* باريس - الوكالات: اندلعت أعمال عنف في الأحياء الفقيرة بالعاصمة الفرنسية باريس حيث أضرم شبان النار في مبانٍ وعشرات السيارات وامتدت اضطرابات متفرقة في الساعات الأولى من صباح أمس السبت إلى ثلاث مدن فرنسية أخرى على الأقل. وفي تطور يحتمل أن يكون مقلقاً لحكومة رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان المحاصرة قالت الشرطة أن النار أضرمت في عدد من السيارات خارج منطقة باريس الكبرى اكثر مما احرق في ضواحي العاصمة مركز أعمال الشغب منذ اكثر من أسبوع. وسجلت القوى الأمنية الفرنسية أمس السبت في وقت مبكر إحراق 900 سيارة ربعها خارج منطقة باريس وتوقيف 203 أشخاص في أعمال عنف استمرت لليلة التاسعة على التوالي في الأحياء الحساسة على ما أفاد مصدر في الشرطة. وكما في الليالي السابقة استهدف الشبان أيضا مؤسسات عامة من مدارس وبلديات ومراكز للشرطة وآليات الإطفاء ومصالح خاصة من متاجر ومخازن. وقال مسؤول بالشرطة لرويترز إن (الانطباع العام هو أن الوضع في منطقة باريس الكبرى كما كان في الليلة قبل الماضية ولكن وقعت بعض الحوادث المتفرقة في مناطق أخرى). وأجج إلى حد ما أعمال الشغب تلك التي يقوم بها شبان معظمهم مسلمون ينحدرون من شمال أفريقيا وأفريقيا السوداء إحباط هؤلاء الشبان من ارتفاع معدل البطالة وفكرة افتقارهم إلى الفرص الاقتصادية. ومن بين مئات السيارات التي أفادت أنباء بإحراقها على المستوى القومي كان اقل من نصفها في منطقة باريس الكبرى مع إشعال النار في نحو 12 سيارة أو اكثر في كل من ستراسبورج بشرق فرنسا ورين في الغرب وتولوز في جنوب غرب فرنسا. وقالت الشرطة انه تم الإبلاغ عن وقوع حوادث ثانوية في أقاليم في مناطق أخرى بفرنسا. وأغلق ما يقرب من نصف خطوط الحافلات العامة التي تعمل في ضاحية سين سان دينيس الشمالية وذلك لأسباب أمنية في حين تعطلت إلى حد كبير حركة المرور على خطوط القطارات التي تربط العاصمة باريس بمطار شارل ديجول إلى الشمال. وترك محصلو القطارات أعمالهم احتجاجاً على الهجمات التي تعرضت لها القطارات والركاب. وهرع رجال الإطفاء لإخماد الحرائق التي اندلعت في ضاحية فال داويزي بعد أن احرق شبان نحو عشر سيارات وتم إشعال النار في بنايتين أحدهما مخبز في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية في حين صارع آخرون في ضاحية سين سان دنيس لإطفاء حرائق في مخزنين. وجاء احدث تفجر لأعمال العنف تحديا لتواجد مكثف للشرطة. ونشر نحو 1300 شرطي في سين سان دنيس وهي أسوأ المناطق تأثراً بأكثر من أسبوع من القلاقل وحيث اندلعت أعمال العنف لأول مرة الأسبوع الماضي عندما مات شابان من اصل أفريقي أثناء هروبهما من الشرطة. وقالت الشرطة الوطنية انه تم نشر مزيد من رجال الشرطة في ضواح أخرى حيث تفجرت اضطرابات. وتصاعدت حدة أعمال العنف في الأسبوع الماضي وامتدت إلى بضع بلدات أخرى في فرنسا وهي روين في شمال فرنسا وديجون في الشرق ومرسيليا في الجنوب. ويضع هذا ضغوطا على حكومة فيلبان لاستعادة النظام دون إثارة غضب الأقلية والجماعات الفقيرة ولكن نداءات فيلبان للهدوء لم تلق حتى الآن استجابة. وسيقدم الزعماء الدينيون دعمهم لجهود الحكومة لتهدئة التوترات مع تخطيط زعماء المسلمين والكاثوليك والبروتستانت القيام بمسيرة صامتة في إحدى الضواحي التي تأثرت بأعمال العنف. ويجري الآن إخفاء الخلاف داخل الحكومة بشأن كيفية معالجة هذه الاضطرابات مع توحيد فيلبان وخصمه السياسي اللدود نيكولا ساركوزي وزير الداخلية الصف للتشديد على ضرورة التوازن بين الحزم والعدل. والتقى فيلبان مع 15 شابا من ضواحي باريس التي شهدت أعمال شغب في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية لبحث الوسائل الممكنة لاستعادة الهدوء. ولكن المعارضة ظلت منتقدة للوضع مع مهاجمة الاشتراكيين رد الحكومة. وقال الزعماء الاشتراكيون في رسالة إلى فيلبان يوم الخميس (حكومتكم تتحمل جزءاً من المسؤولية عن هذه الأحداث. والأمر يعود إليكم الآن للتفكير ملياً بشكل تام في هذه الأزمة). هذا وقد أصدرت الولايات المتحدة يوم الجمعة تحذيرا إلى الأمريكيين المسافرين إلى فرنسا بالابتعاد عن مناطق في باريس وحولها حيث أضرم مثيرو الشغب النيران في البنايات والسيارات.
|