|
انت في "الرأي" |
|
أيام قلائل تفصلنا في هذا الشهر الكريم عن استقبال أول أيام عيد الفطر إنه اليوم الذي يفرح الصائمون بتمام صيامهم وقيامهم مبتهلين إلى الله وسائلينه القبول، فهو وحده المتفضل على عباده، وهو اليوم الذي يمن الله على عباده بالجوائز وأي جائزة أعظم من أن يقبل صيامك وقيامك، ولا يذهب صيامك وقيامك سدى، يحل علينا هذا العيد فبأي حال عاد هذا العيد لقد حل العيد، وفي طياته يحمل السعادة للبعض، ويحمل الحزن للبعض الآخر، ولكن هذه حال الدنيا لا يدوم صفاؤها لأحد مهما كان، يحل العيد علينا وقد عشنا أياما جميلة في رمضان فمن صائم ومن قائم، ومن متصدق ومن عامل للخيرات كل هذا في شهر الخيرات فشهر رمضان شهر يساعدك بنفحاته الإيمانية على المسابقة في فعل الخيرات، وعمل كل ما يقربك من الله سبحانه وتعالى، يحل علينا العيد وقد من الله علينا بمكرمات من رجل المكرمات فقد استهل الناس عيدهم بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على ما قدم لمواطنيه، من زيادات في الرواتب والمكافآت نسأل الله أن يجعله رحمة لمواطنيه، يحل العيد وبلادنا تعيش الأمن والأمان في رعاية من الله وفضل، فالواجب الشكر للمولى على هذه النعم التي لا توازيها نعم، فما هو أعظم من أن تعيش معززاً في بلدك تملك قوت يومك آمن فيه، كما قال بذلك المصطفى- عليه الصلاة والسلام- في الحديث عندما قال (من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما قد حيزت له الدنيا بحذافيرها) رواه الترمذي وابن ماجه)، يحل علينا العيد والكل يمني نفسه بعيد سعيد في ظل التواصل بين الأرحام وعدم القطيعة فالبعض منا قد سعى في قطيعة رحمه بل يسابق الزمن في ذلك بكل ما أوتي من قوة فهو يرفض نصيحة الناصحين جاعلاً القطيعة هي شعاره، والفرقة مبدأه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما درى المسكين بأنه سوف يجني ثمار ذلك إن عاجلاً أو آجلاً، والبعض الآخر- وفقه الله- لكل خير فتراه مجتهداً في كل مايلم شتات الأسرة، فهو الذي يستأجر الاستراحات أو قصور الأفراح في العيد وغرضه من ذلك لم الشتات وصلة الرحم التي هي من أهم ما يحرص عليه الإنسان في أيام الأفراح وأهمها الأعياد، فيجب علينا في هذا المجتمع الطيب أن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر لكي نحوز على رضا ربنا أولاً ثم رضا الناس، فنحن لا نعلم بأننا قد كتب لنا أن نصوم مرة أخرى أم يكون هذا الشهر هو الأخير في حياتنا، فمن الجميل بل هو من عاجل بشرى المؤمن أن يرحل من هذه الدنيا بذكرى جميلة ودعوات صادقة من الناس، يحل علينا هذا العيد المبارك والكثير من بلاد المسلمين تفتقد معنى وطعم العيد حيث حلت الكوارث والمصائب، فأفقدت الجميع فرصة الاستمتاع بالعيد، فلم يعرفوا من العيد إلا ذلك الاسم الجميل الذي يبعث في النفس الشعور بالفرح، ولكن هيهات هيهات في ظل زلزال باكستان، وفي ظل مجاعة النيجر، وفي ظل اغتصاب الصهاينة لأولى القبلتين ومسرى رسولنا محمد- عليه الصلاة والسلام-، وفي ظل حرب بلاد الرافدين إن علينا واجب المناصرة لإخواننا في كل مكان بالدعاء بالمال، وبكل وسائل النصرة المشروعة، فالعيد عبادة وشكر، نسأل الله أن يجعلنا ممن صام شهر رمضان وقامه إيمانا واحتسابا ونسأل الله أن نكون ممن وفق لقيام ليلة القدر فحاز على عظيم الأجر، ونسأل الله أن يحفظنا وولاة أمرنا وأن يجعلنا سباقين للخير، وأن يجعل عيدنا سعيداً إنه ولي ذلك والقادر عليه. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |