نقاط حول (الإسعاف الطائر)

المكرم رئيس التحرير الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فقد أسعدني ما نشرته الجزيرة في صفحة متابعة في العدد 12074 بتاريخ 16 رمضان 1426هـ الذي كان يحمل عنوان (الهلال الأحمر يؤهل عدداً من المسعفين الجويين السعوديين للبدء في تنفيذ مشروع الإسعاف الطائر) حيث بين مدير مشروع الإسعاف الطائر سعد الأحمد أنه يجري حالياً تدريب عدد من المسعفين السعوديين على الأعمال الإسعافية في طائرات الإسعاف العمودي وكيفية التعامل معها، ثم ذكر المراسل أن المشروع قام بتبرع سخي من قبل الشيخ عبداللطيف جميل ولمدة ثلاث سنوات شاملة طائرتي إسعاف!! سيتم البدء بالعمل به خلال فترة الحج القادمة من خلال طائرتي إسعاف تغطي مكة المكرمة والطرق السريعة المؤدية لها.ولي مع هذا الخبر السعيد عدة نقاط أبعثها لرئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي:
النقطة الأولى: أن الإسعاف الطائر خدمة متوفرة لدى أغلب الدول المتقدمة كدول أوروبا وأمريكا، مع أنها أصغر بكثير من مساحة المملكة، وطرقها أكثر أماناً وأجود مواصفات فكيف تكفي طائرتي إسعاف (اثنتين فقط) لمنطقة مكة كمرحلة أولى، حيث نعرف كثرة الحوادث والطرق المؤدية لمكة المكرمة، فكيف ببقية مناطق المملكة المترامية الأطراف!!
النقطةالثانية: لنفترض - لا سمح الله - أنه حصل حادث مروع لحافلة حجاج واتضح أن أكثرهم بحالة حرجة تتطلب تدخل فوري وسريع لإنقاذ أرواح هؤلاء وتم استدعاء الإسعاف الطائر فمن سيأخذ ومن سيترك؟ حيث إن الطائرة العمودية كما هو معروف لا تحمل بالكثير أكثر من مصابينِ اثنينِ، بالإضافة إلى المسعفين! فماذا ستفعل طائرتان في هذه الحالة؟ وإذا حصل حادث آخر بنفس التوقيت وبمكان آخر فمن سيسعفهم؟ إذن لا بد أن تكون البداية من حيث انتهى الآخرون، بمعنى أن يدعم بقوة وبعدد أكبر ويحول إلى أسطول جوي متكامل يخدم الحجاج وغيرهم على الطرق السريعة والمنعطفات بطرق الشمال وعقبات الجنوب وسهول الشرقية! فكم من حادث مروع تطلب تدخلاً بسيطاً يقف بوجهه بُعْدُ المستشفى لإنقاذ روح بريئة.
النقطة الثالثة: إلى رجال الأعمال والموسرين والقطاع الخاص من البنوك والاتصالات الذين لا يعرفون استخدام الطرق واعتادوا ركوب طائرات البوينج 747 في الدرجة الأولى أقول: أنتم تعرفون أن جمعية الهلال الأحمر تعتمد بالدرجة الأولى على تبرعات أهل الخير، ومن هذا المنطلق نشكر أبناء الشيخ عبداللطيف جميل الذين بادروا بالدعم من درجة الصفر والمستحيل إلى أن صار حقيقة وبداية مشجعة جعلها الله في موازين حسناتهم وإن شاء الله ننتظر دعم غيرهم من الموسرين في هذه البلاد المباركة.