Saturday 22nd October,200512077العددالسبت 19 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

هل نملك مهارات إدارة أموالنا؟هل نملك مهارات إدارة أموالنا؟
مهندس/ محمد عبدالله البوزيد

(الدراهم مراهم) مثل شعبي يعني أن المال يعمل عمل الدواء في شفاء الإنسان. فهل توافق على صحة هذا المثل؟
بعد إشاعات تناقلتها رسائل الجوالات كان الرابح من خلالها شركات الاتصالات وبعد الرسائل الإليكترونية بخصوص زيادة في رواتب الموظفين وضعت رسالة رئيس شركة أرامكو السعودية الأستاذ عبدالله جمعة لجميع موظفي الشركة حداً لتلك الإشاعات تباشرَ بها الموظفون صبيحة ذلك اليوم السعيد. رافق تلك الزيادة تحليلات ونقاشات تعبر عن آراء أصحابها تجاة هذا الخبر.
وماذا بعد الزيادة؟ هل لدينا خطط لاستغلال هذة الزيادة بطرق تُحسِّن من الوضع الاقتصادي لأنفسنا ولأسرنا؟ بالرغم من أننا في هذه البلاد ننعم بتوفر التعليم بجميع مراحله إلا أنك لا تجد في برامج التعليم هذه أي برنامج يُعِدّ الطالب والطالبة لإدارة أمواله لذا تجد أن الغالبية العظمى من الخريجين يعانون من تدني الوضع المالي لديهم حتى في حال حصولهم على رواتب كبيرة بعد تخرجهم فكلما زاد الدخل زادت المصاريف بل تجد أن أصحاب الرواتب العالية هم أكثر الناس ديوناً فهل يا ترى اختارت هذه الشريحة من الموظفين العمل بالمثل القائل (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)؟ بل تجد من الرؤساء مَنْ يستدين مبالغ من موظفين هم أقل منه في الراتب والدرجة الوظيفية والذين يبدو أن خيارهم وقع على المثل القائل (القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود)! لا يقتصر الأمر على الموظفين بل حتى رجال الأعمال يعانون من هذه المشكلة بشكل كبير جداً، فالغالبية العظمى من رجال الأعمال الصغار والمتوسطين لا يتمتعون بمهارات إدارة السيولة المالية ولذا تجد أن هناك الكثير من المشاريع المتعثرة التي خسرت بعد فترة من بدء عملها. في إحدى المحافظات الصغيرة تصل قيمة المشاريع المتعثرة إلى أكثر من ملياري ريال. تُرى هل ستنجح هذه المشاريع لو تمتع أصحابها وإداراتها بمهارات إدارة السيولة المالية؟
هل سبق لك عزيزي القارئ أو القارئة خلال مراحل الدراسة التي مرت بكما أن طُرِحت عليكما فكرة أن تكونا رجل أعمال ناجح أو سيدة أعمال ناجحة أو مستثمر أو مستثمرة أو حتى أشخاص يعملون لحساب أنفسهم بدلاً من العمل لغيرهم؟
برامج التعليم لدينا تُهمِل هذا الجانب تماماً بل تبرمج الطلاب على فكرة أن يكونوا موظفين بعد إنهاء دراستهم يعملون لصالح جهة حكومية أو خاصة وبراتب شهري معلوم يُستثنى من ذلك أبناء بعض رجال الأعمال الذين تنبهوا لأهمية تنمية هذا الجانب لدى أبنائهم منذ الصغر ليبدأوا بأحلام كبيرة تتناسب ووضع آبائهم المادي لإعدادهم لتولي قيادة دفة شركاتهم بعد تخرجهم وذلك من خلال برامج تدريبية على أيدي المستشارين.
عندما تتحدث مع أحد عن المشاريع التجارية والعمل الحر، فإن أول ما تسمعة من الآخرين هو أنك لا تستطيع البدء بأي عمل إلا إذا كان لديك رأسمال كبير تستطيع أن تبدأ به وبما أننا لم نتعلم مهارات إدارة السيولة المالية، فإنه من الصعب تكوين رأس المال المطلوب لتجد الأبواب أمامك مغلقة للتحرك والتحرر من قيود الوظيفة والخروج من دوامة تسديد الديون المتراكمة على الموظف بغض النظر عن راتبه.
قبل أشهر حضرت دورة تدريبية بعنوان (الأداء المالي الفائق) للأستاذ الفاضل جمال المطير كبير استشاريي مركز كنز للاستشارات الإدارية والتدريب استطاع خلالها المدرب وبمهارة رائعة تحطيم جميع تلك القناعات التي كانت تمثل عقبة أمام دخول الموظف عالم المال بل أضاءت الطريق أمام رجال وسيدات الأعمال لتحقيق أداء مالي فعلاً فائق بل استكشاف فرص استثمارية كانت غائبة عنهم بسبب طريقة التفكير القديمة التي كانوا يتبعونها. تعلمنا خلال الدورة أن ما يتطلبه الأمر هو طريقة مختلفة في (التفكير). استخدم المدرب نموذج كيوساكي وأدواته لتحقيق ذلك ولكي لا تطول المقالة قد نتحدث عن نموذج كيوساكي في مقالة قادمة إن شاء الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved