لماذا تجاهلتم تلك الوجبات السامة
دعو «طاش» يسلينا ويغنينا

الصديق الأستاذ حمد القاضي من أنبل من عرفت حياتي مشاعر. وخواطر. وسجايا.. قرأت له كثيراً فأعجبت.. وقرأت له أخيراً فتعجبت.. وبين إعجابي وتعجبي تستبين وجهة النظر..
قبلها أقول لأخي القاضي وقبل أن يصدر حكمه علينا أن نعترف معاً أننا لا نعيش داخل مدينة أفلاطون المفاضلة.. ولا وسط مجتمع المثاليات المتكاملة كي نتغنى بالطبيعة الحالمة. والطيور. والأنهار. والعطر.. نحن ننتمي إلى عالم نامٍ ما زالت فيه رواسب الماضي.. وتأثيرات الحاضر تشكل قاعدته في غياب من الصوت الحكيم الموجه.. ولقد فطنت قيادتنا الرشيدة إلى خطورة التحولات والإسقاطات التي ما زالت عالقة بأفكارنا فسمحت للقنوات الإعلامية ومنحتها الهامش من الحرية في أن تضع النقط على الحروف سعياً إلى واقع أفضل.. وبرنامج (طاش ما طاش) أخذ على عاتقه جانباً من مسؤولية الكشف عن بعض الرواسب الاجتماعية التي ما زالت تعيش وتعشش في أوكار بعض أذهاننا.. أصل إلى بيت القصيد مع أخي الفاضل (القاضي) الذي نشرت له الجزيرة في عددها الصادر يوم السبت 12-9-1426هـ داخل زاويته الأسبوعية الجميلة (جداول) مقالاً تحت عنوان: (طاش ما طاش) والأفكار البالية. والرحيل المطلوب.
لا أدري وهو القاضي أعطى حكمه دون إبداء الشواهد والأدلة والإثباتات التي يمكن أن تمنحنا القناعة؟
- النظرة الدونية إلى المرأة ليست أفكاراً بالية.. وإنما حية تلدغ.. فما المانع من طرحها.
- الرجل المزواج المصاب بنهم الزواج والطلاق ما زال موجوداً.. فما المانع من تعريته.
- الرجل الملوث بسلوكه. المتلون بطباعه الحرباوية يتحرك.. فما المانع من كشفه.
- الرجل النصاب المحتال الذي لا يقيم لشرف التعامل بالاً. بل وبالاً.. ما المانع من فضحه.
- الشباب المراهق الذي يؤذي. ويقتل. ويفضح الحياء حي موجود فما المانع من التذكير به.
- الأسرة التي أهملت وانشغلت عن واجباتها الأسرية قائمة.. فما المانع من طرح إشكالياتها.
- البسطاء من خلق الله الذين افترست الحيتان موجوداتهم في أسواق الأسهم لماذا لا نصرخ معهم.
- هل أن الذين يدافعون عن نظافة البيئة من التلوث واقتلاع الأشجار وقتل الطيور والحيوانات من المحميات أفكار بالية أم تجاوزات باقية يحسن الإشارة إليها.
- حتى تلك الزاوية (اسم الأم) لا تنفي أن قصوراً في الذهن لدى بعض الرجال وهم قلة ما زال قائماً.. بل إن البعض من القلة يسبق حديثه عن المرأة بعبارة (أكرمك الله). يا صديقي لندع طاش ما طاش يتحرك يغنينا ويسلينا عن عشرات القنوات المرئية التي تقدم لنا وجبات سامة وباللغة العربية.. دون أن يتحدث عنها أحد.. أو يطالب بإيقافها. (طاش).. يجدد نفسه.. حتى لو كرر أفكاره.. التكرار مدعاة للتذكار ونحن ننسى.. أو نتناسى.