هناك العديد من المبادئ القيّمة.. والمفاهيم الصحيحة المفيدة لكثير من الجوانب التربوية.. والاجتماعية.. والأخلاقية.. وغيرها. والمعينة على اختصار (المسافات) التربوية المقصودة في تهذيب السلوك، وتقويم الأخلاق.. تربية.. وإصلاحاً.. وتوجيهاً، ونحوها، ولعل (مبدأ الصراحة) هي من المبادئ المهمة في هذا الجانب التي من خلالها تتحقق الأهداف.. وتدرك النتائج.. وتؤمن العواقب - بإذن الله-.. وبسببها تطهر النفوس.. وتصفو القلوب.. وتهذب الأخلاق. الصراحة إنما يراد بها الصدق، ويقصد بها الحقيقة فلا عبرة في الصراحة (المزيفة) أو التي جاءت عن طريق التصنع، والاختلاق. الصراحة.. أسهل طريق.. وأقرب وسيلة للإصلاح.. وحل المشكلات وإدراك الحقائق.الصراحة ليست على إطلاقها.. بل في وقتها وموضعها وعند الحاجة لها، فإن كانت مشاعة لا زمام لها فهي صفة ذميمة.. وخلق سيئ - كأن تكون ملازمة لكل فعل، أو قول، أو خبر...عند الصلح وحل المشكلات - مثلاً - لا بد من (استدعاء) الصراحة لتكشف عما خفي من الأسباب والدوافع الكامنة وراء تلك المشكلات التي ربما تكون المحرك الأساسي لها.الصراحة (أمانة) وهي في بعض أحوالها تكشف عيوباً.. وتفشي أسراراً، وكان لزاماً على أطرافها ولمن أحيط علماً بها تحمل المسؤولية.. وحفظ الأمانة. (الأصل في الكلام الحقيقة)، لذا فالواجب إحسان الظن بالآخرين، وأن يحمل كلامهم على المحمل الحسن، أو على الأقل إبقاءه على أصله وعدم إثارتهم وتجنب (استفزازهم) من أجل الاسترسال في الحديث حباً في الاستطلاع، ورغبة في الزيادة مما لا يعني أو يفيد.يشتكي البعض من عدم (المصارحة) في البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها سواء كانت أسرة، أو صداقة، أو عملا، أو نحوها. ولم يتنبه إلى أنه ربما يكون سبباً في غيابها، ذلك أن (المصارحة) لا تكون إلا من طرفين فأكثر، لذا فالمبادرة بها مع وجود سببها خطوة إيجابية.. ومؤشر أكيد على استمرارها وتفاعل الأطراف الأخرى معها. الصراحة في بعض أحوالها ذات خصوصية تامة.. ويجب حصرها، وتضييق دائرتها فما يلزم لها ويترتب عليها يجب ألا يتجاوز الأطراف المعنية بها. الصراحة بحدودها وبنسبتها اللازمة وعلى قدر الحاجة التي جاءت من أجلها. فليست مقبولة في كل حين فإن إطلاقها ربما يكشف عيباً.. أو يظهر مستوراً بل قد يتسبب في خلافات عائلية.. أو مشاكل اجتماعية.. أو علل أخلاقية.. ونحوها.. أخيراً.. عند الصراحة لا بد من النظر في الأسباب المشروعة. والنتائج اللاحقة كي يتحقق الهدف.. وتأمن العاقبة - بإذن الله -.
|