لا يكاد أحد يتحدث عن تاريخ نجد ووسط الجزيرة في فترة ما قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلا وينقل عن أو يرجع إلى تاريخ الشيخ أحمد بن محمد المنقور - رحمه الله تعالى - المتوفى سنة (1125هـ) فابن منقور عُرف مؤرخاً، كما أنه معروف - أيضاً - بأنه فقيه كبير، وله كتاب اشتهر ذكره وطار خبره حتى صار كالشمس في رائعة النهار في الفقه بوجه عام والفقه الحنبلي بوجه خاص ألا وهو (الفواكه العديدة في المسائل المفيدة) وهو مطبوع في مجلدين من القطع الكبير.. وأحفظ عن شيخنا منصور بن عبد العزيز الرشيد أنه قال: إن في كتاب الفواكه العديدة إشارة إلى أكثر من أربعين عالماً نجدياً في فتر ما قبل الدعوة الإصلاحية، أما تاريخ الشيخ ابن منقور فقد اعتنى به قديماً معالي الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر وزير الدولة المؤرخ والأكاديمي المعروف في حين أن كتاب الفواكه العديدة نشر بعناية حفيد مؤلفه ابن منقور الأستاذ عبد العزيز بن عبد العزيز المنقور - وفقه الله -. الذي جعلني أستذكر هذه المعلومات التاريخية تلك الدعوة الكريمة التي تلقيتها من الأستاذ عبد الرحمن بن عبد العزيز الوهيب والأستاذ محمد بن عبد الكريم المنقور لزيارة أوقاف وأملاك للشيخ المؤرخ الفقيه أحمد بن محمد المنقور سالف الذكر وصاحب الأيادي البيضاء في الفقه والتاريخ والحركة الثقافية في سدير بل في نجد بأكملها بعد ظهر يوم الأحد الرابع من شوال هذا العام حيث أكرمنا الوهيب باستضافة كريمة تبعها أن زرنا الشيخ عبد الكريم بن محمد المنقور - وهو من أعيان حوطة سدير - في البطيحاء وهي من المواقع القديمة في الحوطة وإلى جوارها الصبيخا وهي من أوقاف المؤرخ الشيخ ابن منقور كما أن بقرب هذا الموقع بئر سمحة الذي بناه المؤرخ الشيخ أحمد.. وأشار إلى ذلك في تاريخه في حوادث العام (1114هـ) أي قبل وفاته بإحدى عشرة سنة. المعلومات الثرية التي سمعتها من الشيخ عبد الكريم المنقور وحضور ذلك المجلس العلمي الفاضل ومنهم الأستاذ عبد العزيز بن عبد العزيز المنقور وعبد الله بن محمد المنقور، حيث تحفل تلك الأماكن بمعلومات ثرية لا بد من تسجيلها وتدوينها وتوثيقها من خلال الوثائق والمصادر المكتوبة والشفهية قبل أن تذهب أدراج الرياح وأملنا كبير في الجيل الجديد من شباب حوطة سدير الذين أجزم يقيناً أن هذا الأمر لم يغب عنهم، وهو محل عنايتهم ومنهم الشباب القادم بقوة في تدوين تاريخ الحوطة مثل: عبد الرحمن الوهيب وعلي المهيدب ومحمد المنقور وناصر العريج، وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن.
|