* غادر أرض القصيم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة القصيم؛ تنفيذاً للمرسوم الملكي الكريم القاضي بتعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة (طيبة الطيِّبة) بمرتبة وزير بعد أن كان خلال فترة عمله نائباً لأمير القصيم عوناً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز شكلا ثنائياً متعاوناً لبناء ونماء المنطقة بكل مجالاتها. ولأن الحديث عن رجل الخير، والكرم، والمروءة، والشهامة، الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز ولأننا نعيش في أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لهذا العام 1426هـ - حيث كتابة هذه السطور - ولأنني التقيت بسموه الكريم في مجالس رسمية وغير رسمية ولأن (الجزيرة) الصحيفة أتاحت لي فرص الالتقاء بسموه كمسؤول، فقد أخذت عنه طابع الهدوء والوقار والتواضع الجم رغم علو الشأن. * أخذت عنه حب الخير والإسهام به والعطاء الذي لا يخشى الفقر وسمعت عن ذلك الكثير والكثير -ولما سبق- وسوف أروي مواقف شخصية مع الأمير المغادر.. * اتصل بي صديق من لندن يطلب المساهمة ومد يد العون لمقيم محتاج وهو من الجالية السودانية يعاني من مرض أولاده الثلاثة الذين يحتاجون لخدمات طبية كبيرة وهو فقير جداً لا يملك قوت يومه وتعذرت المستشفيات الحكومية علاجهم لاسيما وأنهم ثلاثة، أكبرهم عمره ست سنوات وأصغرهم سنتين * فكرت وقدرت وكتبت للأمير عبدالعزيز بن ماجد كتاباً أشرح له حال المقيم وأضع الأمر بين يدي سموه الكريم وكنت -أثناء الكتابة- أتثاقلها لاسيما وأنهم ثلاثة، وكنا ذات صيف، ولسنا في موسم خير كرمضان مثلاً، إلا أنني ولسابق معرفتي بسموه كتبت شفاعة لسموه الكريم أطلب فيها توجيه سموه من يلزم لتسهيل دخولهم أحد المستشفيات الحكومية للعلاج. * رتبت مع الإخوة الأفاضل في إدارة مكتب سموه لتسهيل دخول المقيم ومقابلة سمو رجل المكارم وكانوا -للحقيقة- خير عون، انتقاهم سموه بعناية فائقة.. يروي لي الأخ المقيم المشهد المختصر الذي دار مع الأمير، حيث ألقى نظرة سريعة على سطور الشفاعة وردد الأمير عبارة (أبشر بما تريد).. * وجه الأمير المحسن بأمر العلاج للأبناء الثلاثة على حسابه الخاص، وأكد بضرورة المتابعة وتقديم الخدمة العلاجية اللازمة، دون تأخير ولا يستغرب ذلك لأننا في مملكة (الإنسانية).. * وبينما أنا كذلك وبعد مضي عشرة أيام على التوجيه الكريم تلقيت شخصياً اتصالاً هاتفياً من مكتبه يفيد رغبة الأمير الباذل بالسؤال عن حالة الأبناء الثلاثة وهل تمت العمليات الجراحية أم لا.. * دعاني صديق - ذات ليلة - لحضور مأدبة عشاء على شرف سموه وكنا عشرة من الرجال أو نزيد قليلاً، رأيت في سموه عن قرب المكانة الاجتماعية من أيسر أبوابها، كما رأيت فيه الذكاء الاجتماعي النادر، وشدني أسلوب سموه في الحديث، حيث يوزع الحديث على كل الحضور ويركز النظر والحديث معاً، بل لا أبالغ إن قلت إن كل الحضور -في تلك الليلة- وجه لهم الكلام كل على حدة، وهذا قمة الاحترام، والتقدير، والتواضع، والأدب، وعلى من يجالس سموه أن يستعد لأي سؤال فجائي من سموه وأن يكون حاضر الذهن والإجابة لأي تساؤل!! كما أنه يدعو الشخص باسمه وفي هذا تأكيد وتجسيد لمبادئ عديدة، حقاً إنه كنجم لاح على صفحات الماء وهو رفيع. * إن الأمير عبدالعزيز بن ماجد واسع الثقافة في مجال الإدارة، والأمن، والتقنية الحديثة. * سهل الله طريق الأمير عبدالعزيز بن ماجد أينما حلّ أو اتجه، وأحسن الله إليك يا سمو الأمير، فقد كنت عظيماً بخلقك الرفيع وعطائك الكبير، كنت -وحسبي أنك لا تزال- أميراً في الجود والكرم. * حينما نتذكر أن الرحيل جاء لنصيب المدينة المنورة حبيبة المصطفى صلى الله عليه وسلم وراح لخدمة هذا الموقع المبارك من وطننا الكبير نبارك الخطى وندعو بالتوفيق والسداد. * يا أهل المدينة حلّ في دياركم رمز من رموز المحبة، والصفاء، والبناء، وجبل من جبال البذل والعطاء. * هنيئاً لسموه بهذا الموقع الجديد وهنيئاً لطيبة الطيِّبة بالأمير الطيب.
|