* الخرطوم - الوكالات: أدت الانقسامات بين المتمردين والعنف المتصاعد إلى حرج موقف المحادثات الجارية منذ شهور لإنهاء النزاع في دارفور مما قاد كثيرين إلى إبداء تشاؤمهم علناً حتى قبل بدء الجولة القادمة من المحادثات يوم غد الاثنين ومع ذلك فإن مسؤولين ومراقبين يرون أن الجولة المقبلة هي جولة الحسم. ولم تسفر ست جولات من المحادثات تحت إشراف الاتحاد الإفريقي سوى عن إعلان مبادئ من جميع أطراف النزاع الدامي الذي أدى إلى مصرع الآلاف ونزوح مئات الآلاف.. ولم تحقق المفاوضات تقدماً يذكر بشأن القضايا الجوهرية وهي الثروة واقتسام السلطة وهما محور النزاع. وقال المبعوث الكندي الخاص للسلام في السودان موبينا جافر الذي عمل في البلاد لمدة أربع سنوات (لأول مرة ينتابني التشاؤم بشأن السودان). ويتنازع زعيمان على رئاسة المجموعة المتمردة الرئيسية وهي جيش تحرير السودان عقب الانتخابات التي جرت في دارفور في وقت سابق من هذا الشهر وأطاحت بالزعيم الحالي ونصبت زعيماً جديداً في خطوة لم تعترف بها جميع الفصائل. وفشلت جهود وساطة رفيعة المستوى من جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في التوصل لحل وسط بين الزعيم الحالي ميني أركوا ميناوي وسلفه عبد الواحد محمد النور. وكان مقرراً أن يتم استئناف مفاوضات السلام في الحادي والعشرين من نوفمبر - تشرين الثاني إلا أن الاتحاد الإفريقي أجّل المحادثات لإتاحة الوقت لوساطة في اللحظة الأخيرة بين زعماء التمرد، ومن المقرر أن تستأنف المحادثات يوم غد ولكن ذلك غير مضمون. ومع انقسام مجموعات المتمردين في دارفور وتصاعد الاشتباكات بين فصائلهم مع تزايد الهجمات على قوافل الإغاثة يعتقد كثيرون بأن العملية انتهت وأن أي اتفاق يتم التوصل إليه في أبوجا لن يكون له تأثير يذكر في دارفور، ومع ذلك فان آخرين يرون أيضاً أن هذه الجولة قد تكون حاسمة في التوصل إلى حلول نهائية.. ووقع انشقاق في المجموعة المتمردة الثانية المشاركة في محادثات أبوجا وهي حركة العدل والمساواة الأصغر مرتين على الأقل. ويشكو عاملون في وكالات المعونة في دارفور من هجمات قادة متمردين من جيش تحرير السودان المتمرد يبدو أنهم يتجاهلون اتفاقيات الهدنة التي وقَّعها الزعماء الذين يمثلونهم في المحادثات. وقال ديف موزرسكي من منظمة الأزمة الدولية (من المؤكد أن المشاركين في أبوجا لا يمثِّلون الجميع في دارفور تمثيلاً كافياً). وأضاف (ينبغي أن يكون هناك آلية أخرى لمشاركة أصوات أخرى). وأضاف موزرسكي أن وفد الحكومة في محادثات أبوجا ينبغي أن يتخذ موقفاً جديداً يعكس موقف حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت في سبتمبر - أيلول وأن يضم الوفد أعضاء من الجيش الشعبي لتحرير السودان الحركة المتمردة السابقة في جنوب السودان. غير أن الوفد الحكومي يضم بالفعل مسؤولين من الحركة الشعبية.. وتاريخياً يرتبط الجيش الشعبي بعلاقات جيدة مع متمردي دارفور، ويقول محلِّلون إن وجوده في الوفد سيساعد في تعزيز الثقة بين طرفي المفاوضات. ويقول ثلاثة من أعضاء الجيش الشعبي إنهم سيشاركون في المحادثات ولكن لم يتخذ موقف جديد. وقال موزرسكي (أعتقد أن المؤشرات الأولية لا تبدو طيبة جداً).
|