النشاط الطلابي اللاصفي حق لكل طالب، فهو يثري لديهم حس المشاركة ويزودهم بالثقافة والمعلومة، ويدفعهم نحو التحليق بالابتكار والتجديد. فالنشاط يساعد على بناء عقلية ناضجة متزنة ويبني كذلك شخصية فاعلة نافعة. وهذا الأمر يدفعنا أن نمنح الشباب الفرصة لاختيار النشاط المناسب لقدراته. وهذا ما دفع اليابان أن تزج بشبابها إلى المختبرات والمعامل لتدريبهم على الاختراع والابتكار وهم حديثو الالتحاق بالدراسة مما نتج عنه ولادة عقول يابانية صانعة ومواهب يانعة ساهمت بتقدم اليابان صناعياً وتجارياً. وللنشاط دور كبير في تفوق الطالب ونجاحه حيث يمنحه الثقة بالنفس والشجاعة الأدبية وإفراز المواهب. فغالب الأنشطة تتطلب من الطالب بذل جهد كبير حتى يصل إلى نتيجة مرضية. وذكر الدكتور سلمان بن فهد العودة كلاماً جميلا حول النشاط وذلك بمجلة الإسلام اليوم عدد جمادى الأولى 1426هـ ص11 (الإذاعة والنشاط المدرسي فرصة للتدريب وإسماع الآخرين صوتك فلتحاول) أ.هـ. وإذا منحنا الطالب الفرصة للالتحاق بالنشاط فإننا بذلك قد وسعنا مداركه ومنحناه آفاق أوسع ومساحة أكبر في استغلال فرص الحياة وسمحنا لعقله ان يعانق التفكير السليم وبعدها إلى التفوق والإنجاز.. وبنظري هناك أمور لابد منها: الأولى: لابد أن يكون لدى الشاب أو ولي أمره المعرفة التامة بنوعية وماهية النشاط المقدم للشاب، فلا يكون نشاطاً مخلاً بالآداب أو بالدين أو بالعادات سواء في التعامل بين الأفراد أو حتى نوعية النشاط. وللحق أن غالب مشرفي النشاط المدرسي بمؤسساتنا التعليمية نخبة من الشباب السعودي المتميز نحسبهم كذلك. وللتنبيه أوردنا ذلك للاحتراز. ثانياً: لا يقبل نشاط يصد الشاب عن أهله ويتسبب بإلحاق الضرر على عائلة الشاب.. كأن يكون جل وقت الشاب مرتبطاً بالنشاط، ولا يقبل كذلك نشاطاً متساهلاً بأوقات الصلاة كأن يقدم النشاط على حساب التأخير على الصلوات المكتوبة. ثالثاً: يستحسن قبل الالتحاق بالنشاط أن يكون الشاب سليم الجسم من الأمراض والعاهات التي تعوقه عن النشاط البدني فقد يُكلف من العمل ما لا يطيق فلابد من الكشف الطبي عليه فالعقل السليم في الجسم السليم. رابعاً: يشترط في رائد النشاط أو المسؤول عن النشاط أن يكون لديه الخبرة السابقة في الأنشطة وأن يكون لديه القدرة على القيام بأدوار النشاط وعلى الأقل يجب أن يكون لديه المرونة في التعامل مع الغير في دعمهم وتشجيعهم وفتح الأبواب الجديدة أمامهم.. الخ. خامساً: لابد من نشر روح الأخوة الصادقة بين الأعضاء وتوزيع الأعمال عليهم بالسوية فلا يُتعامل مع الأعضاء على حساب القرابة أو حتى المصالح الخاصة. فاشتراط النزاهة في التربية أمر لابد منه. سادساً: لابد من التكافؤ بين نوعية النشاط وبين مقدرة تحمل الشخص له سواء في العمر أو المقدرة الذهنية ومدى استيعاب الشاب لنوعية النشاط. سابعاً: لابد مراعاة العوامل المناخية والأوقات الزمانية والمكانية واستغلال ذلك في تفعيل النشاط. فمثلاً مراعاة العامل المناخي أثناء فصل الشتاء وتوظيف هذا الفصل في رحلات برية مناسبة وتدريب أعضاء الرحلة على كيفية التعامل مع الظروف الصحراوية القاسية مما يكسبهم الخبرة والصبر والرجولة. ومن أمثلة مراعاة العامل الزماني التنبيه للأوقات الفاضلة واستغلالها في زيادة التحصيل الديني. فمثلاً في شهر رمضان المبارك يمكن أن يرتب رحلة للبيت الحرام وزيارة للمسجد النبوي وترتيب رحلة لأداء الحج والقيام بمساعدة الحجاج في المناسك وغيرها. ثامناً: يقترح أن يجدول رحلات زيارة لكبار السن من الآباء وغيرهم ممن عاصروا التجارب والأحداث، وزيارة أحد كبار السن تعني للشباب شيئاً كبيراً حيث تختصر له مشوار طويل في جلسة يتخللها توجيهات وإرشادات. فهو يختصر له دورات تدريبية في كيفية التعامل مع الحياة، ولابد هنا من التنبيه إلى أن الشاب لابد من ربطه بمن سبقوه خاصة الأخيار من الآباء والأجداد وغيرهم. تاسعاً: قطف الثمار لا يحصل إلا بعد الجهد والتعب، وانتظار النتائج في المشاريع التربوية لا يتأتى إلا بعد بذل المزيد من العمل والجهد الكبيرين فلابد من التروي وعدم اليأس. ولأن تبذر حبة وتكبر بعد حين أفضل من أن تغرس أشجاراً وتكرس جميع جهدك ولا فائدة. عاشراً: بالصدق والإخلاص تتحقق المقاصد، فلنبارك جهودنا ومشاريعنا بالعمل الناصح والنية الصالحة.. سدد الله الخطى وبارك الله الجهود.
|