Saturday 26th November,200512112العددالسبت 24 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

رثاؤك إليك يا أبيرثاؤك إليك يا أبي
وفاء محمد المسيطير

بالأمس كنت ترثي أحبابك وأصحابك بقصائد منمقة تقطر دماً، فقد كنت تعتصر الألم، وأنت تكتب أحرف قصائدك حسرة على فراقهم، واليوم نرثيك بكلمات بسيطة لا تعبر عما في قلوبنا من حزن على فراقك ولا تصل إلى كلماتك المنمقة الرصينة السلسة، نرثيك رثاء حاراً وقلوبنا تتفطر حسرة وألماً على فراقك ليس لأنك والدنا فحسب، بل لأنك علم من أعلام بلادك، فكنت تتألم لحزن أمتك وتتحسر على حالها، وأنت على فراشك طريحا، وكان قلبك يتوجع لأوجاعها، ولكن الذي يثلج صدورنا ويهون علينا مصابنا وفقدنا إياك أن وفاتك في أيام مباركة - نسأل الله العظيم أن تكون من المقبولين عنده - ولطالما كنت تفرح بقدوم هذا اليوم في حياتك، وكنت تردد هذا البيت على مسامعنا:


عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد

وكأن قلبك يحدثك أن أمر فراقك عن هذه الدنيا هو في ليلة العيد.والدي العزيز القلب يحزن، والعين تدمع، واللسان يعجز عن التعبير، فلحظات وداعك لها طابع خاص وشعور آخر يحس به الإنسان، ففي هذه اللحظات تخرج الكلمات بحرارة من أعماق النفس البشرية، وتنهمر ينابيع العاطفة متدفقة فتجيش بغزارة، ففي هذه اللحظات تتجلى المعاني السامية التي تكمن في أعماق الإنسان، غلاك يا والدي لا تكفيه الكلمات، وليس لدى أجمل من كلماتك عندما رثيت والدك- رحمه الله- فقد كنت ترثي نفسك بعد مماتك.


بكيتك والآلام تحرق مهجتي
وفقدك يعلو منذرا غرة الفجر!!
أبي يا أفاويق الحياة كريمة
ويا غرة بيضاء في لوحة الدهر!!
بكيتك من قلبي وجرح محاجري
وضيعة آمالي لدى قسوة الأمر!
رثيتك قلباً خاشعاً في نشيجه
تراتيل آي من هدى سورة العصر!!
أبي يا شعاع الأمس يخطف ناظري
ويا مثلي الأعلى على ذورة الفخر!!
ويا بسمة ماتت على شفة الردى
ويا قطرة جفت على منبع النهر!!
نعتيك لا ألوي على قبضة الردى
ولا أتوخى الصبر من فاقد الصبر!!
ذرفنا دموعاً حارقت مسيلها
وعدنا إلى أوكارنا عودة الهجر!!
إذا أطبق الليل البهيم بصمته
وسلم هذا الكون للسهد والفكر!
رأيتك أحلاماً تطوف بخاطري
وروضا من الجنات فواحة العطر!!
هو الموت حق جائر في نزوله
يحل على القاضين مراً على مر!!
سأنعاك في دنياي نعي معذب
بكى لفراق الأهل في ضربة الثأر!
إلى جنة الفردوس يا روح راحل
تعالى سما فازداد قدراً على قدر!!
وفي ذمة الرحمن من كان عامراً
لياليه في المحراب بالشفع والوتر!

ابنتك المحبة الوفية لذكراك

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved