آه وا حر قلباه من هول المصيبة وعظم الفجيعة، كيف ومن فقدناه أدناه منَّا خلق جم، كان في سمائنا نجماً يضيء الدروب وشهماً يأسر القلوب، تحلى بأحسن الأخلاق فكانت عليه أجمل حلة، وتدثر بمكارم الأخلاق فكانت له أعظم دثار، تواضع حتى سكن قلوب محبيه ومن عرفوه، وسما حتى لامس السماء مكانةً وقدراً، ودعناه بعد أن اختاره مولاه في يوم الخميس 24-9-1426ه، ودعناه بعد أن كادت قلوبنا تطير فرقاً وحزناً عليه، بكيناه فسكبت أعيننا دموعها ولنا في ذلك أسوة وقدوة، وإن القلب ليحزن والعين لتدمع، وإنا لفراقك يا أبا عبدالله لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ف { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }. لقد سطرت لنا في سيرتك ومشوار حياتك أعظم عزاء، فنعم الأب كنت، ونعم الزوج كنت، ونعم النسيب القريب أنت، سارت حياتك تخط من سيرة المصطفى نهجها وبعظيم خلقه تقتدي لعلك منه في جنة الخلد تقترب، فسيرتك مجيدة، وسريرتك حميدة، كنت لنا نبراساً يضيء الظلم، ومثالاً يُحتذى، فرحمك الله رحمة واسعة، وأفاض عليك من مننه وعطاياه في شهر المغفرة والرضوان. هذه دموعي مداد أرويت به قلمي، وسطرت به كلمي، عزاء لنفسي وأحبتي وأخص بالعزاء الخالة العزيزة زوجة الفقيد محمد بن دخيل الدخيل فأقول لها: أحسن الله عزاءك، وجبر مصابك، وغفر لميتك. وأذكرها بما كان عليه الفقيد من شمائل الأخلاق التي تقربه - بإذن الله - من محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام وأزكاه. وحسب المرء عمل صالح في محياه، وذكر حسن بعد الوفاة، وهكذا كان فقيدنا، بكته أسرته وأهله وذووه ومحبوه ممن عرفوه، بكاه مسجده ومصلاه، وبكاه جيران له بالمحبة أخلصوه، فاللهم اغفر له، وارحمه، وتجاوز عنا وعنه، واجعل جنة الخلد مثواه برحمتك يا أرحم الراحمين.
|