يا عين جودي بكل دمعك جودي
فانثريه على الندى المفقود
لا تملّي يا عين تسكاب دمعٍ
في تباريحه الجوى كالوقود
دمع عينيَّ هاج دمع القوافي
وهي لا تستطيب لحن الجحود
هيَّج المنظر المهيب القوافي
بتوالي الوفود إثر الوفودِ
صعقتنا الأخبار ذات صباحٍ
وفجعنا بيومه الموعودِ
خطفته يد المنية فجراً
فهو في ذمة الغفور الودود
رحم الله أعظما دفنوها
في ثرى العَود فاسألوا أيّ عودِ
مقبرٌ بات فيه فهدٌ مسجَّى
بين ماضي آبائه والجدود
عز وصلٌ وفي القوافي عزاء
مستطابٌ لكل آل سعودِ
ما حياة الأنام إلا انقلاب
بين بيضٍ من الليالي وسودِ
عمرهُ كان بالعطاء مديداً
كم دُعي فهد في الرزايا ونودي
عاش عفا وجاد كفًّا ليسقي
كل صادٍ من حوضه المورودِ
عاش عشرين حجة وثلاثاً
في بناء البلاد رغم الحسود
رفع الدار تحتها كل دارٍ
وحماها فكان رسم الحدود
ساس عصف الحياة حتى استراضت
يتعاطى بصدقه المعهود
جاد عطفاً على الفقير وأهدى
من ورود الحياة عمر الورود
توج العلم بالفعال ونادى
بشعارٍ سيماه بذل الجهود
وتبنى أم القضايا صدوقاً
إن بجهد وان ببذل نقود
وحبا أهلها بصادق وعدٍ
فاسأل القدس عن وفاء الوعود
فاستقرت تحوطها منه عينٌ
وتحاشت أضعاف بطش اليهود
مات فهدٌ وفي المصاب عزاء
أن في الدار جملةٌ من فهود
فأبو متعب عليه اجتمعنا
باسمه لجت الديار ونودي
وأبو خالدٍ تقلد عهداً
فاغتبطنا بعهده المعهود
وفق الله حكمهم وحماه
ووقاه من شر كيد الحسودِ