Monday 24th October,200512079العددالأثنين 21 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

بعد عودته من رحلته العلاجية ووصوله الى غزةبعد عودته من رحلته العلاجية ووصوله الى غزة
دحلان لـ( الجزيرة ): لولا البندقية لبقيت القضية الفلسطينية قضية لاجئين

* خان يونس - مكتب الجزيرة - بلال أبو دقة:
دعا محمد دحلان (أبو فادي) وزير الشؤون المدنية ومسؤول ملف الانسحاب من قطاع غزة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى تسييس البندقية، وقال إنه مخطئ من يقول إن البندقية الفلسطينية هي حجر عثرة في طريف التحرير، فلولا هذه البندقية لما استطاع أبناء الشعب الفلسطيني أن يحيوا بحرية في قطاع غزة، ولولا هذه البندقية لبقيت القضية الفلسطينية قضية لاجئين، وليس قضية سياسية كما هي اليوم تشغل بال زعماء العالم.
جاءت تصريحات دحلان هذه خلال كلمة ألقاها في مهرجان حاشد نُظم على شرفه عصر يوم السبت الماضي أمام بلدية محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، بمناسبة عودته من رحلة علاج في يوغسلافيا استغرقت شهراً.
وحيا دحلان كتائب المقاومة الفلسطينية بكل مسمياتها، وقال: نحيي (كتائب شهداء الأقصى وكتائب عز الدين القسام، وكتائب أبو الريش، وتابع: (أقول لرجال المقاومة الفلسطينية لقد أديتم أمانة مقدسة، وآن الوقت لأن تستريحوا وتكافأوا وتُحترموا، وأن تقدم لكم الإمكانيات وأن تعيشوا حياتكم كريمة عزيزة.
وفي رده على سؤال من على منصة العرض قال دحلان ل(الجزيرة): حلمنا ليس فقط إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 67 عاصمتها القدس وعودة اللاجئين، بل أيضاً حلمنا في تغيير واقعنا الوطني الفلسطيني، وأن نرى عملاً لهذا الجيل الشاب الناشئ، لأولئك الذين صمدوا على زناد البندقية، وحملوا عبء المرحلة، وإلى أولئك الأسرى الأمجاد البواسل، الذين لن نتركهم في غياهب السجون، مؤكداً أننا شعب لم يترك أسراه خلفه، وعهدي، قال دحلان: (ألا نترك هؤلاء الأسرى خلف القضبان).
وحيا الشهداء الفلسطينيين في قبورهم، وقال إنهم قناديل للشعب الفلسطيني تضيء حلكة الليل.. وأكد دحلان ل(الجزيرة): إننا - نحن الفلسطينيين-، لن نخرج من مأساتنا إلا إذا توحدنا جميعاً على دماء الشهداء، وكنا أوفياء لهم، وقال: إن هناك فرقاً بين من يُقتل على غير هدى وبين من يستشهد في خضم المعركة، وتابع: إن البندقية التي تتملكها حالة الفوضى هي بندقية ستصبح عبئاً على كاهل الشعب الفلسطيني.
ودعا دحلان إلى إصلاح الشأن الداخلي لحركة فتح، وقال: إننا لن نقبل بأي شكل من الأشكال أن يُعين شخص مهما علا شأنه في قوائم حركة فتح للانتخابات التشريعية إذا لم توافق عليه كوادر حركة فتح، وقال: إن هذا هو الحل الوحيد الكفيل بإعادة حركة فتح إلى سابق عهدها، مؤكداً أن ذلك لن يحدث إلا بتعميق الديمقراطية والانتخابات، داعياً إلى تجميع قلوب حركة فتح على كافة مشاربها، وقال: يجب أن نتعانق، وأن نلقي بالخلافات وراء ظهورنا، وأكد على وجوب إنهاء موضوع الوساطة في التوظيف والتعيين، وقال: إننا سنلقي بهذه الخصلة السيئة إلى الجحيم.
ودعا دحلان إلى وجوب استنهاض البيت الفتحاوي على أرضية صالحة صلبة لترسيخ نظام سياسي قادر على معالجة آلام عائلات الشهداء والجرحى والأسرى والعاطلين عن العمل.
وقال: إننا نريد إجابات واضحة عن مستقبلنا السياسي، وأن نقدم إجابات وافية لعائلات الشهداء والجرحى والمعاقين والأسرى وللعائلات المنكوبة في مصادر رزقها وبيوتها المهدمة.
واستقبل دحلان بالورود والزغاريد والحلوى وحُمل على أكتاف الشبان إلى منصة العرض، مقابل بلدية خان يونس، وتدافعت الجموع المحتشدة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه إلى مكان المهرجان، وهتفوا: (بالروح بالدم نفديك يا أبو فادي).
وقال دحلان: إنه ولأول مرة منذ أن بدأ العمل السياسي يستشعر أنه يكافئ من الشعب الفلسطيني مباشرة، الذي كما قال كرمه أيما تكريم، وحمله على أكف الراحة.
وقال سأبقى وفياً لعهد الشهداء في قبورهم وللثوابت الوطنية، التي أقرها المجلس الوطني الفلسطيني.
وفي آخر كلمته، قال دحلان: (إن صحتي حديد)، واستدرك قائلاً: نحن نقترب من موعد استشهاد الرئيس الخالد، ياسر عرفات، هذا الرئيس الذي اتفقنا معه واختلفنا، ولكننا لن ننساه، وسنبقى أوفياء لعهده ولذكراه الطبية.
وتشير هنا (الجزيرة) إلى أن (محمد دحلان) ينوي ترشيح نفسه عن قائمة حركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عن دائرة محافظة خان يونس، تلك الانتخابات المزمع إجراؤها في الخامس والعشرين من شهر كانون ثاني- يناير المقبل.
وقال مراقبون ل(الجزيرة): إن هذا الحضور الكبير الذي استقبل دحلان يعد استفتاء على زيادة شعبية الرجل اللاجئ الذي هو من قرية حمامة المحتلة عام 1948م.
وعاد دحلان عصر يوم أمس السبت عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة بعد رحلة علاج في يوغسلافيا استغرقت شهراً، وكان في استقباله على المعبر عدد كبير من الشخصيات الوطنية والمسؤولين في السلطة وآلاف المواطنين الذين انتظروه خارج المعبر للاطمئنان على صحته.
وكان على رأس المستقبلين مجيد الآغا محافظ رفح والمنطقة الجنوبية، وسمير مشهراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورشيد أبو شباك مدير جهاز الأمن الوقائي في غزة، وجمال كايد قائد قوات الأمن الوطني في جنوب قطاع غزة.
وفور وصوله رفح استقل الوزير دحلان موكباً حاشداً متوجهاً إلى مدينة خان يونس، حيث جرى استقباله في مهرجان حاشد.
وكانت مصادر فلسطينية قد أكدت في وقت سابق أن الوزير دحلان بصحة جيدة وأن عودته من يوغسلافيا تأتي لأنه أتم مراحل العلاج بعد إصابته (بالديسك).
وقد امتلأت شوارع مدينة غزة بالشعارات المهنئة بعودة الوزير دحلان، وعملت بعض الأقاليم الفتحاوية في مناطق قطاع غزة على رفع لافتات في الشوارع لا سيما بالقرب من منزل الوزير أمام مجمع السرايا الحكومي في مدينة غزة مرحبة بسلامة العودة.
كما رسمت صور للوزير على الجدران القريبة من منزله وكتبت عبارات مهنئة بسلامة العودة من رحلة العلاج، ورفعت بعض الشركات لافتات أيضاً مرحبة بعودة دحلان إلى أرض الوطن.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved