إني أرى أرض الجزيرة أزهرتْ
فالطير يشدو في الرياض مرحِّباً
والفرح في كل المدائن غامر
عهدا علينا في الزمان بقاؤه
بالروح بايعنا المليك وباليدِ
هذا فتانا اليعربيُّ مليكنا
بالله نقسم أن نصون عهودنا
هذي جموع الشعب تعلن حبها:
عهداً مجيدا للمعالي سيره
دين الإله سبيلنا نحيا له
نحمي ثرى الأوطان أقدس دولةٍ
فاستبشري بالخير دوماً أمتي
يحميك ربي للخلائق هالةً
يا خادم الحرمين هذا شعبنا
يوم الفدى تلقاه جمعاً واحداً
ما كان يوماً باغياً متجبراً
بل كان دوماً بلسما يشفى به
يبني البلاد بعزمه ورجاله
يا خادم الحرمين عهدك واعدٌ
بالخير جدت وللبلاد جميعها
سامحت من كان الضلال سبيلهُ
فانقاد من رام الهداية تائباً
حتى الذين تآمروا في خسَّةٍ
أصدرت عفوك عنهم بمروءةٍ
الشعب يدعو للمليك وآله
يا حافظاً مجد الجدود وإرثها
فارفع لواء الخالدين ملوكنا
عبدالعزيز ومن أتى من نسله
سلطان يبقى للبلاد أمينها
دِرع الأمان بجيشه ورجالهِ
ندعوك ربي أن تصون بلادنا
من روعوا أمن العباد بغدرهم
واحفظ رجال الجيش من أبطالنا
وفق بلادي كي تظل عزيزةً
والرمل صار مزارعاً من عسجدِ
والنخل يهدي روعة الزبرجدِ
والشعب يهتف للمليك، ويفتدي
يا هذه الدنيا هلمي واشهدي
تيهي فخارا يا بلادي واسعدي
يمضي بنا نحو الزمان الأرغدِ
نهدي الولاء إلى المليك الفرقدِ
نفديك عبدالله قبل ونبتدي
نحو السما، فوق النجوم الأبعدِ
يبقى لنا نور الوجود السرمدي
ضاءت سماها بالنبي الأحمدِ
وازهي بأثواب المعزة وارتدي
تبقين دوماً قبلة المتعبدِ
طود عصي كالجبال الجلمدِ
أسداً إلى ساح الشهادة يغتدي
شعباً غشوماً أو قوياً يعتدي
جرح الشعوب ببذله المتجددِ
يفدي حمى الحرمين، دين محمدِ
أسعدت شعبك بالعطاء الأجودِ
فالخير يأتي في ركاب الأمجدِ
يمشي ويخبط في ظلام أسودِ
نحو الضياء بفجره المتوقد
يبغون شراً بالمليكِ الرائدِ
والعفو من شيم الكريم الماجدِ
تبقون ذخراً للبلاد الأسعدِ
تمضي على النهج القويم الأوحدِ
من شيدوا وطناً أصيل المَحْتِدِ
أكرم بهم نعم الملوك الصُّيَّدِ
يحميها من شرِّ العدوِّ المعتدي
يرعى عهوداً للمليك القائدِ
تحميها من غدر اللئام الحسَّدِ
راموا الدمار لأمنها المتوطّدِ
جنداً تنادوا للعلا والسؤددِ
تعطي الضياء إلى الدُّنا كي تهتدي
"الرأي"