان ( أمير الفضاء) بهذه المواصفة الحديثة والملاحظة عندما اطلع عليها خلال زيارته الكريمة لجناح المركز العربي لتقنية الوقود في معرض دبي لطائرات الهليوكوبتر في شهر ديسمبر 2004م.
حوادث الطائرات
* هل كان وقود الطائرات سبباً في بعض الحوادث كنتيجة متعمدة مثلاً في خلط الوقود بمادة معينة؟
- وقود الطائرات المطابق للمواصفات البترولية لا يكون سبباً لأي حوادث ويعد تزويد الطائرات بوقود غير مطابق للمواصفات جريمة يعاقب عليها القانون. ومن النادر جداً حصول حوادث بسبب الوقود إلا أن ذلك غير مستبعد عند الإهمال ونقص التدريب المحترف واسناد العمل إلى كوادر إدارية وفنية غير مؤهلة!
وكمثال لذلك ما حصل لشركتين عالميتين في أمريكا واستراليا قبل عدة سنوات عندما تم تزويد بعض الطائرات ذات المحرك المكبسي بوقود طائرات نفاثة عن طريق الخطأ، وفي حادثة أخرى احتوى الوقود على مادة مضافة غير معتمدة تسربت من مصفاة للبترول ولم تكتشف خلال الاختبارات المعملية لنسبتها البسيطة. وقد حدثت تفاعلات كيميائية بين هذه المادة وبعض أجزاء محركات الطائرات أدت إلى تكون مادة صمغية سببت انسدادات لفلاتر الوقود مما أدى إلى تعطل بعض المحركات أثناء الطيران. وقد أدت التحقيقات إلى ايقاف آلاف الطائرات حتى يتم اكتشاف الخلل والتخلص من الوقود الملوث. وتجدر الإشارة إلى تكبد هاتين الشركتين خسائر مادية هائلة تتراوح ما بين 50 إلى 100 مليون دولار.
وهذا مثال بسيط لما قد تصل إليه المشاكل الفنية عندما يسند العمل المحترف إلى غير أهله مما يؤدي إلى تجاوزات تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه من كوارث! ولعل هذا هو السبب الرئيسي في تساقط الطائرات كالمطر خلال هذا الصيف حيث أن عدم الكفاءة الإدارية والهندسية والفنية تؤدي إلى قصور ذاتي في أداء المهام بالكفاءة المطلوبة ومجال الوقود والطيران لا يرحم ولا يغفر لأي أخطاء مهنية ويكون العقاب كارثياً فوراً على الأرض أو في عنان السماء. وقد كان تركيب عداد خاطئ للوقود أحد الأسباب الرئيسية لسقوط وتحطم إحدى الطائرات في البحر الأبيض المتوسط قرب إيطالياً، حيث اعطى قراءة خاطئة عن كمية الوقود بزيادة حوالي 2000 رطل بينما كان خزان الطائرات خالي من الوقود وعليه توقفت محركات الطائرة وهوت إلى أعماق البحر في كارثة أدت إلى ضحايا أبرياء!
منع الحوادث
* ما آخر التطورات والأبحاث الجديدة في إمدادات الطائرات المدنية بأجهزة لمنع الحوادث التي يتسبب فيها انفجار خزانات الوقود؟
- بعد حادث انفجار خزان الوقود المركزي لطائرة البوينغ 747 لخطوة تي دبليو أي رحلة رقم 800 TWA تم تبني اتجاهين لحل المشكلة:
الاتجاه الأول كان لحل المشكلة من ناحية تعديل مواصفات الوقود المتمثلة في درجة الحرارة لنقطة الوميض وقد قمت شخصياً بتبني هذا الاقتراح منذ ديسمبر 1996م وطرح هذا الاقتراح على أجندة العمل للجنة الأمريكية لعدة سنوات. وقد تأخر اتخاذ القرار في هذا الاتجاه نظراً لسخونة الموضوع والملاحقات القانونية في ذلك الوقت، إلى إن تم تبني حل وسط بإدخال تعديل على المواصفات الأمريكية بناء على الاقتراح الذي تم طرحه وكان ذلك في يونيو من عام 2001م. الاتجاه الآخر كان لاستخدام جهاز لتوفير الغاز الخامل في خزان الطائرات للحد من تواجد الغازات الهيدروكربونية القابلة للاشتعال والانفجار وتبنته شركة بوينغ، ولكن هذا الجهاز سيتم استخدامه في الطائرات المستقبلية مثل طائرة البوينغ 787، وعليه فإن الخطورة من إمكانية تكرار حوادث انفجارات خزانات الطائرات ما زال ماثلاً ويهدد السلامة الجوية وخاصة في فترة الصيف للطائرات التي تقبع خزانات وقودها الرئيسية فوق جهاز التبادل الحراري والذي قد يؤدي إلى غليان الوقود وتكون الأبخرة الهيدروكربونية القابلة للانفجار فجأة عند توفر الظروف المواتية لذلك. وتتوقع هيئة الطيران الأمريكية (FAA) حدوث ما لا يقل عن ثلاثة حوادث كارثية خلال الـ15 سنة القادمة إذا لم يتم معالجة الموضوع بحلول جذرية سريعة.
إفلاس شركات الطيران
* إلى أي درجة يمثل الاهتمام العالمي والمحلي باقتصادات وقود الطائرات؟
- يمثل الاهتمام العالمي والمحلي درجة قصوى باقتصادات وقود الطائرات منذ فترة وخاصة بعد الزيادة الصاروخية لأسعاره في عامي 2004 و2005م فقد أدى ذلك إلى إشهار شركات طيران عديدة إفلاسها واتجهت كثير منها للاحتماء بفصل 11 Chapter وإذا استمر الوضع فستتعرض كثير من شركات الطيران إلى مصاعب مالية عويصة قد تؤدي إلى إفلاس الكثير منها!
تطورات تقنية وقود الطائرات
* ما أنواع الوقود المستخدم حالياً للطائرات وما أهم التطورات الحالية المطروحة في الأسواق؟
- بالنسبة للوقود الخاص بالطيران المدني فهناك وقود المحركات ذات الاحتراق الداخلي او ما يسمى بنزين الطائرات (Aviation Gasoline Avgas) وكميته بسيطة جداً. والوقود الرئيسي للطيران المدني هو وقود الطائرات النفاثة المعروفة بJet A-1 ومن الطورات الحالية ادخال كمية من الوقود الصناعي والاتجاه في المستقبل الى وقول الصناعي (Synthetic Fuel) بالكامل حيث تقوم دولة جنوب أفريقيا بأبحاث مستفيضة في هذا الاتجاه: كما أن هناك تقدماً هائلاً في تطوير واستخدام المواد المضافة وطرق الاختبارات المعملية الإلكترونية وهناك الوقود العسكري وهو الأكثر تقدما وتطوراً نظراً للتطور الهائل في أداء محركات الطائرات العسكرية النفاثة لعملها في أجواء حرارة، وسرعة وارتفاعات عالية. وتعتبر ترسانة الطيران الأمريكية ومراكز أبحاثها الاكثر تقدماً في العالم وتتفوق في ذلك على مراكز الأبحاث للصناعة البترولية.
تبادل خبرات ومشاركات عالمية
* ما هو الدور الذي لعبه مركزكم في دفع وتطور تقنيات الوقود؟ أو بالأصح ماذا قدمتم بالنسبة لوقود الطائرات؟ وهل تم تنفيذ ما طرحتموه في هذا المجال؟
- لنا مشاركة شخصية فعالة منذ حوالي عقدين من الزمان في أكبر الهيئات العالمية للوقود مثل هيئة ال( ASTM International) وهيئة تنسيق الأبحاث (CRC) ومعهد الطاقة (Energy Institute) ولجنة الوقود في منظمة الطيران الدولية الاياتا. ومن خلال المشاركة الفعالة مع أكثر من 1500 عضو من العلماء ومئات المختبرات العالمية فإننا نتبادل الخبرات والمعرفة وتقديم الحلول والمقترحات الفنية والتقنية من أجل المصلحة العامة وتقدم وتطور المواصفات البترولية وطرق الاختبارات من ضمن منظومة علمية عالمية تتميز بنكران الذات والتطوع للعمل المثمر لقطاع الصناعة البترولية والمواصلات العالمية. وعلى سبيل المثال فإن اللجنة الأمريكية للمنتجات البترولية والزيوت التي تعرف اختصاراً ب(ASTM D02) تقوم بالإدارة الفنية العالمية لما لا يقل عن 670 مواصفة وطريقة اختبار تعتمد عليها الصناعة البترولية على مدار الساعة. ومما يؤسف له أن المشاركة العربية معدومة في مثل هذه اللجنة المهمة التي أكملت مائة عام من الإنجازات في يونيو 2004م.
وبالنسبة لما قدمناه فقد كان لنا الكثير من المقترحات الفنية الموثقة في محاضر الاجتماعات والتصويت الفني وقمنا بإدخال العديد من التعديلات الفنية الناجحة في المواصفات البترولية العالمية الأمريكية منها والأوروبية وكذلك في مواصفات منظمة الطيران الدولية لوقود الطائرات. وقد كان ذلك الانجاز نتيجة لمشاركتنا المستمرة على مدى السنوات الطويلة وتراكم الخبرة وقد توجنا ذلك بتطوير المواصفة الحديثة لوقود الطائرات النفاثة: سلطان وقود الطائرات(Arabian Jet A-J Plus) التي تعد الأحدث والأفضل عالمياً لأنها تعزز السلامة الجوية ونظافة وجودة الوقود وتحسن البيئة أيضاً. ونعمل حالياً من أجل السعي لتطبيق هذه المواصفة التي اعترف بها العالم في المنطقة العربية، وقد بذلنا مجهودات جبارة خلال العام المنصرم في هذا الاتجاه. ومن حسن الحظ حصولنا على جائزة وميدالية وشهادة تقديرية من ( مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين) خلال المؤتمر والمعرض الذي عقد في جامعة الملك للبترول والمعادن في مارس 2005، وكنت قد تخرجت في هذه الجامعة عندما كان يطلق عليها كلية البترول والمعادن في عام 1973م. وأهدي هذا الإنجاز المهم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، كدليل لما وصلت إليه الخبرة الوطنية من عالمية في الإنجاز في ظل مملكتنا الفتية!
مساهمات عالمية
* ما هي الجهات والمراكز المحلية والدولية التي تعاونتم معها في مجال وقود الطائرات وما نوع التعاون؟
- كما ذكرت سابقاً نشارك في جميع الهيئات والجعيات العالمية التي تهتم وتختص بالوقود وخاصة وقود الطائرات كأعضاء فاعلين منذ سنوات طويلة ومنها ) ASTM International, Energy Institute, SAE, (CRC, IATA, AFWG, IASH) على سبيل المثال. كما ساهمنا في تأسيس اللجنة الفنية لوقود الطائرات تحت مظلة الاتحاد العربي للنقل الجوي وتشرفت بانتخابي رئيساً لهذه اللجنة منذ عام 2001م وتم التجديد لي لفترة ثانية تنتهي في سبتمبر 2005م، كما أننا نشارك في المؤتمرات والمعارض المحلية والإقليمية والعالمية وقد كان العام الماضي العام والحالي حافلين بمشاركات إقليمية وعالمية ناجحة ورفعنا علم المملكة عالياً خلالها ومنها مشاركتنا في معرض دبي للطيران 2003 و2005م معرض فارنبروه البريطاني للطيران 2004م، ومعرض باريس لوبورجيه للطيران 2005م!
كما نشارك هذا العام في المؤتمر والمعرض العالمي للجمعية العالمية لثبات ومناولة واستخدام الوقود السائل المنعقد في إسبانيا خلال سبتمبر 2005م وسنقدم محاضرة عن الوقود الذي قمنا بتطويره وكذلك سنتشرف برئاسة جلسة خاصة عن وقود الطائرات يحاضر فيها عدد من الخبراء العالميين المعروفين. كما سنشارك إن شاء الله في المؤتمر العالمي للبترول الثامن عشر، الذي سيعقد في جوهانسبيرج في دولة جنوب أفريقيا، وسنقدم محاضرة عن التطورات الحالية والتحديات المستقبلية لوقود المواصلات في الشرق الأوسط.
قلة الكفاءات العربية
* هل تعاني الدول العربية نقصاً في كوادر متخصصة في وقود الطائرات؟ وما السبب في نظركم؟
- يوجد خبرات وكفاءات جيدة في الدول العربية ولكنها محدودة من ناحية المشاركة العالمية وبالتالي يؤثر هذا على أدائها لعدم مواكبتها للتطورات العالمية المستمرة. ويعود ذلك لقصور في الإمكانات وفهم أهمية هذه المجالات وأيضاً يعزى ذلك للاعتماد على الخبرات الأجنبية وعدم تطوير الكفاءات المحلية وعدم ثباتها في وظائفها لفترة كافية. كما أن البعض يجيد ( سياسة شوي الصقور) بدلاً من دعمها وتشجيعها للتحليق عالياً، لذلك تجد الكثير منها يغرد خارج السرب!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved