Friday 25th November,200512111العددالجمعة 23 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "سين وجيم"

الضرر النفسي والعضوي بسبب صوالين الحلاقةالضرر النفسي والعضوي بسبب صوالين الحلاقة
إعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان

* س: - (تنتشر.. صوالين الحلاقة.. وتنتشر.. الحجامة.. فأحذروا ذلك) هذا ما نصحنا به طبيب أطفال حينما زرناه وتبين اصابة طفل في السابعة من عمره، بفيروس.. اكبد (ب).
نعم ففي شارعنا عرض (9م) وطول (145م) هناك..خمسة حلاقين.. وحجامان يقومون بمعاينة أهل الحي الغلابة، مشكلتنا مشكلة مع هذا.. الطفل.. الذي بدأ بحمد الله تعالى يتحسن، نظرنا إلى صوالين الحلاقة.. من جديد نعم من جديد فكأننا نراها لأول مرة مقصات قديمة، أمشاط قديمة، أمواس مكررة.
هناك.. صالون واحد.. نظيف جداً وواسع ويطب بطيب ذاكي فواح والحلاق معه معاون جيد لكن ما لفت النظر هو استعمال ووصيتهم بهذا؟
وما ترونه.. لنا.. تجاه هذا الطفل..؟
سميحة.. مصر.. أسيوط..
* ج: - في الرسالة المطولة والصور التي يعيشها عن.. صوالين الحلاقة.. وتقرير الطفل 7 سنوات.. هذا سوف أعلق عليه من مكتبي الخاص.. وأوجه به إلى وزارات الصحة والبيئة والبلديات.
ولعل في رسالتك شفاء جيد لمن يعاينه ويراه فيكفي فيه.. دلالاته.. على ضرورة التنبيه إليها العدوى التي تنتقل عن طريق الأدوات المستعملة في عيادات طب الأسنان والحلاقة والحجامة وفرشاة الأسنان والمقص والمشط لأكثر من مرة على رأس ووجه ثلاثة زبائن طفل ورجلان هذا إلى أن يد الحلاق نظيفة لكنها غير معقمة وليس يلبس قفازاً بلاستيكياً رجال وأطفال وشباب ماذا أقول لك ضحايا البراءة خاصة والشباب يقلدون الغرب كل يوم لكل واحد منهم موضة وقصة جديدة.
وباء الكبد (ب) نتصوره مرعباً مخيفاً وأسبابه بيننا.
فهلا وجهتم برأي تجاه هذا خاصة ملاك الصالونات وملاك الحجامة إلى أكل الحلال بالحذر من التسبب في العدوى التي لا يقصدونها، هلا كتبتم عند من يجهل خطورة ذلك أو كل يتساهل فيه.
كم آمل قراءة هذا البحث الذي طرحته احدى الصحف لعله يفي بما يكون تجاه الطفل المذكور وأن التطعيمات باذن الله تعالى متساهم بوقاية الأطفال من هذا الوباء ورد في تلك المنشورة ما نصه:
التطعيمات تقي الأطفال من التهاب الكبد الفيروسي المزمن (ب):
* التهاب الكبد الفيروسي (ب) هو مرض يصيب الكبد بواسطة الفيروس (ب) مما يؤدي إلى التهاب حاد في الكبد، ومن ثم إما زوال الفيروس والشفاء من المرض أو الاصابة المزمنة بالفيروس الذي قد يؤدي إلى مضاعفات كتليف وسرطان الكبد. حتى تعلم عزيزي القارئ العبء الكبير الذي يشكله مرض التهاب الكبد الفيروسي المزمن (ب) على الصحة على مستوى العالم فإنني أطرح بين يديك الأرقام التالية:
هناك حوالي 350 مليون شخص حامل لفيروس (ب) في العالم يموت منهم تقريباً مليون شخص سنوياً بسبب مضاعفات المرض..
أيضاً يتسبب الفيروس (ب) في حدوث 75% من سرطانات الكبد. من أجل ذلك تضاعفت جهود الهيئات الطبية العالمية لايجاد وسائل لمنع انتشار المرض وعلاجه، فكان الاكتشاف المهم للقاح وأدوية (مثل انتيرفيرون ولاميفيودين) ضد الفيروس (ب) ما كان له أكبر الاثر في انخفاض نسبة الاصابة بهذا الفيروس وبالتالي انخفاض نسبة حدوث حالات تليف وسرطان الكبد.
إن نسبة كبيرة من البالغين الحاملين لفيروس (ب) قد اصيبوا بهذا الفيروس في طفولتهم وبالأخص أثناء الولادة من أمهات يحملن الفيروس لذلك أنصب الاهتمام بفترة الطفولة بإعطاء اللقاح ضد فيروس (ب) على ثلاث جرعات خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل. لقد أدت الخطوة الجبارة من قبل وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية بادراج لقاح الفيروس (ب) ضمن اللقاحات الأساسية للطفل منذ عام 1989م إلى انخفاض ملحوظ بنسبة الاصابة بمرض التهاب الكبد المزمن الفيروسي (ب) فقد أوضحت الدراسات التي قام بها الدكتور فالح الفالح الأستاذ بجامعة الملك سعود في كافة مناطق المملكة، انخفاض نسبة الاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن (ب) لدى الأطفال من 7% عام 1989م إلى 0.3% عام 1997م كذلك الدراسات على المتبرعين بالدم في الكبار أكدت انخفاض نسبة الحاملين للفيروس (ب) من 3.7% عام 1987م إلى 1.7% عام 2000م.
من المهم معرفة أن هناك اختلافاً بين الأطفال والكبار المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن (ب) باعتبار طرق الاصابة بالفيروس.
أعراض المرض، التاريخ المرضي ودواعي العلاج من أجل ذلك سوف أركز الكلام في القادم من هذه المقال على جوانب عدة من مرضى التهاب الكبد الفيروسي المزمن (ب) لدى الأطفال.
* كيف يصاب الطفل بفيروس التهاب الكبد (ب)؟
- معظم حالات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي (ب) لدى الأطفال تحصل أثناء الولادة من أمهات يحملن الفيروس (ب) هذه الطريقة من انتقال الفيروس (ب) تسبب التهاباً كبدياً مزمناً في90% من الحالات وخاصة عندما يكون الالتهاب الكبدي الفيروسي لدى الأم نشطاً، بينما فقط 5% من الكبار الذين يصابون بالفيروس (ب) يعانون من التهاب مزمن، أما الباقون فيتشافون من المرض بالتخلص من الفيروس كما هو الحال في الكبار فإن الدم الملوث بالفيروس والاتصال الجنسي مع شخص مصاب بالفيروس هي وسائل أخرى للإصابة بالفيروس (ب) أيضاً استخدام أدوات ملوثة بدم شخص مصاب بالفيروس كفرشاة الأسنان، مقلمة الأظافر، أدوات الحجامة، أو إبر حقن قد تسبب الاصابة بالفيروس (ب) وفي السنوات الأخيرة انتشر بين المراهقين سلوكيات غريبة، خاصة في المجتمعات الغربية كالوشم وغرز حلقات معدنية في الجلد قد تسبب في الاصابة بالفيروس الآن جميع منتوجات الدم التي تعطى للمرضى المحتاجين يتم اخضاعها لاختبارات دقيقة للكشف عن الفيروس (ب) مما يجعل احتمالية انتقال الفيروس (ب) عن طريق الدم المتبرع شبه معدومة.
أعراض مرض الالتهاب
الكبدي الفيروسي المزمن (ب):
معظم حالات الاصابة بالفيروس (ب) لدى الأطفال لا تكون مصاحبة بأعراض معينة بل انه في الغالب يتم الكشف عنها مصادفة إما عن طريق تحليل الدم الروتيني لوظائف الكبد أو أن أحد الوالدين مصاب بالفيروس بعض حالات الاصابة بالفيروس (ب) لا يتم الكشف عنها إلا عند البلوغ عندما يريد الشخص التبرع بالدم أو عندما تظهر مضاعفات الالتهاب الكبدي المزمن كاستسقاء البطن أو تقيء الدم أو سرطان الكبد في الحالات المتأخرة.
أعراض الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد (ب) إذا ظهرت لدى الطفل تكون مشابهة لأي مرض فيروسي آخر: كقلة الشهية، ألم بالبطن، تقيؤ اسهال، حمى، طفح جلدي، وفي قليل من الأحيان اصفرار لون العينين.
تنتهي بالشفاء
* ثم ماذا بعد الإصابة بالفيروس (ب)؟ ما هو المسار الطبيعي والسلوك المتوقع من هذا الفيروس؟
- حالات الإصابة بالفيروس (ب) لدى الأطفال والكبار قد تنتهي بالشفاء التام من المرض بتكوين جسم الطفل لأجسام مضادة للفيروس أو تكون حالات مزمنة عندما لا تستطيع مناعة الجسم التخلص من الفيروس. في حين أن نسبة الاصابة بالتهاب كبدي مزمن تتراوح بين 1% إلى 5% لدى الكبار، فإن نسبة الاصابة بحالات مزمنة لدى الأطفال تختلف باختلاف عمر الطفل عند الاصابة بالفيروس فهي90% لدى المواليد من أمهات مصابات بالفيروس (ب) و30% لدى الأطفال المصابين بالفيروس بين العمر 1 إلى 5 سنوات الارتفاع الملحوظ في نسبة الاصابة المزمنة بالفيروس (ب) لدى المواليد يعزى إلى ضعف جهاز المناعة تسبباً لدى هذه الفئة مقارنة بالكبار لذا لا يستطيع الجسم التخلص من الفيروس. ولكن مع مرور السنين يبدأ جهاز المناعة لدى بعض هؤلاء الأطفال بالاستيقاظ والتنبه لوجود الفيروس والتخلص منه ولكن تبقى نسبة تخلص الجسم الكامل التلقائي من الفيروس منخفضة وخاصة لدى الأطفال المصابين بالفيروس منذ الولادة (3%) وترتفع هذه النسبة إلى 10% لدى الأطفال المصابين بالفيروس في سن متأخرة.
حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن (ب) يمكن تصنيفها إلى حالات نشطة وغير نشطة.
المرضى المصابون بالتهاب كبدي فيروسي نشط أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات كتليف وسرطان الكبد من المصابين بالتهاب كبدي فيروسي غير نشط من فضل الله فإن 15 إلى 20% من الحالات النشطة تتحول إلى حالات غير نشطة مع مرور الزمن تلقائياً من دون اعطاء علاج.
الوقاية
* ماهي وسائل الوقاية من الإصابة بالتهاب الفيروس الكبدي (ب)؟
- الطفل المولود لأم مصابة بالفيروس (ب) يعطى لقاحاً ضد الفيروس وكذلك حقنة من أجسام مضادة جاهزة ومعدة ضد الفيروس، مما يؤدي إلى حماية المولود بإذن الله في 95% من الحالات. من أجل ذلك كان لزاماً على الأم عند الولادة تنبيه الأطباء باصابتها بالفيروس أو وضع علامة معينة على ملف الأم للتنبيه باصابتها بالفيروس كذلك فإن اختبار الكشف عن الفيروس (ب) أصبح جزءاً مهماً من الاختبارات التي تعمل للحامل أثناء فترة متابعة الحمل في السنوات الأخيرة يعمل بعض الأطباء لإعطاء دواء اللامفيودين في الاشهر الأخيرة من الحمل للامهات المصابات بالتهاب كبدي فيروس نشط وذلك للاقلال من مستوى الفيروس بالدم وبالتالي الاقلال من نسبة إصابة الطفل بالفيروس.
يوجد الفيروس في جميع سوائل الجسم ولكن بكمية قليلة جداً في حليب الأم لذلك لا بأس بأن ترضع الأم المصابة بالفيروس طفلها.
الطفل المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي (ب) يجب ان يعامل في أغلب الأحيان كأي طفل آخر فيجب أن يشارك الأطفال الآخرين في اللعب والأكل ولا يمنع من التقليل المتبادل مع والديه أو اخوته واخوانه. إن منع الطفل المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي (ب) من مشاركة الأطفال الآخرين أنشطتهم يتسبب في عزل الطفل المصاب اجتماعياً ويؤدي إلى آثار نفسية سيئة.
ولكن تبقى هناك سلوكيات ينبغي منعها كالمشاركة في استخدام فرشاة الأسنان أو مقلمة الأظافر التي قد تتلون بالدم كذلك ينبغي أخذ المحاذير اللازمة للتعامل مع الجرح النازف، من الطفل المصاب وذلك بلبس قفازين طبيين وتنظيف وتعقيم الجرح والتخلص من البقايا الملوثة بالدم. أيضاً على الوالدين مع سلوك العض أثناء تشاجر الاطفال يلزم باقي افراد العائلة التي يوجد بها طفل مصاب بالفيروس (ب) اجراء كشف لمعرفة ما إذا كان لديهم مناعة ضد الفيروس (ب) أفراد العائلة الذين لا يوجد لديهم مناعة ينبغي تطعيمهم بلقاح لاكسابهم المناعة اللازمة أما في المدرسة فانني أؤيد أن يكون رائد الصف ومعلم التربية البدنية على علم باصابة الطفل بالتهاب الكبد الفيروسي (ب) وذلك لاتخاذ الاحتياطات اللازمة عند حدوث جرح نازف من الطفل المصاب.
العلاج
* ما هو العلاج المتوفر لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي لدى الأطفال؟
- حالياً يوجد هناك عقاران لعلاج التهاب الكبد الفيروسي (ب) وهما:
اللاميفيودين (Lamivudine) والانتيرفيرون الفا (INF-alpha) ولكن ليس كل الحالات تستدعي العلاج، بل فقط الحالات المزمنة النشطة التي يحدها الطبيب المختص الدور الرئيس لهذا العلاج يكمن في تحويل الحالات النشطة إلى غير نشطة وليس بالضرورة في التخلص الكامل من الفيروس فبهذا العلاج تتحول 25 - 35% من الحالات النشطة إلى حالات غير نشطة ويتم التخلص الكامل من الفيروس في 5 إلى 10% من الحالات يعطى العلاج لمدة تتراوح بين 6 - 12 شهراً تحت اشراف طبيب مختص.
هناك أدوية أخرى تستعمل في الكبار مثل الانتيرفيرون الفا طويل المدى (Peg-INF) والاديفوفير (Adevofir) وبفاعلية أكبر من سابقتها ولكن لم يتم الترخيص باستعمالها لدى الأطفال بعد وإن كانت هناك دراسات جارية باستخدامه في هذه الفئة العمرية.
توصيات للمستقبل
إن نسبة الاستجابة للعلاج المتوفر حالياً وإن كانت جيدة إلا أنها ليست ممتازة لذا ينبغي البحث عن أدوية تكون نتائجها أفضل ربما يكون في الاستخدام المشترك للانتيرفيرون واللاميفيودين في نفس المريض نتائج اضافية تفوق استخدام أحدهما فقط.
كذلك ينبغي البدء في عمل دراسات محلية تضم عادة مراكز طبية لدراسة دواء الانتيرفيرون الفا طويل المدى أو الاديفوفير في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) لدى الاطفال فربما يكون في استخدامهما نتائج علاجية أفضل.
على الرغم من الفعالية الممتازة للقاح ضد الفيروس (ب) الذي يعطى للمواليد عند الولادة في اكساب المناعة لدى الأطفال ضد الفيروس إلا أنه لوحظ أن هذه المناعة تضعف مع مرور الزمن في المملكة بما أن اللقاح أدخل عام 1989م فإنه يتوقع أن جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة لديهم مناعة ضد الفيروس (ب) إلا أن الواقع غير ذلك فعندما نعمد لاجراء الكشف عن مناعة الأطفال إخوة واخوات للطفل المصاب بالفيروس (ب) نلحظ ان نسبة 20 إلى 30% من هؤلاء الأطفال ليس لديهم اجسام مضادة ضد الفيروس مما يعني أنهم قد يكونون عرضة للاصابة بالفيروس لذلك يبرز السؤال المهم : هل يحتاج الأطفال عند دخول المدرسة إلى جرعة تنشيطية من اللقاح كجزء من البرنامج الأساسي للتطعيمات؟
الاجابة عن هذا السؤال تستدعي عمل دراسات محلية لمعرفة النسبة الحقيقية من أطفالنا الذين يفقدون المناعة ضد الفيروس (ب) مع مرور الزمن.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved