الليزر.. نهاية أم بداية؟

تعودت النساء الشرقيات على المحافظة على جمالهن بتنعيم البشرة التي لا تكون ناعمة بنظرهن إن لم تكن خالية من الشعر. ولدى المرأة الشرقية هاجس دائم لإزالة الشعر عن جسمها وذلك لما يضفيه من إضاءة على البشرة تجعلها ناعمة. وفي هذا السياق تعيش المرأة الشرقية سباقاً دائماً مع نمو الشعر على جسمها بحيث لا تترك وسيلة إلا وتلجأ إليها لتعيد تكرارها كل عدة أسابيع وهكذا دواليك.
ومع التطور العلمي الهائل واختراع الليزر بدا كأن هذه السبحة المتكررة من وسائل نزع الشعر قد تذهب إلى غير رجعة؛ فقد أثبت الليزر فاعلية عالية ومستمرة وشبه دائمة في إزالة الشعر لدى الملايين من النساء حول العالم وخصوصاً المرأة الشرقية.
وليس الليزر كما يبدو لبعض الناس مسألة بسيطة يجوز التهاون بها واستخدامها من قبل أشخاص غير مؤهلين أو مدربين لهذا العمل ولا يخضعون لأي إشراف طبي يمنع حدوث المضاعفات وما إلى ذلك.
وفي هذا السياق المحموم لإزالة الشعر تطلب الكثير من النساء إزالة كل الشعر من الجسم بما فيه الشعر الخفيف (الوبر أو الزغب) وهنا تكمن الخطورة حيث تعتقد هذه النساء أن باستطاعة الليزر نزع هذا الوبر بشكل نهائي من أي منطقة أخرى مشعرة من الجسم، ولكن - وهنا بيت القصيد - ما يحصل في الحقيقة وما رأيناه لدى العديد من النساء أن إعطاء جلسات ليزر لهذا الوبر وحتى إزالته بأي وسيلة أخرى كالشمع قد يسبب ما لا يتوقعه أحد وهو ارتفاع زائد في نمو الشعر وزيادة في طول الوبر وقساوته بحيث تبدأ المريضة المعاناة من مشكلة حقيقية بدايتها كانت بهدف التجميل ونهايتها أصبحت ضرورة علاجية.
ومن غير المعروف تماماً كيف يتم هذا التحول في نمو الشعر وقساوته وتغيره ويعتقد بعض الأطباء أن المسألة لا تتعلق فقط بالليزر ولكن نفس الشيء يمكن حدوثه لدى إزالة الوبر أو الزغب بالوسائل التقليدية ويميل هؤلاء الأطباء إلى الاعتقاد أن نزع الوبر أو الزغب بأي طريقة سواء بالليزر أو الشمع قد يرفع نشاط بصيلات الوبر التي تكون في حالة سبات بعكس الشعر العادي الذي يمر بمراحل نمو وبيات وبلوغ مما قد يفسر هذا التحول.
وفي هذه الحالة يقع على الطبيب المعالج أو إخصائية الليزر مسؤولية مهمة من حيث توعية المرضى بمخاطر إزالة الوبر أو الزغب بالليزر أو بالوسائل الأخرى والابتعاد عن هذه المناطق قدر الإمكان لدى المعالجة وذلك لمنع حدوث هذه المضاعفات التي قد تصل إلى نسبة كبيرة من هذه الحالات.