Monday 14th November,200512100العددالأثنين 12 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

رسالة أمل إلى وزير العمل رسالة أمل إلى وزير العمل
ثامر نبيل أبو دقة

عندما نستعرض جهود وطموحات وزارة العمل في فترة العشر سنوات الأخيرة نجد ما يلفت انتباهنا كمراقبين للمصداقية التي تتناسب مع حقيقة الموقف وحقيقة الالتزامات وحقيقة التوقعات المأمولة من هذه الوزارة ومن وزيرها (معالي الوزير/ الدكتور غازي القصيبي).
ونحن في نفس الوقت نقدر ما يصدر عن معالي الوزير من قرارات تصب في مصلحة عنصرين مهمين وهما الشعب والوطن.
فإذا أردنا معرفة تلك المصلحة المرتبطة بعنصر الشعب أو بمعنى أصح الفرد كعنصر فاعل في المجتمع ندرك الأهمية والغاية لجعل هذا العنصر عنصراً إنتاجياً كما هو معروف في كل مكان في العالم لخلق توازن تشغيلي بمعنى أن يكون هذا التوازن مبني على إدارة تخطيط سعودية وطاقم تنفيذي سعودي لنحصل على إنتاجية سعودية بمفهوم الكوادر السعودية.
وإذا أردنا معرفة المصلحة المرتبطة بعنصر الوطن فيكفي أن يكون الوطن هو من أهم وأسمى مصالحنا إن كانت خاصة أو عامة لأن الهدف نبيل وشريف بحد ذاته, أي أن القضية برمتها تصب في مصلحة عليا لأن الوطن هو أكبر الأسماء التي نتسمى بها أمام العالم مفتخرين كوننا منتمين إلى هذا الوطن الذي يطالبنا بأن نجعله في القمة في كل شيء, في أدائنا نحوه وإنجازاتنا نحوه بكل شفافية ووضوح تؤدي بنا إلى تمييزنا بجدارة كوننا نستطيع أن نتحمل المسئولية ونجتهد في ذلك وأكثر فهذا حق لنا ولمعالي الوزير والذي عرف بقوة إرادته وعمق تفكيره ونجاحاته المتوالية في كل مجال يرى نفسه قادراً على تحقيق الإنجازات فيه.
لذلك أردنا من تلك الملامسة البسيطة لتلك المجهودات الطموحة وتلك العناصر المشوقة ملامسة حس وإحساس ومشاعر معالي الوزير في قضية إنسانية تمت بشكل أساسي لمعاناة طويلة وأزلية ويعرفها الجميع ألا وهي معاناة أبناء الجالية الفلسطينية من حملة وثائق السفر المصرية الذين تواجدوا على أرض المملكة العربية السعودية منذ ما يزيد على ربع قرن, فهؤلاء أصحاب قضية شائكة ومعقدة فيما يتعلق بمجال عملهم هنا, فارتباطهم بالمملكة العربية السعودية أصبح ارتباطاً مصيرياً وليس مقيداً بفترة زمنية لوجود عوائق تمنعهم من الخروج أو حتى الترحيل من المملكة لظروفهم الإنسانية الصعبة وأصبحت تربيتهم وانتماءاتهم العفوية متطابقة بأصولية مترسخة وعروبة نظيفة وموالية لهذه البلاد أكرمها الله.
إن هؤلاء وللأسف منحوا عند خروجهم كلاجئين ونازحين جوازات لاجئين من دولة مصر الشقيقة من الدرجة الثالثة أي أنهم لا يستطيعون حتى المكوث ولو لساعات على الأراضي المصرية لاعتبارات داخلية مصرية كونهم لاجئين وجدوا واستقروا في بلاد غير بلادهم.
وهم أيضاً يعيشون معاناة صعبة هنا بعد أن فقد أغلبيتهم مصادر رزقهم في القطاع العام فكان اتجاهم للبديل وهو القطاع الخاص وفي القطاع الخاص واجهوا ما هو أقوى من قدرة تحملهم حيث إجراءات السعودة التي تطالب أصحاب الشركات والمؤسسات بنسب معينة من السعوديين في إطار خطة شاملة من الوزارة لتشغيل الأفراد لاستيعاب وتوظيف الشباب السعودي, وهؤلاء لا اعتراض لهم على تلك الإجراءات لأنه حق وطني وحاجة داخلية ملحة ولكن هناك رجاء مليء بعبارات المناشدة والأمل باستثنائهم من إجراءات السعودة في القطاع الخاص لأنه كما ذكرت الملجأ الوحيد والأخير لهم للحصول على لقمة العيش الحلال لهم ولكي لا يكون هناك تراكم نفسي محبط من أوضاعهم كلاجئين ومن أنفسهم كمشردين خاصة أن حكومة المملكة تحتضنهم كأبنائها وأنهم بارون بها ممتنون لها.
وفي النهاية نضع تلك المعاناة والمناشدة من خلالنا وإليكم يا معالي الوزير بكلمات تلاطف أجواء الشاعر المرهف والشاعر الصادق بعباراته والمقدر لكل ما هو ضروري في وقتنا الحاضر, آملين تبني قضيتهم في هذا الوقت بالذات بعدما أصبحت نسبة السعودة الآن 75% فهل سننتظر لتصبح 100% ونرى هذه العائلات البسيطة والمحرومة في حرمان متزايد, إنها وللأسف قضية تغاضى عنها الكثيرون ليس بقصد الإساءة وإنما لآمال لم نرَ لها أي مؤشر على أرض الواقع.
إنهم وفي هذه اللحظة يترقبون ويأملون منتظرين ذلك الفرج القريب من المكروه القادم إليهم وحامدين ربهم في نفس الوقت على أن قضيتهم الإنسانية ستجد الاهتمام والإنصاف ممن يحتضنهم ويرعاهم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved