Saturday 22nd October,200512077العددالسبت 19 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الطبية"

فيتامينات إداريةفيتامينات إدارية
الإمبراطور
منذر جبق

تناقش كتابات أكثر الباحثين الوسائل والأساليب الكفيلة بالوصول بك إلى النجاح في إدارة المنشأة التي ترأسها وتشرح هذه الوسائل والأساليب على أمل أن يتبناها المديرون لتحقيق هذا النجاح، ولكن هل تمعنت في الوضع القائم في بعض المنشآت التي يبذل المديرون فيها جهوداً مضنية وساعات طويلة في محاولة رفعها ولكنهم في الحقيقة يجهزونها للفشل ويقتلون فيها كل أمل لإنعاشها ويحبطون أمل موظفيها ومساهميها من حيث لا يدرون؟
هل رأيت نموذجاً إدارياً لا يعرف فيه الموظفون ما رسالة المنشأة وأين موقعهم من هذه الرسالة وما اتجاه المد في تطورها وما المهام المنوطة بهم بشكل دقيق؟ وهل يمضي هؤلاء الموظفون جل أوقاتهم في المشاحنات فيما بينهم وتبادل الاتهامات واللوم لعمل لم ينجز أو أنجز بصورة خاطئة؟ هل يبدو مديرك المالي محبطاً يجاهد بصورة يومية لتوفير المبالغ للموردين ويفاجأ بوجود أجهزة أو ممتلكات تم شراؤها ولم يعرف عنها سوى وقت الدفع؟ هل يشعر أن قرارات المدير الأعلى تتجاوزه وتقزمه لدرجة أن وجوده مرتبط فقط بتجهيز الشيكات وترتيب الجداول المالية دون إبداء الرأي ومناقشة الميزانيات والمساهمة في وضع وتنفيذ خطة العمل؟ هل يشعر مديرو التشغيل لديك بأنهم لا يملكون من الصلاحيات ما يجعلهم مجرد آلة لانتظار الأوامر العليا وتنفيذها والتحسب لردود الفعل؟ وهل يرى مرؤوسوهم أن الوسيلة الأمثل للحصول على إجازة أو ترقية هي الذهاب مباشرة لك مدركين أن قرارك سيعلو قرار رئيسهم المباشر حتى لو لم يوافق على الطلب ولديه الأسباب الموجبة لذلك؟ هل يضطر عملاؤك للبحث عنك شخصياً لمناقشة شكوى أو عدم رضا عن منتج أو خدمة؛ لأن بيئة العمل لديك توحي بأنك المرجع الوحيد الذي يستطيع اتخاذ القرار وتنفيذه في لحظة واحدة؟ هل يتملكك الرضا وربما الغرور حين يحاول كل موظف كبيراً كان أم صغيراً أن يخطب ودك في كل شاردة وواردة ويوحي إليك بأنه الجندي الصغير في المعمعة الإدارية الكبرى التي تقودها وأنك الإمبراطور النابغة الذي لا تسير الأمور دونه؟
إذا كان الأمر كذلك أو قريباً منه فإنك فعلاً الإمبراطور الذي يسير بمنشأته نحو الفشل، وإن لم يكن بإمكانك أن تتوقف قليلاً وتعيد التفكير وتغير أسلوبك إن أمكنك لأن أكثر من يملكون هذه الصفات الإدارية لا يملكون أن يغيروا، فإنك تسير بالمنشأة نحو الهاوية حيث لا ينفع عندها مدير مالي أو مدير تشغيل أو غيره وحيث، وهذا الأهم، يدير عملاؤك ظهورهم لك.

عيادات ديرما - الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved