فترة المراهقة.. بثور تسمى حب الشباب.. محاولة التخلص من هذه البثور بعصرها.. ندوب على شكل حفر صغيرة وكبيرة تتشكل في منطقة الوجه وبعض مناطق الصدر والظهر. هذا هو السيناريو المتكرر بين أغلب الشبان والفتيات المصابين بآفة حب الشباب، وقد يتشابه هذا السيناريو عند الإصابة بأمراض أخرى كمرض جدري الماء (العنقز). هل يوفر الطب حلولاً لهذه التشوهات التجميلية التي تؤثر سلباً في المصاب بها؛ حيث تتسبب في حرج اجتماعي وقد يتجاوز تأثيرها ذلك مسبباً مرضاً نفسياً؟ قبل البدء في عرض الحلول يجب النظر إلى مسببات هذه المشكلة؛ توجد في الجلد غدد دهنية، تكثر في مناطق الوجه والصدر والظهر، وهي تشبه الأكياس حيث تخرج إفرازاتها من فتحة هذه الأكياس. وفي فترة البلوغ تزداد إفرازات هذه الغدد نتيجة عامل الوراثة وتحت تأثير زيادة في نشاط بعض الهرمونات، فإذا تسبب عامل ما في إغلاق فتحة هذه الأكياس ولو جزئياً، فإن البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي داخل هذه الأكياس تبدأ تحليل الدهنيات الموجودة متسببة في منتجات تهيج الجلد بما يشبه الالتهاب. قد يكون مغرياً للبعض أن يحاول إخراج إفرازات الغدد المحتبسة، وذلك بالضغط عليها ومحاولة عصرها؛ مما يؤدي إلى خروج كمية بسيطة من هذه الإفرازات إلى خارج الجلد، بينما تدخل الكمية الباقية داخل الجلد بما فيها من دهنيات، وبكتيريا، وخلايا ميتة، فضلاً عن الملوثات الجوية الموجودة على الجلد مؤدية في النهاية إلى تدمير ألياف الجلد المسئولة عن إسناد الجلد ومرونته، والتي تشبه في وظيفتها أعمدة المنزل؛ فإذا تحطمت هذه الأعمدة فإن سقف المنزل يهبط وهو قطعاً ما يحدث في الجلد مسبباً الندوب. تحل مشكلة الندوب بعدة طرق نحاول هنا التطرق إلى أهمها: 1- المستحضرات الطبية: تقوم بعض هذه المستحضرات بإزالة الطبقات الميتة من خلايا سطح الجلد، كما تقوم بتنشيط تكون ألياف جديدة مما يساعد في تحسن منظر الندوب الخفيفة. ويعتبر مستحضر (التريتينوين) أهم هذه المستحضرات. 2- التقشير الكيماوي: تتم بعملية التقشير الكيماوي حرق طبقات الجلد الخارجية بما فيها من عيوب والسماح بتكون طبقات جديدة تخلو من مثل هذه العيوب. 3- الصنفرة الميكانيكية: تتم إزالة طبقات الجلد باستخدام فرشاة معدنية، وأيضا السماح لطبقات أخرى جديدة قد تخلو من الندوب بالتكون مكانها. يعيب الطرق المذكورة أنها قد لا تنتج تحسناً ملحوظاً، أو أنها قد تتسبب في آثار جانبية كثيرة قد تكون غير مقبولة تجميلياً. 4- الجراحة: قد يلجأ الطبيب المعالج إلى العمل الجراحي على صورة إزالة كاملة للندوب إذا كانت قليلة وعميقة. في بعض الحالات يمكن تخفيف بعض الندوب باستخدام مشرط خاص لتقطيع التليفات التي تمسك بطبقات الجلد السفلى. 5- في بعض الحالات قد يساعد حقن الجلد بمواد صناعية على رفع طبقة الجلد الخارجية وتحسين المنظر العام للجلد. 6- في وقتنا الحالي، أخذ علم الليزر مكانه في الأمراض الجلدية ومعالجة عيوب البشرة بما فيها الندوب. يستخدم حاليا جهاز Erbium Yag للقيام بصنفرة دقيقة للندوب والقيام بشد ألياف الكولاجين تحتها، مما يوفر فرصة معالجة أفضل من سابقاتها، وبآثار جانبية وقتية قليلة. تتم معالجة الندوب بالليزر، باستخدام مخدر موضعي، ثم صنفرة الندوب بحيث يستوي سطحها مع سطح الجلد المحاذي لها. وتغطى منطقة المعالجة بعد ذلك عدة أيام يتم فيها تجديد الغيار. بعد أسبوع تقريبا تكشف منطقة المعالجة التي تظهر احمراراً متوسطاً يخف بالتدريج خلال أسابيع. تظهر نتيجة التحسن الفعلية مبدئياً خلال الأسابيع الأربعة الأولى، ولكن التحسن الكلي يكتمل بعد عدة شهور حيث تختفي أغلب الندوب خاصة السطحية والمتوسطة منها. لقد وفر الطب الحديث وسائل مختلفة وفرصاً أفضل للمرضى، خاصة في حالة ندوب الجلد، ومع أنها لم تصل إلى درجة مثالية في نتائجها، إلا أن النتائج التي نحصل عليها باستخدام الليزر تفوق سابقاتها.
* استشاري الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر عيادات ديرما - جدة |