بداية:
لولا الوفاء ما احتاجت الناس للناس ولولا المواقف ما عرفنا بعضنا |
يظل الوفاء.. سجية حميدة تستوطن قلوب الأوفياء.. وتلازم النفوس الأبية.. وتتغلغل بين خلايا الأنقياء من البشر. أجل.. يظل الوفاء بشتى صوره وأشكاله حقيقة تتجسد في أفعال وأقوال النخبة.. حيث يمتزج الوفاء بدمائهم.. وتفوح به أنفاسهم.. ويخالج مشاعرهم؛ فالتضحية.. قمة الوفاء.. والإحسان إلى الناس من الوفاء.. وذكر محاسن الآخرين من الوفاء.. والذَّب عن أعراض الغافلين من الوفاء.. وهناك الكثير من صور الوفاء التي تنم عن طيب النفس وصفاء المعدن. من صور الوفاء ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو تلك الصورة المشرقة من صور الوفاء من رجل يرتدي وشاح الوفاء.. وهو أهل له.. لأنه من أعلام رجال الإعلام السعودي.. حيث يترأس تحرير صحيفة بشهرة وشموخ جريدة الجزيرة.. حيث كتب على صفحتها الأخيرة.. عموداً يحمل عنوان (شاعر كبير خسرناه) وذلك في يوم الجمعة 2 شوال للعام 1424هـ. واحتوى مقاله نبذة مختصرة عن سيرة الشاعر الكبير والأديب محمد عبدالله المسيطير يرحمه الله.. بصفته أحد شعراء الفصحى البارزين وكاتب وأديب معروف له مكانته الأدبية.. وقد تبين لنا صدق الشاعر.. والمكانة التي يحظى بها رحمه الله في قلب صاحبه. شاهد إثبات من شواهد الإثبات على أرض الواقع.. أن اهتمام الأستاذ خالد المالك بالشعر والشعراء جعل جريدة الجزيرة تصبح رئة ثالثة للشعراء وعشاق الشعر والأدب، ولعل شاعرنا محمد عبدالله المسيطير رحمه الله، أحد الأسماء المعروفة التي نقرؤها بالإضافة إلى شعراء كبار لهم ثقلهم، ولعل من أشهرهم الشاعر الدكتور غازي القصيبي.. هل تذكرون (حديقة الغروب) وكذلك الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي وغيرهم الكثير. ولعل من إنجازات جريدة (الجزيرة).. حصول صفحة (مدارات شعبية) على المركز الأول على مستوى الخليج.. والتي يشرف عليها أحد رموز ورواد الشعر الشعبي في الوطن العربي الأستاذ الحميدي الحربي مع نخبة من الشعراء والإعلاميين أبرزهم علي المفضي وزبن بن عمير.. وهذا لا شك دليل قاطع على قناعة كاتبنا.. بما يكتب وما يقول. وأملي أن يكون هذا منهج رؤساء تحرير الصحف الأخرى.. بل جميع وسائل الإعلام بما فيها المشاهد والمسموع.. وأن يعاد تقييم الكثير من البرامج والصفحات التي تهتم بالشعر والأدب والموروث الشعبي وإشعال روح التنافس لنسمع ونرى ونقرأ ما يستحق الاهتمام، عندها نحتفل بمولد شعراء.. ومولد صفحات.. ومولد برامج تستحق المتابعة. ولكم صادق الود.. وفائق الاحترام..
|