|
انت في "الرأي" |
|
لقد عشنا في هذا الوطن المبارك وعاشت الأجيال التي تكبرنا بسنوات قريبة والفئات العمرية التي بعدنا وإلى الوقت الحاضر فترة زمنية يسودها بحمد الله وفضله الأمن والاستقرار ورغد العيش والتكافل الاجتماعي الذي تحقق معه نمو مضطرد في كافة المجالات العلمية والمادية وما صاحب ذلك من انفتاح على العالم الخارجي كان له إيجابياته وسلبياته التي لا تخفى. وفي هذه الأجواء المستقرة رغم مرور المنطقة بعواصف وأحداث جسام كان من أبرزها حرب الخليج الأولى والثانية وحرب اجتياح العراق وما أفرزته من اهتزازات في البنية الأمنية والاجتماعية والاقتصادية لدول المنطقة بشكل عميق لا تزال تعاني من آثاره حتى الآن، إلا أنه ومع ذلك سلمت هذه البلاد بحمد الله من أي اختراقات أمنية تؤثر على النسيج الأمني والاجتماعي المتماسك بشكل فريد. ومع ذلك فإن كثيراً من الناس قد لا يدرك أهمية المحافظة على الاستقرار الأمني بمعناه الواسع والشامل كهمٍّ وكمسؤولية وطنية تعني الجميع ويعم نفعها كل من يعيش في هذه البلاد بعيداً عن الأنانية والمصالح الضيقة أو التقديرات الخاطئة الكارثية التي لا ترى أبعد من خطوة قصيرة توصلها إلى مطامعها النفعية أو تنطلق من ردات فعل شخصية يطغى فيها التشفي على الحكمة والعقل المتجرد من كل هوى. لقد أكد الشارع الحكيم سبحانه وتعالى في نصوص القرآن الكريم وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم على أهمية تحقيق الأمن في المجتمع المسلم سواء منه الأمن السياسي والأمن الجنائي والاجتماعي والاقتصادي وفق منهج شرعي فريد لا يتسع المقام لبسط الكلام عنه. لكن هذا الاهتمام به يؤكد أهمية تحقيقه في المجتمع كمتطلب أساسي ومقصد شرعي لبناء مجتمع إسلامي قوي متماسك متعاون ينمو في ظله الإسلام وينتشر حتى يصبح مثالا يحتذى لأي مجتمع إنساني يروم العز والتمكين. لكن هذا الأمن الذي ينبغي على الجميع أن يسعى للمحافظة عليه وترسيخه في المجتمع يحتاج إلى مقومات ووسائل متواصلة عبر برامج ونشاطات وخطط فاعلة وعلى جميع المستويات لجعله واقعاً معاشاً يتفيأ ظلاله الجميع. وهذا في نظري لن يتحقق بالأمنيات ولا بالجهود الفردية أو حتى بالجهود الأمنية الرسمية ما لم تتضافر الجهود وتتكامل الوسائل والمقومات لتوفير المناخ المناسب والوضع الموافق للسنن الربانية الشرعية التي تعد شرطاً لازماً ووعداً ربانياً حتمياً لتحقيق الأمن المطلوب وفق العوامل التالية: |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |