Saturday 22nd October,200512077العددالسبت 19 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

احتدام الصراع في أذربيجان بين السلطة والمعارضة قبيل موعد الانتخابات البرلمانيةاحتدام الصراع في أذربيجان بين السلطة والمعارضة قبيل موعد الانتخابات البرلمانية

* موسكو - سعيد طانيوس:
احتدم الصراع السياسي في إذربيجان عشية الانتخابات البرلمانية المقررة في 6 تشرين ثاني - نوفمبر المقبل, وتبدو السلطة والمعارضة نشطتين في إعداد عدتهما لهذه المعركة الانتخابية , على الرغم من أن احتمالات إحداث تغيير في هذه الجمهورية الغنية بمواردها النفطية عن طريق الانتخابات ضئيلة جداً.
وتأمل المعارضة الأذربيجانية بأن يساندها أنصارها داخل البلاد وأيضاً القوى السياسية الغربية التي تعاطفت مع المعارضة الأوكرانية والجورجية في وقت سابق.
ورغبة منها في خطب ود الأوساط الغربية تتهم المعارضة الأذربيجانية نظام الحكم بالفساد وعدم الديمقراطية.. إلا أن المعارضة الأذربيجانية ليست فريقاً واحداً بل تضم عدة جماعات متنافسة من بينها كتلة (الحرية) التي تقف ضد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وكتلة (السياسة الجديدة) التي تلتزم الاعتدال.
وعلى الرئيس علييف أن يواكب 3 مقتضيات متضاربة: ضمان الاستقرار داخل البلاد والانسجام مع الموقف الروسي والموقف الغربي.
وفي ما يخص روسيا فإنها تؤيد الستاتيكو في رابطة الدول المستقلة, أي أنها تريد المحافظة على الوضع القائم في الساحة السوفيتية سابقاً ولا تنوي تلقين القيادة الأذربيجانية كيف تحافظ على الديمقراطية، ولكن من الهام بمكان بالنسبة لروسيا أن لا تقام قواعد عسكرية للدول الغربية على الأرض الأذربيجانية.
ولا غرو، والحالة هذه، أن وقفت حكومة باكو، على الأقل حتى الآن، ضد استضافة قواعد عسكرية لدول أجنبية. وعلى الصعيد الداخلي يرى نظام الحكم في باكو ضرورة التصدي لأي عمل تقوم به المعارضة من شأنه أن يتسبب في اضطراب حبل الأمن في البلاد.
وقد سارعت السلطات قبل عامين إلى تفريق المتظاهرين الذين اتهموا السلطة بتزوير نتائج انتخابات الرئاسة بالقوة.
وكان من مصلحة الغرب وروسيا في عام 2003 أن يتسلم علييف الابن سدة الرئاسة التي تركها أبوه حيدر علييف السياسي المخضرم، في أسرع وقت لكيلا تحدث قلاقل خطيرة في بلد ينتج النفط. أما الآن فإن الدول الغربية تتوجه نحو عقد امتحان لباكو للقدرة على إجراء انتخابات تنافسية، وفي الوقت نفسه فإن لا أحد في الغرب يؤيد وقوع فتنة في بلد منتج ومصدر للنفط، وأمام ذلك يضطر الرئيس إلهام علييف إلى المناورة.
فقد سمح رئيس الدولة لجميع الجماعات والشخصيات السياسية الهامة بخوض الانتخابات ومن بينها الرئيس الأذربيجاني السابق إياز مطالبون الذي يعيش في المهجر، والرئيس السابق للبرلمان رسول قولييف، ولا يزال مطالبون يلتزم الحيطة والحذر ولا يبدي استعداداً للعودة إلى أذربيجان إلا بعد أن يحصل على ضمانات حصانة نيابية.
أما قولييف الذي يعيش في الولايات المتحدة فإنه حاول العودة إلى أذربيجان برفقة ساسة وصحفيين غربيين، وكان من المفروض أن يستقبله في المطار الآلاف من أنصار المعارضة الأمر الذي يجعل اعتقاله أمراً مستحيلاً.
ولكن لو بقي قولييف حراً بعد أن يعود إلى بلاده لكان ذلك سيفسر بأنه ضعف لنظام الحكم رغم أن الناس في أذربيجان لم يعودوا يقيمون لقولييف المتهم بالفساد وزناً في الوقت الذي يوجد فيه في أذربيجان شخصيات معارضة قوية بالمقارنة بقولييف أمثال عيسى جمبر أو علي كرملي، وكانت النتيجة أن النظام الأذربيجاني اختار أهون الشرين، حيث لم يسمح لطائرة قولييف بدخول الأجواء الأذربيجانية.
واضطرت الطائرة إلى الهبوط في أوكرانيا حيث تم هناك اعتقال قولييف كفار من الشرطة الدولية، وهكذا يحتدم الصراع الانتخابي في أذربيجان، ولا تنوي السلطة ولا المعارضة التراجع. والأمر الآن مرهون بقدرة الرئيس إلهام علييف على السيطرة على الوضع دون اللجوء لاتخاذ إجراءات قاسية لا تقبلها الأسرة الدولية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved