Saturday 22nd October,200512077العددالسبت 19 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

شبابنا بين أصالة التراث ومشاكل العصرشبابنا بين أصالة التراث ومشاكل العصر
عبدالله حمد الحقيل/ أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الأسبق

إن الشباب جزء من المجتمع الذي يعيش حياته وظروفه ويشهد مع سائر شرائح المجتمع تطوراته وعلى المربين التواصل معه ثقافياً بحيث لا يكون مقطوع الصلة بتراثه وبناء جسور من الثقة والتعريف بثقافته التي هي جزء لا يتجزأ من التراث الذي نرتكز عليه في متابعة عملية الإبداع المستمر، وقراءة كتب التراث قراءة موضوعية غاية جليلة، إذ بها نتعرف على كنوز الماضي وأحوال أسلافنا السابقين وما سطروه وخلفوه، حتى نواصل الإنجازات واستشراف المستقبل.
وإن مسؤولية نشر التراث والتنسيق بين المتاحف والمكتبات في اقتناء المخطوطات وتصويرها لا تحملها الجامعات ومراكز البحوث وحدها، وإنما هي مسؤولية تضطلع بها كافة المؤسسات العلمية والثقافية.
ومن يطالع التراث الإسلامي في جوانبه العلمية والفكرية يدرك عطاء أسلافنا في مختلف العلوم والميادين حيث لمعت أسماؤهم في سماء العلوم والفكر والأدب فكان لهم دور ريادي في مجالات العلم والكثير من المفاهيم والنظريات والأفكار والاكتشافات والكتب حيث نشأت أعظم الحضارات التي عرفتها البسيطة، ويزخر التراث العربي الإسلامي بالتاريخ المجيد والعهود المشعة حضارياً وفكرياً وعلمياً في جميع المستويات، لما فيه من إضاءات متعددة تكشف عن فضائل جلية وخير معيار يقاس به وعيها وشاهد على حضارة أمة قدمت للإنسانية منهجاً قويماً وانطلقت بها فتوحات الهداية في مختلف أرجاء الأرض، وتراث الأمة هو عنوانها وجوهرها وأصالتها وهو أمانة تاريخية في أعناقها.
وإن الاهتمام بالتراث من أجلِّ الأعمال ومن أولاها، فالعودة إلى التراث رجوع إلى المثل الروحية والقيم الأخلاقية ولقد تميزت أمتنا الإسلامية بتراث مجيد اهتم به الغرب ووضع له فهارس تسهيلاً لدراسته.. فعلى باحثينا أن يتجهوا إلى تراثهم وينفضوا عنه غبار السنين والانفتاح على ما يحفل به من آفاق واسعة في مجالات العلوم والآداب والفنون. ولقد عكف المستشرقون عليه سنين طويلة مقتنعين بفائدته ومدركين أهميته وقد انحسر في السنوات الأخيرة الاستشراق والمستشرقون، ولذا فعلى أبناء الأمة العربية الإسلامية العناية به والعمل على تحقيقه ودراسته بجد متواصل وعزم قوي حثيث وصبر طويل في جمعه وفهرسته وتحقيقه وطبعه لنستمد منه الفائدة والعون على إرساء قواعد نهضتنا العلمية الطموحة على أساس مكين من القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية وإبراز صفحة جديدة في المعرفة الإنسانية ومواصلة السير نحو التقدم العلمي متخذين من الماضي نبراساً نضيء به دروب المستقبل وحافزاً لإدراك الشأن واستعادة التاريخ المجيد.. والأمل كبير بإذن الله بتحقيق ذلك.. فتراث الأمة هو فكرها وحضارتها وتاريخها بل هو رمز لمعانٍ عميقة وحضارة إنسانية أصيلة تمتد جذورها في أعماق التاريخ ويشمل كل فروع الحضارة والفكر والتاريخ واللغة والجغرافية والعلوم وما زال جزء منه رهين الخزائن والأقبية يتطلع لمن ينفض عنه الغبار ويخرجه إلى ساحات النور.
وإن قراءة شبابنا التاريخ والتراث قراءة موضوعية غاية جليلة إذ بها نتعرف على كنوز الماضي وأحوال أسلافنا السابقين وما سطروه وخلفوه حتى نواصل الإنجازات.. وليصبح منطلقاً واسعاً يتعرف فيه أبناؤنا على ماضيهم وتاريخهم وأعلامهم فهو رصيد من الخبرات ينبغي الاستفادة منه لنجد فيه عوناً ومنطلقاً على مواجهة الحاضر وتحدياته والإعداد للمستقبل بثقة وعزيمة وقوة تحرك المجتمع وتحفزه إلى الأمام.
ومستقبلهم وحسن استخدام اللغة التي هي أداة التعبير عما في النفس ويعرف للكتاب قدره وقيمته في تثقيف العقل وتوسيع مدارك الفكر وتهذيب الروح وصقل ملكات النفس.
إننا نتطلع إلى بزوغ فجر مجتمع قارئ ومحب للقراءة خصوصاً ونحن في عصر الانفجار المعرفي في المعلومات مع الاهتمام بوضع البرامج التطويرية لمساعدة الشباب وتنمية قدراتهم في القراءة والقدرة على تحليل واستنباط الأفكار وتشخيص نقاط الضعف والقوة في اللغة العربية واستخدام أنماط متنوعة من النصوص وطرائق تحليلها وتدريبهم على عرض أنماط النصوص وكيفية تذوقها وتحليلها وذلك لربط الشباب بمناهل الثقافة ومنابع المعرفة ومصادر التراث مما يجدد معارفه وينمي تفكيره وجعل القراءة عادة متأصلة عنده تؤثر فيه وفي ملكاته وقدراته وتصقل مواهبه وتجعله قارئاً مدى الحياة، مع الاهتمام بزيارة المكتبات وقد تقدمت اليوم في بلادنا تقدماً ملحوظاً والاستفادة من تقانة المكتبات ومختلف قنوات المعرفة والثقافة، حقق الله الآمال.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved