وتبقى ذكريات الماضي شاخصة تسترجعها الأحداث والمواقف والمناسبات وها نحن نعيش هذه الأيام فرحة عيد الفطر المبارك مع من نحب وبحال ترفل في تنامي النعم والخيرات, سابقا كانت القناعة بقلة الحيلة وضعف الامكانات والبساطة في التعبير عن الذات ومكنوناتها والتواصل فيما بين الجيران والأقارب والأصدقاء لدرجة الظهور للبر والتخييم فترة العيد بعوائلنا وأبنائنا بطريقة بسيطة لا تتحمل ذاك التكلف وذاك الاحتياج وصنوف الاستعداد كان يعد من الأمور الرائعة بل من الجوائز الثمينة والتي ننتظرها بفارغ الصبر، وقد كنا نتمنى أن تطول فترة العطلة وتستمر أفراح العيد , كنا نسعد بلقاء الصباح وغداء العيد في جمع بهيج وروح من التواد والتلاحم.. كانت حياة زاخرة بصنوف التواصل الاجتماعي تحمل كل معاني الصدق والإخلاص.. وتنبعث من طياتها المودة والسعادة والسرور.. بالرغم من قلة ذات اليد ومحدودية الأوضاع المادية وانعدام الخيارات والبدائل ومع كل هذه القيود والمعطيات المهبطة إلا أن التميز والانفراد كان كافيا و مرجحا لهذه الفرحة الصادقة النقية بكل عز وافتخار.. ونحن نسترجع هذه الحياة وتلك الحقبة وما صاحبها من أجواء ونرى ما يعيشه البعض من عدم استقرار وارتباك وازدياد المشاغل وفي خضم الأحداث وكثرة الطواري والشوفات لنتوقف قليلا ! ونسأل أنفسنا لماذا تغيرت النفوس؟ ماذا حصل؟ أين تلك النفوس المطمئنة؟ أين الصدق؟ أين التواد والتلاحم ؟ ..قد نتغير وقد نبقى على ما كنا قد نرحل في أية لحظه وسيأتي غيرنا ليكملوا المسيرة... إنها الحياة قصيرة جدا تتلاطم فيها النفوس وتتهاوى تتصارع تتنافس ويبقى الحق والنجاة في صدق التعامل والإخلاص , فرصة العيد تتيح لنا التصافي ونبذ الفرقة والحب.. يقول المصطفى صلى الله علية وسلم: ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم, أو كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم, بكل بساطة. أحمد الله وأشكره على نعمة الأمن والاطمئنان ونسأل الله العلي القدير أن يديم علينا نعمه وآلائه ويرزقنا شكره وحسن عبادته وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|