Sunday 27th November,200512113العددالأحد 25 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

مجلس الأمير سلطان بن عبدالعزيز سير على خطى الآباء ومبادئ الأجدادمجلس الأمير سلطان بن عبدالعزيز سير على خطى الآباء ومبادئ الأجداد
فهد بن محمد بن معمر /مكتب سمو وزير الدفاع والطيران والمفتش العام

شهادة التاريخ وحدها لا تكفي.. على أهميتها.. فقد سمعنا عبر الحقب التاريخية المختلفة ضروباً شتى من المجالس التي تعقد لمناقشة شؤون حياتية ومجتمعية معينة عرفت بها.. ومنها نبعت فكرة البرلمانات والمجالس والبلديات كمؤسسات رسمية تهتم بقضايا الناس وحلها..
وكانت مجالس الخلفاء الراشدين ومجالس الحكماء والأمراء.. وعلى غرارها كان المجلس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وغيرها..
وكانت مجالس الذكر.. كلها تهفو نحو أهداف سامية.. نبيلة..
وهكذا دار الزمان دورته، وتوقفت عجلة الزمان عند دار أصبحت مقصداً.. ينبوعاً.. ومُعيناً لا ينضب.. تضم في حناياها مجلساً مفتوحاً كقلب صاحبه.. يسع الداني والبعيد.. لا فرق فيه بين جنس أو لون أو عرق.. الكل فيه سواسية يرنون إلى أريحية صاحبه بقلبه العامر والمفعم بحب الخير.
ذلك هو مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، مجلس مهما حاولت الغوص في أعماقه لن أصل إلى نهاية مقاصده النبيلة ولا إلى نهاية مراميه الخيّرة.. مجلس تهفو الروح لحضوره، وتشتاق الأنفس للراحة على مرافئه الدافئة، مجلس يسعد فيه الكثير من أبناء الوطن.. ولا يتوقف عند ذلك.. ففيه أبناء الأمة العربية والإسلامية، على اختلاف نزعاتهم وحاجاتهم وانتماءاتهم التي تعددت منذ بدء البشرية.
تتسارع الخطى وما تزال.. تهفو القلوب وما فتئت.. تحدو النفوس رغبة وما انفكت نحو مجلس الأمير الإنسان.. هذا المجلس الذي عمّ صيته وبلغت شهرته الآفاق.. فسيرته بالخير على كل لسان وعلى كل قلب يذكره ويذكر صاحبه بأياديه البيضاء المبسوطة والممدودة من غير من بالعطاء والهبات والمنح.. وما تزال.. والتي ظلت تلازم سيرة سموه الكريم أصلاً وحسباً ونسباً.. وما فتئ الناس يؤمون هذا المجلس العامر بقلوب وضمائر تكن كل معاني الحب والوفاء.. لكلٍ حاجته.. منهم من ينشد الغبطة والسرور، ومنهم من تحدوه الرغبة في رؤية سموه الكريم، تلك الشخصية التي تمثل مرفأ وشاطئاً يرتاح فيه الكثيرون من عناء الترحال ومن مشاق الحياة.. ففي لقاء كريم الخصال متعة..
وفي مقابلة نبيل المشاعر.. سليل الكرام الشرفاء راحة.. وفي حضرته تحقيق لرغبات الحاضرين.. بما سخره الله له لقضاء حوائج الناس، وفي بابه المفتوح وقلبه المفتوح.. وتبسمه في وجوه الحاضرين أمان وطمأنينة وآمال تتفتح.. فما غادره أحد من غير أن يكون بطيب خاطر ورضاء تام، فسلطان الكرم تميز بنبل المواقف وصدق الأقوال وحب الخير.. فهو المحبوب دوماً والموقر من الصغير والكبير بأعماله وأفعاله كرمز بارز من رموز وطنه النبيل العامر بالتقوى والإحسان.
إن مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو مجلس.. بل هو برلمان.. تجري فيه المشاورات والمداولات وتبادل وجهات النظر والعمل لما فيه مصلحة الفرد والمجتمع وصالح المسلمين.. فضلاً عن مناقشة قضايا الناس ومشاكلهم ويظل رائد القوم وإمام المجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يتولى تذليل هذه المشاكل والصعاب والسعي لتحقيق رغبات وتطلعات الحاضرين بما سخره الله به من قضاء لحوائج الناس.. سيراً على نهج والده وأجداده خدمة للناس، حيث درج والده مؤسس هذا الكيان الكبير جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه على أن يكون اجتماعه بالمواطنين مباشراً لما في ذلك من حرص على معرفة رغباتهم والاستماع لمطالبهم وشكاواهم والاستئناس برأيهم والعمل لما فيه تحقيق مصالحهم مع استقباله عصر كل جمعة لأهل الرأي والمشورة إلى جانب استقباله اليومي لعامة المواطنين وأصحاب الحاجات.. وهو المشتاق دوماً والحريص طبعاً للاجتماع بمواطنيه في كل وقت وكل حين متحدثاً لبقاً عن مشاكل الساعة.. مصغياً باهتمام للآراء.. ملبياً لحاجات المواطن.
هكذا كان نهج جلالته - طيب الله ثراه - وعلى هذا المسار كانت الخطى الواثقة.. وكان مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. الذي كان يمثل مؤسسة راسخة الأركان.. بل جمعية خيرية عمومية دائمة الانعقاد لأبناء هذا الوطن المعطاء.. وكانت منتدى وجمعية وجلسة يتفرع منها الأدب والشعر.. ويجتمع إليه رجال الأعمال وأهل الفكر والرأي والأدب والعلم وكذلك المواطن فالجميع سواسية عنده.
إن مجلسه عاطر بالفكر وتبادل الآراء بصراحة ووضوح تامين مع موضوعية صادقة وعلامات البشر والترحاب التي تعلو الوجوه.
وفي هذا المجلس الطيب العامر يدور الحديث عن الأدب والسياسة والاجتماع وغير ذلك من المحاور والآفاق وما يستجد في الساحة العالمية والإقليمية وكل ما من شأنه خدمة المجتمع في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لا يتردد ولا يدخر وسعاً في تحقيق الرفاهية لشعبه والخير لأمته التي أولته كامل ثقتها وولائها التام.
كثيرة هي المواقف وليس من رأى كمن سمع.. ولو أردنا أن نحصي مواقفه وعطاءاته وإنجازاته فإننا نحتاج إلى مجلدات هائلة لتستوعب مناقب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على المستويات الرسمية والخاصة والإنسانية البحتة. فلو أردنا فقط وصف مناقبه وعطاءاته الثرة يمكن أن نجملها باختصار فيما يلي من محاور.. يشكل كل محور منها كتاباً مفتوحاً لصاحب الباب المفتوح والقلب المفتوح.
أولاً: الإحساس بالأمان والطمأنينة عندما تقابله أو تدخل مجلسه.. تتحدث معه بدون رهبة.. أو خوف.. تجده يسألك ويناقشك برحابة صدر وبتواضع الكبار ويبتسم لك ابتسامة الخير والتواضع..
لم أذكر في يوم من الأيام وأنا أعمل مع الأمير سلطان منذ حوالي ثلاث عشرة سنة أن مواطناً قابله ورجع خائباً.. والحق يجب أن يقال.. يلتمس راحة البال والدعوة لسموه بطول العمر على ما فعله بإعطائه لحقه وإنصافه من الظلم.. هذا واحد من الجوانب الإنسانية التي تزين سيرة هذا الأمير الإنسان.
ثانياً: بُعده عن الأضواء.. وكاميرات الإعلام.. يعطي لوجه الله تعالى من غير مَنٍّ.. يدعم الكثير من المواطنين والمحتاجين وتمتد يده الكريمة ليشمل عطاؤها القاصي والداني كانت وما زالت مواقفه مع الجميع رمزاً للوفاء ونموذجاً يحتذى في مجال مساعدة المحتاجين ودعم الإسلام والمسلمين في بقاع العالم من بدو وحضر وعجم ودعم لطلبة العلم بتخصيص الجوائز ودعم المرضى وغيرهم فهو يعطي بسخاء دون حدود.
هذه المواقف التي يرجى ثوابها في دار الخلود.. فهو رجل يتصف بقلب كبير وضمير حساس، مستشعراً بواطن الأمور دون الحاجة إلى تلميح أو إشارة بما له من رقة المشاعر وصفو الأحاسيس الأبوية الصادقة.
ولعل شخصاً بمثل هذه الصفات لا يستغرب أن يتصف بالصبر والكرم والعطف وحسن التصرف في التعامل مع مختلف القضايا والأحداث على مدار الأيام بحيث يصبح تفاعله الكريم نوعاً من صفاء الطبع.. مصحوباً بالتقدير والاحترام الجم.
إن الكثيرين الذين كتبوا عنه.. لم يكتبوا استجداءً ولا تمجيداً ولا نفاقاً إنما أخلاقه الرائعة ومواقفه الإنسانية وإنصافه للمظلوم هي التي فرضت ذلك.
وفي الختام:
هذا غيض من فيض.. ولن نتمكن مهما أوتينا من قدرة ومعرفة ودراية من تسليط كامل الضوء على مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وذلك لما له من خواص ومزايا وفوائد ذلك المجلس العامر والزاخر بكل الخيرات وبكل المشاعر الصادقة.. بشهادة القاصي والداني..
وما قدمه للناس والمجتمعات في نواحي المعمورة خير دليل على مكارمه وأفضاله ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
إن هذا الرجل العظيم سلطان بن عبدالعزيز سيبقى من أغلى الرجال وأكرم وأوفى الرجال.. فلئن كان الكرم والنُبل يعرفان بمواقف النبلاء مع ذوي الحاجة، ولئن كانت المواقف الجليلة عنواناً للرجال بما لهم من كريم الخصال والمشاهد التي تدل على ذلك.. لحملنا كل ذلك وألبسناه مقام من أحببت أن أتحدث عن مجالسه.. وأجد نفسي عاجزاً حائراً أمام اختيار الحروف والكلمات فمهما غصت في بحور اللغة لن أجد ما يوفيه.. فهو أقوى من الكلام وأكبر من كل العبارات.
وما لي إلا أن أقول إن هذا الرجل لا تخطئه ذاكرة كل المخلصين.. هذا الرجل الذي تجسدت فيه معاني الإنسانية وأنبلها.. و
تكفي ابتسامته المشرقة الوضاءة والساطعة التي يرتاح عند واحتها كل من أرهقه الزمان أو أجهده العناء من مشاكل الحياة.. فهنيئاً لأهل بيت هو لهم أب ومرشد ودليل وهنيئاً لبلد هو رمز من رموزه بار وصالح..
ولا أملك إلا أن أعيش أسير داره ووده فما أنا إلا واحد ممن تأسّوا بأصحاب القلم الرائعين الذين سطروا ببراعاتهم نبل وكرم وأخلاق هذا الرجل العظيم.
حفظ الله هذا الرجل العظيم وأدام مجلسه العامر ليظل دوحة وارفة الظلال نستظل بها من وهج هجير الحياة.. فهو الموجه والمرشد والدليل الذي نهتدي بحنكته الفذة ورأيه السديد.. إنه سلطان.. اسم على مسمى..
إنه أغلى الرجال ومنجم النبل والكرم.. حفظه الله أينما حل وأدام أفضاله وشمله بكريم رعايته وعنايته إنه سميع مجيب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved