كتب الدكتور محيي الدين مستو طرحاً في مجلة مرآة الفكر والثقافة عن واقع القراءة والمعرفة في أمتنا، وذكر في طرحه (أن كلمة اقرأ بقيت على الشفاه واختفت من الواقع الملموس وصار كل شيء في حياة الأمة أغلى من الكتاب، وخيّم على الأمة ليل طال ظلامه، واشتد سواده فساد الجهل والعقم الفكري، واختفى الإبداع أو كاد وعادت أمة اقرأ أمية تعيش على هامش المعرفة بعيدا عن ميدان البحث والتنقيب إلخ... طرحه. ونذكر أول إشراقات النور الإلهي التي بدأها الوحي على سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام جاء الأمر الإلهي بكلمة اقرأ ونزلت الآية الكريمة: {اقْرَأْ}وكانت أمة اقرأ تحمل على عاتقها رسالة مهمة إلى العالم بأكمله، إذ قامت عليها المعارف والعلوم وانفجرت الثورة العلمية في مختلف الميادين. ولو وضعت إحصائية القراءة في الوطن العربي لوجدت الرقم لا يذكر إذ لا يتجاوز 30% هذا بالنسبة للفئة المثقفة هذا واقع أمتنا، في حين يطبع في دول أوروبا ما يفوق العالم العربي. ويعيش الكتاب في مجتمعنا أزمة مؤلمة إن لم يكن خانقة فدور النشر تغالي في الأسعار. والتعاون في التوزيع والنشر مفقود، ناهيك عن التسهيلات الرسمية مغلقة الحدود، وهكذا تطبع الكتب وتوضع في المستودعات أو تنام فوق الرفوف زمناً تنتظر من يفك قيدها من التلف أو الإتلاف، ونحمد الله لأن وطننا العربي يهتم بطباعة موضوعات تهتم بالطبخ وتفسير الأحلام وطالع الإنسان، ومجلات الفن والرياضة وغيرها من الكتب التي لا قيمة لها! وما زلنا نتجاهل قيمة الكتاب وهو خير جليس في الزمان، فهل نستطيع أن نضيء مصابيح القراءة في مجتمعنا الصغير - البيت - ليعتاد الصغير على حب القراءة والمعرفة، لنصل به إلى شاطىء ينجيه من لجة التراجع والتخلف والركود التي طغت على عالمنا العربي في الآونة الأخيرة. والله المستعان.
* مرفأ: القلم والكتاب والقراءة شموع تضيء لنا العتمة فمتى نشعلها؟ |