معاناة (نفسية وأسرية) طيلة عشرة أعوام من خلل في (الغدة الدرقية) الذي زاد في الثلاث سنين الأخيرة من (العشر) كيف زاد خلل المرض مع أنني عالجت لكني فعلت ذلك متأخرة؟ وهل للوراثة أثر في ذلك؟ أم إبراهيم - جدة ج- المشكلة عند كثير من الناس حسب علمي هو ما يلي: 1- التساهل في الكشف الطبي العام. 2- التساهل في تناول العلاج. 3- التساهل في عدم النظر بما يحس به. 4- العجلة في طلب الشفاء. 5- تناول الغذاء المعلب دون حذر. ومن الحالات التي يجب مراعاتها والكشف الدوري عنها الغدة الدرقية التي لها أثر بالغ في الجسم. وقد سرني جداً ما وقفت عليه حولها أجلبه هنا لأهميته، وهو كذلك يفي بالإجابة عن هذا السؤال المطروح، ورد في لقاء طبي حيوي ما يأتي: الغدة الدرقية غدة طبيعية موجودة عند كل إنسان طبيعي، وهي عبارة عن فصين يوجد في الجهة الأمامية من العنق، وتفرز الغدة الدرقية هرمونا أساسيا يسمى ثايروكسين T4 وكذلك هرمونا آخر بنسبة قليلة وهو T3 وتكون الغدة الدرقية تحت تأثير هرمونات تفرزها الغدة النخامية بالدماغ حيث تقوم بالتأثير على الغدة الدرقية بزيادة أو نقص إفراز هرمون الثايروكسين حسب عدة عوامل. أولاً: قصور الغدة الدرقية: 1- أسباب قصور الغدة الدرقية عديدة: قصور الغدة الدرقية الوراثي أو إفرازها مثل تشوهات في تكوين الغدة أو إفرازها أو عدم وجودها، أو تعرض الأم الحامل للعلاج الكيميائي أو استخدام علاج لتثبيط نشاط الغدة الدرقية. أعراضها: تظهر عند الأطفال حديثي الولادة عدة أعراض مثل الصفار، صعوبة في الرضاعة، صعوبة في التنفس، حدوث إمساك مع انتفاخ في البطن. فتق في الصرة، انخفاض درجة الحرارة, وجود بطء في نبضات القلب، تضخم في اللسان، تضخم في القلب مع وجود ماء في الغشاء المبطن للقلب في بعض الحالات، كذلك وجود فقر الدم. ولو تركت هذه الأعراض وأهملت من غير تشخيص ومن غير علاج مبكر ستؤدي لا قدر الله إلى تأثير على النمو العقلي والإدراكي للطفل حيث يصبح الطفل قصيراً مع وجود تخلف عقلي بدرجات متفاوتة حسب مدة التأخر في التشخيص، كذلك توجد تأثيرات أخرى كثيرة على شكل الطفل، ويمكن تشخيص هذه الحالات بكل سهولة، وذلك عن طريق البرنامج الوطني للكشف المبكر عن قصور الغدة الدرقية لدى الأطفال حديثي الولادة، حيث يتم أخذ عينات من الحبل السري لكل مولود مع بيانات كاملة عن المولود، وترسل إلى المستشفى، وفي حالة وجود اشتباه في التحليل يطلب إحضار الطفل وإعادة التحليل له في خلال أسبوع من عمره للتأكد من صحة التشخيص، وإذا كان التحليل إيجابياً يحول لطبيب الغدد مباشرة حيث يتم إعطاؤه العلاج مبكراً بعد عمل أشعة للغدد. 2- أسباب أخرى لخمول الغدد الدرقية (غير الوراثي) - مثل عدم استجابة الجسم لهرمون الغدة الدرقية. - وجود أجسام مضادة لهرمون الغدة الدرقية. - بعد التعرض للعلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة في حالة إصابة الطفل بالأورام. - أو بعد عملية إزالة الغدة الدرقية، وهناك أسباب أخرى. هذا النوع من خمول الغدة الدرقية يصيب أكثر الإناث بعد 6 سنوات من العمر مع وجود نسبة أعلى عند القرب من البلوغ. أعراض خمول الغدة الدرقية (غير الوراثي) هو تأخر في النمو، تضخم في حجم الغدة الدرقية، وجود آلام في الرقبة مع صعوبة في بلع الطعام في بعض الحالات، كذلك تأخر في الدورة الشهرية. خمول مع زيادة في عدد ساعات النوم وعدم تفضيل الجو البارد. ويتم تشخيص هذه الحالات بواسطة تحليل للهرمونات والأجسام المضادة في الدم مع عمل أشعات للغدة، وإذا ثبت أن الطفل يعاني من خمول في الغدة يعطى الطفل هرمون الثايروكسي من قبل طبيب الغدد مع النصيحة بالمتابعة المستمرة في عيادة الغدد لمتابعة النمو، وكذلك كمية جرعة العلاج حسب التحليلات الدورية مع الكشف المبكر عن المضاعفات علاجها. ثانياً: زيادة نشاط الغدة الدرقية: وهو وجود زيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية، وذلك لعدة أسباب: منها خلل في الجهاز المناعي، أو وجود أورام حميدة أو خبيثة في الغدة الدرقية. وهناك أسباب أخرى نادرة. أعراض زيادة نشاط الغدة الدرقية - تظهر عند الأطفال غالباً تحت سن 15 سنة عند القرب من سن البلوغ. - يكون الطفل في حالة قلق، عصبي المزاج، سريع البكاء، وجود رعشة في الأطراف، زيادة في الشهية مع هبوط في الوزن، صعوبة في النوم مع تفضيل للجو البارد. - وجود تضخم في حجم الغدة الدرقية وجحوظ في العين في بعض الحالات. - زيادة في ضربات القلب، تضخم في القلب، مع هبوط في القلب، وممكن ارتفاع في ضغط الدم، ويمكن تشخيص مثل هذه الحالات بالكشف عن مستوى الهرمون في الدم، وكذلك الأجسام المضادة مع عمل أشعة للغدد لمعرفة درجة التضخم. علاجها 1- بإعطاء مثبطات للغدة الدرقية للتقليل من نشاط إفراز الهرمون (مثل حبوب بروبايل ثيو يوراسيل أو ميثيمازول) 2- علاج جراحي أو إشعاعي.
|