سمو الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز وإخوانه وأخواته حفظهم الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: تغمر البهجة، ويُثلج الصدور، كلما قامت في هذه البلاد مؤسسة خيرية، أو جمعية للبر والإحسان، تكون وجهتها الإنسان، ويكون هدفها بلوغ مقاصد الإسلام في التراحم والتواصل وفعل الخير، وإيصال الزكاة والصدقات لمستحقيها في عموم بلاد المسلمين كافة، وفي بلاد الحرمين خاصة. واليوم، ونحن نختتم هذا الشهر الفضيل، ونستقبل عيد الفطر المبارك، كانت الهدية الكبرى المنتظرة من ذوي الفقيد الراحل، وكلنا ذووه، إعلان انطلاق مؤسسة تحمل اسم الكريم، وتوجّه للعمل الإنساني، وخدمة المجتمع والمساعدة في إنمائه، ورعاية ذوي الحاجة والمعسرين، فضلاً عن الاهتمام بجوانب التنمية الأخرى. ومع أن نظام المؤسسة أو لائحتها لم تعلن بعدُ بالتفصيل، وأن من المرتقب أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، باستقصاء سبل البر والتفكير في مجالات غير مسبوقة، وغايات غير مطروقة، ومع التسليم بأن لا حدود لعمل الخير، ولا تشبّع فيه، ولا نهاية لأطرافه، وأن بلادنا وبلاد المسلمين تستوعب كل جهد، وتحتاج إلى كل عمل، وأن آفاق التنمية البشرية والإنسانية لا تزال تفتقر إلى كل السواعد وأن النوازل الطبيعية وقصور الخدمات الحكومية الرسمية تعصف بالمسلمين هنا وهناك وتحيط ببلادهم وشعوبهم. إلا أننا نتوجه برجاء خاص إلى القائمين على هذه المؤسسة الوليدة، بأن يكون الفقير هو محور أهدافها، وأن تكون المناطق النائية هي قبلة اهتماماتها، متمنين على وجه الخصوص للتعبير عن هذا التوجّه والعزم، أن تتخذ من إحدى تلك الأنحاء مقراً لها تنطلق منه بإذن الله إلى النواحي المماثلة الأخرى. فبالأمس، والأمر هنا ليس للمقارنة، قامت مؤسسة خيرية أخرى، كانت ذات هدف واحد محدد، وهو توفير المسكن الشعبي الميسر، لفقراء في أنحاء هذا الوطن العزيز، يكون بديلاً لأكواخ وعشش ومنازل عشوائية، لا تزال موجودة في هذا البلد الغني بثرواته، العزيز بقيمه، المتمسك بدينه وبمقاصد الشريعة الخيرية فيه. ثم إن من المؤمل، بل والمفترض، أن تكون المؤسسة القادمة بحجم من تحمل اسمه، وبقدرة أبنائه وبناته الأفذاذ القائمين عليها، وبمستوى الإنجازات التي ورثناها منه، وألا تقل عن الأهداف النبيلة التي نذر نفسه لها، وأمضى حياته في سبيلها. وقبل أن أختم هذه الرسالة، أتوجه بالتهنئة الخالصة إلى أبناء الملك فهد - رحمه الله - وبناته وحرمه وأحفاده، وبالدعاء إلى الله أن يشد من أزر هذه المؤسسة، ويسدد مسيرتها ويوجه مقاصدها نحو خير الأمة كافة، وأود التأكيد على أن كل مواطن في هذه البلاد هو شريك في إقامة هذا الصرح الخيري، ومدعو للإسهام في إنجاحه ودعمه وتقويم مسيرته. كما أنتهزُ هذه الفرصة، للتوجه نحو قيادة هذه البلاد، للإسراع في إنشاء مؤسسة الملك عبد العزيز الخيرية التي طال انتظارها، التي ستكون بإذن الله، وكما خطط لها تاج المؤسسات الخيرية، وجوهرة في عمل الخير ومسيرة التنمية الإنسانية نفخر بها. وكل عام وأنتم بخير
|