Sunday 13th November,200512099العددالأحد 11 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

صنائع المعروف تقي مصارع السوءصنائع المعروف تقي مصارع السوء

تعقيباً على ما يُنشر في الجزيرة من أصداء حملة الخير لإخواننا المنكوبين في باكستان أقول: إنه مما منّ الله سبحانه وتعالى به على هذه البلاد هو امتداد خيرها لغيرها ومساعداتها السخية لإخوانها وأصدقائها من المنكوبين، فكلما قدَّر الله أن تصيب قوماً جانحة ومصيبة نجد الأنظار تتجه مباشرة إلى هذه البلاد وأهلها وحكامها، فلا تتردد هذه البلاد المباركة عن مد يد العون والمساعدة بلا منّ ولا أذى، ومما تتميز به بلادنا أن المبادرة الأولى تأتي من قادتها كي يحفِّزوا الناس للعطاء والسخاء فترى أيدي الناس تتسابق للبذل غير المحدود، ولعل في مصاب إخواننا في باكستان دليل قريب لا وحيد على تجليات الأخوة والمحبة في بلادنا شعباً وقيادة، ولقد وقع في سمعي من بعض الأشخاص في المجالس والمنتديات ما أحزنني وساءني فيما يخص تبرعاتنا لإخواننا في الخارج فيقول بعضهم: (إن في بلدنا من هم أحوج إلى تلك المساعدات من غيرهم ومع ذلك لا تمتد يد العون إليهم، وكان المفترض - بزعمهم - أن تُصرف هذه المساعدات إلى إخواننا في الداخل)، لكنك حينما تسأل هؤلاء عما قدَّموا لإخوانهم هنا أو هناك لا تصيب منهم إلا الأقاويل والبلبلة ليدفعوا رزيّة شحهم عن الإنفاق بذريعة عدم اقتناعهم بتوجه نفقاتهم إلى الخارج! ولو نادى المنادي إلى التبرع للداخل لأبصرتهم يتوارون عن أعين الناس من سوء ما بشروا به!.. ونحن نقول لهم إن افترضنا إخلاصهم في قولهم هذا: إن فقراء الداخل هم في عين الدولة وبصرها لا تدخر جهداً في مد يد العون لهم، لكن الدولة وحدها لا تستطيع إعالة كل هؤلاء، بل يتوجب على المواطنين أن يعينوا إخوانهم ويساعدوا الدولة في توفير سبل العيش الكريمة لهم، ثم إن مساعدة المنكوبين في الخارج فيها من الفوائد ما لا تتجلى لقصير النظر، فمن ذلك إبراز الصورة الحقيقية المشرقة للمملكة أمام العالم وتوضيح صورة التلاحم الإسلامي ومبادئ الأخوة الإسلامية، إضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى إذا علم إخلاصنا في بذلنا فإنه سوف يقينا - برحمته - النكبات والكوارث، وكما قيل (صنائع المعروف تقي مصارع السوء).
وأخيراً أقول لهؤلاء الذين يقولون ولا يفعلون: إذا لم يدفعكم إيمانكم ولا أخلاقكم إلى مساعدة المنكوبين الضعفاء فإنه لا أقل من أن تلوذوا بصمتكم وتدعوا عنكم إثارة الفتن والبلبلة، وقد قال عليه السلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).. وقال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) والله الموفق.

خالد بن عبد الله الزمامي
جامعة القصيم - قسم اللغة العربية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved