* الخرطوم - (رويترز): أعلن الاتحاد الإفريقي الذي يتوسط في محادثات للسلام في دارفور أن المحادثات الهادفة لإنهاء صراع دارفور في السودان الذي أسفر عن قتل عشرات الآلاف ستتأجل أسبوعاً واحداً لأسباب تتعلق بالانتقالات. وقال مراقبون إن انقسامات في حركات التمرد الرئيسية كان السبب الرئيسي للتأجيل حيث يدعي الآن زعيمان رئاسة حركة جيش تحرير السودان التي رفعت السلاح في اوائل عام 2003 متهمة الحكومة المركزية باحتكار السلطة والثروة. وقال الاتحاد الإفريقي في بيان (الجولة السابعة من محادثات أبوجا أعيد تحديد موعدها لتكون في 28 من نوفمبر بدلاً من 21 من نفس الشهر لأسباب تتعلق بالانتقالات). ولم تحقق ست جولات سابقة من المحادثات في العاصمة النيجيرية أبوجا تقدماً يُذكر بسبب الخلافات بين المتمردين وتصاعد العنف على الأرض. وقال مسؤولون أمريكيون ومن الأمم المتحدة إنهم متفائلون بالتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن إن مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية جندايي فريزر سوف يتوجه إلى دارفور لعقد محادثات مع زعماء المتمردين في عطلة نهاية الأسبوع لحثهم على التغلب على خلافاتهم وحضور محادثات السلام في أبوجا على أساس شروط مشتركة. وقالت مبعوثة كندا الخاصة للسلام في السودان مبينة جعفر إنها ليست متفائلة بشأن المحادثات بعد أن انتخب مؤتمر المتمردين ميني اركوا ميناوي رئيساً ليخلف الرئيس الحالي عبد الواحد محمد النور وهو إجراء لم تعترف به كل فصائل الحركة. ورفض النور حضور الاجتماع. وقالت خلال زيارة لدارفور (انني قلقة بشدة من انقسام المتمردين. وانني للمرة الأولى متشائمة بشأن السودان). وعملت مبينة لمدة أربعة أعوام بشأن السودان. ولم يقدم الاتحاد الإفريقي أي تفاصيل أخرى حول التأخير لكنه قال إن رئيس البعثة في السودان بابا جانا كينجبي سيلتقي مع ميناوي الذي وصفه بأنه زعيم إحدى فصائل جيش تحرير السودان. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن فريزر سوف يرافقه روجر وينتر نائب روبرت زوليك الممثل الخاص للسودان وانهما سيعملان معاً بالتعاون مع كينجيبي. وقالت متحدثة باسم الوزارة (إنهم سيشددون على رسالة زوليك ومفادها أن السلام والمصالحة في دارفور لن يتحققا إلا من خلال تسوية سياسية في محادثات سلام أبوجا). من جهة أخرى قال موظفو إغاثة ومسؤولون إن تمتع مرتكبي جرائم الاغتصاب بالافلات من العقاب في دارفور بالسودان يمثل وضعاً سائداً لا يجد معه نساء مثل مريم التي تعرضت لاعتداء وتركت على شفا الموت سبباً لابلاغ الشرطة بما تعرضن له. وتقول مريم التي لم تكشف عن اسمها الكامل خشية التعرض للانتقام لحديثها عن أمر يحظر الخوض فيه أن النساء يتعرضن في أغلب الحالات للخطر عندما يغادرن مخيمات اللاجئين التي تأوي نحو مليوني شخص غالبيتهم من النساء والأطفال. ووصلت مريم إلى مخيم البليل قرب مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بعد فرارها من منزلها بهذه الولاية قبل ستة أشهر. وتقول إنها شاهدت ابنة عمها البالغة من العمر 12 عاماً أثناء اغتصابها قبل أن تلقى هي المصير نفسه. وقالت مريم (خرجت (من المخيم) بحثا عن الحطب ليس بعيداً عن هنا عندما جذبني هذا الرجل الذي يرتدي ملابس لونها كاكي وبدأ يضربني ببندقيته). وقد تعرضت مريم بعد ذلك للاغتصاب والضرب لمدة ساعة. وفقدت الابصار في عينها اليمنى لأكثر من شهر. وأضافت (الشرطة لا تحقق في أي شيء لذا فلم نعد نكلف أنفسنا عناء إبلاغها). وقالت موبينا جافر المبعوث الكندي الخاص للسلام في السودان أنه ينبغي للحكومة تعقب من اعتدوا جنسياً على مئات النساء في دارفور ومحاكمتهم لوضع حد لارتكاب هذه الجريمة وإلا فسيستمر ذلك. وأضافت أن أفراداً من جميع أطراف الصراع يرتكبون هذه الجريمة سواء من جيش تحرير السودان مجموعة التمرد الرئيسية أو الميليشيا العربية المعروفة باسم الجنجويد. وتابعت (قالت امرأة إن الجنجويد جاءوا في البداية واغتصبوا (نساء) القرية. ثم جاء جيش تحرير السودان ومارس الاغتصاب... الاغتصاب هنا سلاح في الحرب. (ومضت تقول (هناك حصانة مطلقة من العقاب).ونفت الحكومة السودانية باستمرار أو رفضت التقارير عن حدوث الاغتصاب منذ بدء التمرد في فبراير شباط 2003 وعاقبت الجماعات التي تحدثت عن مثل هذه الهجمات. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها تعرضت لأكبر قدر من العقاب من جانب الحكومة بعد أن نشرت تقريراً في وقت سابق هذا العام يكشف تفاصيل مئات الهجمات. واعتقلت السلطات السودانية اثنين من مسؤولي منظمة أطباء بلا حدود بتهمة التجسس ونشر معلومات زائفة رغم أن الاتهامات أسقطت في نهاية المطاف بعد عدة أسابيع. ومنذ ذلك الحين قالت جافر التي تقوم بزيارة لدارفور هذا الأسبوع إن هناك بعض الخطوات الايجابية من جانب الحكومة بشأن الاعتراف بحدوث عمليات اغتصاب.
|