* الرياض - الجزيرة:
تعرّض تقرير أداء وزارة الثقافة والإعلام للعام المالي 1423- 1424هـ الذي نوقش أثناء جلسة الثلاثاء الماضي (جلسة جديدة لهذا اليوم خلال رمضان فقط) برئاسة معالي رئيس المجلس الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، لانتقادات حادة شنّها عدد من الأعضاء، رصدت بعضها (الجزيرة) في التقرير التالي:
التلفزيون مستهلك مذموم
وجّه عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محارب الظفيري، انتقاداً حاداً للتلفزيون السعودي، في مداخلة أدلى بها أثناء مناقشة التقرير، وبخاصة ما جاء فيه من أنه تم إسناد تكليف مؤسسات صحفية، بإنجاز (250) عملاً تلفزيونياً.
انتقاد لمضامين برامج التلفزيون
وقال الدكتور الظفيري معقباً: (الكل يتابع التلفزيون، وأنا عندما أفتحه، إما أرى برامج فروسية، أو برنامجاً يتناول الأمراض، أو تمثيلية مصرية)، وتساءل: (أين الخبر؟ وتحليله؟ وتفسير ما وراء الخبر)؟ وأضاف قائلاً: (لا أجد استضافة نقاد سياسيين، لتحليل الأحداث التي تتفق مع مصالح المملكة والتي تضرها، لكنني أجد تغييراً في المقدمة الموسيقية مع كل دورة إخبارية).
رسائل متناقضة
ولفت إلى أنّ رسالة التلفاز تتطلّب بث رسائل من خلال البرامج، وتوصيل رسالة للمشاهد، واستكثر على التلفاز السعودي (أن تكون هناك رسائل متناقضة، لا ينبغي أن يتقبّلها المشاهد)، وطالب بوضع أهداف محددة للتلفزيون السعودي، وتساءل: هل ما يُعرَض في التلفزيون هو: ما هو موجود في أهدافه؟
توصيات للرقي بأداء التلفزيون
ورأى الدكتور الظفيري أنّ هناك كثيراً من التناقضات التي يبثها التلفزيون، ولا يستطيع المشاهد أن يتقبّلها، موجِّهاً شكره للجنة على توصياتها وقال: (كان بودي ومعظم أعضاء اللجنة من الإعلاميين والمتميزين، ولهم ممارسات إعلامية، أن تكون هناك توصيات ترقى بالبرامج التلفزيونية، وبما يكتب من الصحف، أو بالكلمة المسموعة من المذياع).
لا تأثير للإعلام
من جانبه قال عضو المجلس سليمان بن عواض الزايدي في مداخلة مماثلة: (إنّ الإعلام لم يحقق التأثير المطلوب في المتلقّي)، مؤكدا أنّ هذه الوظيفة أساسية من وظائف وسائل الإعلام الجماهيري، وتساءل: لماذا لم تقف اللجنة أمام هذه الحيثية وتسأل وزارة الثقافة والإعلام عنها؟ وهل فعلاً تحقق التأثير الإعلامي في المتلقِّي؟
عشرات الساعات بلا تأثير!!
ولفت (الزايدي) إلى أنّ التلفزيون بقناتيه الأولى والثانية والإخبارية، والرياضية، يبث عشرات الساعات يومياً وقال: (ومع ذلك لم يتضح مدى تأثيره في المتلقِّي، والجميع يتحدث صباح مساء في الوسائل الإعلامية، وتصدح هذه الوسائل بكل القضايا الفنية والإعلامية والفكرية، ومع ذلك لا يُعرَف هل وصل تأثير الإعلام إلى المتلقِّي؟).
لوم للجنة
وأبدى اعتقاده بأنّه كان حرياً بلجنة الشؤون الثقافية والإعلام والشباب في مجلس الشورى، أن تؤكد على هذه القضية في توصياتها وتقف أمامها وتتساءل: هل تحقق هذا التأثير أم لا؟.
ربط الإعلام بأهدافه
وقال عضو المجلس الدكتور عابد السفياني: (إنّ من الأهمية بمكان ربط الإعلام بمقاصده وأهدافه التي أنشئ من أجلها، ومنها: نشر الوعي بالإسلام وأحكامه، والعناية بالجوانب الثقافية، والأدبية، والفكرية وإعطائها مساحة أكبر، وحماية ثوابت الأُمّة، ومحكمات الشريعة وبخاصة في هذه الفترة التي كثُر فيها الهجوم على محكمات الدين وثوابته).
التسلية والمخالفات الشرعية
وأضاف في مداخلة أثناء مناقشة تقرير أداء وزارة الثقافة والإعلام للعام المالي 1423- 1424هـ: (إنّ المشاهَد في هذه الفترة توسُّع الإعلام في مجالات التسلية، مع كثرة المخالفات الشرعية).
غياب الثقافة والفكر
وأوضح أنّ مجلس الشورى كان قد أصدر قراراً ذا رقم (6) وتاريخ 9 ربيع الأول من عام 1421هـ نصّ على (إعطاء الجوانب الثقافية، والأدبية، والفكرية مساحة أكبر في وسائل الإعلام)، وذهب إلى أنّ (التوسُّع في مجالات التسلية مع كثرة المخالفات الشرعية هو: مخالفة للمقاصد الأساسية التي أنشئ من أجلها هذا الجهاز الإعلامي).
لماذا الإعلام مهم؟
وأكد أهمية دور الإعلام وخطورته (لأنّه يصل إلى عموم الناس بطريقة مؤثِّرة)، داعياً إلى أن يحافظ الإعلام على: ثوابت الدين وأحكام الشريعة، والدفاغ عن محكماتها، وتوجيه الرأي والحوار نحو المصالح العامة، ونحو العناية بالحقوق، والاجتماع على البر والتقوى، كي يحقق الإعلام هدفاً عظيماً من أهدافه.
الخلاصة
وخلص (الدكتور السفياني) في مداخلته إلى أنّ الإعلام هو: أمانة الكلمة والتوجيه، والتربية على الفضائل، وحماية الإسلام، وتوجيه أفراد الأُمّة إلى العمل الجاد، وإحياء التراث الثقافي، والأدبي، والفكري للأُمّة.
الالتزام بالسياسة
وطلب عضو المجلس الدكتور عبد الرحمن بن صالح الأطرم، أنْ تجيب لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية والشباب (اللجنة التي درست التقرير) على سؤالين، الأول: ما مدى التزام الإعلام، مرئياً كان، أم مسموعاً، أم مقروءاً بالسياسة الإعلامية، واصفاً إياها بأنّها (سياسة متميِّزة مؤصّلة من الناحية النظرية).
قراءة متمعّنة ورأي واضح
وأعرب (الدكتور الأطرم) عن أمله في أن يكون للجنة قراءة متمعنة في السياسة الإعلامية ورأي واضح في المقارنة بين الواقع المشهود، والسياسة الإعلامية المرسومة، وهل الإعلام ملتزم بهذه السياسة؟ أم منحرف عنها؟ وإذا كان منحرفاً عنها فما مدى ذلك الانحراف؟
قنوات فيها ما فيها!!
ولاحظ الدكتور (عبد الرحمن الأطرم) أنّ عدداً من قنوات المذياع (الراديو) التي تبث على F.M (هي غير محلية، وفيها ما فيها مما لا يخفى)، وقال: (إنّها أعطيت قوة بث أكبر من القنوات المحلية، فما رأي اللجنة في تأثير ذلك على سيادة وسائل الإعلام السعودية؟ وهل وزارة الثقافة والإعلام تستفيد من ذلك؟ وما مدى ذلك على المتلقِّي، وبخاصة من الناحيتين: الدينية والاجتماعية؟)، مؤمِّلاً من اللجنة أن تجيب - عند الردود على المداخلات - على هذين السؤالين، ومتمنياً وضع توصية مناسبة بشأن ذلك.
| 
"حصاد الشورى"