* كتب - علي محسن المجرشي: ضمن الأنشطة المنبرية لنادي القصة بجمعية الثقافة والفنون أقيمة محاضرة نقدية بعنوان (مجاز العائق الاجتماعي في القصة السعودية القصيرة) والتي ألقاها الدكتور صالح زياد الغامدي وأدارها الدكتور عبدالله المعيقل الذي بدوره رحب بالمحاضر وبالحضور الكرام، ثم جاءت بعد ذلك كلمة الدكتور صالح زياد الذي استهل كلمته بالشكر والعرفان لرئيس جمعية الثقافة والفنون الأستاذ محمد الشدي وبرئيس نادي القصة الزميل الأستاذ عبدالحفيظ الشمري على دعوتهم إياه لإلقاء هذه المحاضرة.. ******** بعد ذلك تناول المحاضر العائق الاجتماعي في القصة السعودية القصيرة من خلال نماذج من تشكيلة المجازي الذي تتوسل به القصة إلى ممارسة ابداعية تقدم رؤية للعالم وافتراضنا لمعنى حدث مختلف. وقد بدأت المحاضرة بمدخل نظري عن العلاقة بين المجاز والقصة والواقع، أوضحت من خلاله ضرورة المجاز في فن السرد، وأن الواقع الذي يتعاطاه الأدب لا يعني الحقائق التجريبية والعيانية المماثلة بقدر ما يعني بنيتها التصورية الذهنية، وأشار المحاضر إلى أن هنا يأتي مجاز العائق الاجتماعي إذ لا يكون القص إلا بمعارضة ما في بنية الواقع بحيث تستحيل مجازية التيمات الاجتماعية ذات البعد السلبي في كثير من النصوص السردية إلى عنصر بنائي فاعل ينتج وظيفة المناوأة والاعتراض أو الإعاقة، ومن ثم أورد المحاضر أربعة نماذج من القصة السعودية القصيرة لقراءة مجاز العائق الاجتماعي كما تصنعه بنيتها السردية وملفوظها الخطابي، وعلى نحو يفضي إلى الكشف عن صيغة بنائية تتقاسم خصائص مشتركة على الرغم من الفردية الظاهرة في بنية كل نموذج على حدة، وتمثلت هذه النماذج القصصية في قصة (الجبل) للروائي سعد الدوسري و(الظلام) للروائي عبده خال و(رياح) للروائي فهد الخليوي و(السقف) للروائية نورة الغامدي.. وفي ختام الأمسية أعطى مدير الأمسية الدكتور عبدالله المعيقل المجال للحضور في تقديم المداخلات والتعليقات فكانت هناك العديد من المداخلات جاءت على النحو التالي: المداخلة الأولى جاءت من الدكتور صالح بن معيض الغامدي والذي قسمها إلى قسمين: القسم الأول فيما يتعلق بالمقدمة النظرية التي أوردها المحاضر، حيث أراد أن يعامل النصوص القصصية كلها وحتى الأدبية بمنظور واحد فيما يتعلق بمجازها في المجتمع من عدمه وبأن هذه الصلة لا بد أن تكون دائماً مجازية، واعتقد أن هذا فيه شيء من المبالغة فالعلاقة بين المجتمع النص الأدبي والمجتمع الخارجي هو على علاقة ذات بعدين فكلاهما يؤثر في الآخر ويتأثر به فالنصوص القصصية ذات مستويات متعددة فيما يتعلق بصلتها بالواقع وأشار إلى أن النصوص التي عرضها المحاضر هي أقرب مما تكون من القصة الرمزية وهي ليست مجازية فالمجاز عادة يكون هناك علامة واضحة بين المشبه والمشبه به، وأوضح ان فيما يتعلق بالنصوص القصصية التي عرضت علينا هي أقرب إلى أن تكون رمزية والعائق هنا رمزي اكثر من كونه عائقا اجتماعيا. والقسم الثاني تساؤل فيما يتعلق بكيفية القراءة التي اتبعها المحاضر والتي تبدو قراءة للنصوص القصصية بوصفها نصوص شعرية.. المداخلة الثانية جاءت من الأستاذ حسين المناصرة والذي بدأ كلمته بالشكر للمحاضر على هذه المحاضرة الممتعة وقال: إن المعوقات التي أوردها المحاضر في هذه القراءة ليست معوقات بل محفزات وان انطلاقات الشخصيات مع هذه المحفزات هي انطلاقة ذات رؤى ذاتية، وأشار إلى أن من الخطأ أن تعتبر هذه معوقات بل هي محفزات ورؤى مثالية. المداخلة الثالثة: جاءت من الدكتور سلطان القحطاني الذي قسم مداخلته إلى قسمين الأول أن هناك تنافرا بين المقدمة وبين التحاليل التي جاءت في النصوص. القسم الثاني من حيث عنوان المحاضرة أن المشهد الاجتماعي في هذا أقل المشاهد في النصوص الأدبية. المداخلة الرابعة جاءت من الدكتور معجب الزهراني والذي أشار إلى أن المدخل الذي دخل به المحاضر مدخل نظري وأسباب اختياره هذا المدخل.. وفي ختام الأمسية شكر الأستاذ محمد الشدي رئيس جمعية الثقافة والفنون المحاضر على تلبيته الدعوة والحضور الكرام.
|