Wednesday 19th October,200512077العددالاربعاء 16 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

العمل في شهر الخيراتالعمل في شهر الخيرات
مندل عبدالله القباع

شهر رمضان شهر القرآن الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، فهو شهر الخير والبركات، الكل يترقب إحلاله الكبير والصغير لأن روحانية هذا الشهر تعم الجميع بالخير والبركات، شهر الرحمة والغفران، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر. يتميز شهر رمضان المبارك في مملكتنا الحبيبة بالتفرغ للعبادة وتخفيض ساعات الدوام الحكومي من ثماني ساعات لخمس ساعات، وأيضاً تخفيض الدوام المدرسي. ولكن ليس هناك ما يحدد الدوام في المحلات والأسواق. كما أن قنوات التلفزيون تعمل طوال الأربع والعشرين ساعة بصورة مستمرة.
وهذا التوقيت الذي يختلف تماماً عن التوقيت العادي المألوف يهيئ الصائم لمتابعة عمله بصورة جيدة كما يجعله يتفرغ للعبادة أيضاً بقية الوقت. ولكن التوقيت في بداية الدوام ونهايته بالنسبة للعناصر الثلاثة الموظفين والطلبة وأصحاب المحلات هي التي أرغب بالتحدث عنها.
وإنني أتساءل ما هو المبرر لبداية دوام الموظفين في الساعة العاشرة ودوام المدارس في الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف، فهذا يؤدي إلى الازدحام في الذهاب والعودة، كما أن الدوام يأخذ معظم ساعات النهار فيعود الموظف والطالب والمدرس والمدرسة منهكين من أعمالهم يحاولون اللحاق بصلاة العصر ثم النوم حتى موعد الإفطار بينما تقوم المرأة سواء كانت مدرسة أو موظفة بالعمل بصورة سريعة لتحضير وجبة الإفطار علماً بأن هناك من الأخوات من يدرسن خارج مدينة الرياض وهذا يزيد أعباء المرأة أكثر فأكثر لأنها لا تحضر إلى منزلها إلا وهي منهكة بحيث لا يبقى على أذان المغرب إلا ساعة واحدة.
وفي الليل يسهر معظم الشباب بعد صلاة التراويح إما مع التلفاز أو في الأسواق ثم يذهب في الصباح وهو يشعر بالنعاس فلا يستفيد إن كان طالبا ولا يفيد لأن البعض منهم يواصل حتى يذهب إلى المدرسة أو العمل.
وإلى جانب الازدحام وضياع معظم النهار والسهر في الليل فهناك عدم التركيز في العبادة وقراءة القرآن وقضاء معظم الوقت أمام التلفاز في الليل والإجهاد الذي يصيب المرأة العاملة للتوفيق بين عملها وعملها المنزلي وتربية الأطفال والتصحيح والمراجعة إن كانت مدرسة، وكلنا نعلم ما يحتاجه المطبخ السعودي في رمضان من تعب ومجهود مضاعف.
وإنني أناشد مجلس الشورى النظر في هذا الأمر في الأعوام القادمة وتقديم موعد الدوام للموظفين والطلبة وتحديد مواعيد للأسواق وأيضا للتلفزيون وبرامجه التي يسهر من أجلها الطلبة فيضيعون وقت نومهم كما أن هذا سيوفر عمل أصحاب المحلات أجر عامل إضافي يقوم بالعمل لفترة ثالثة بعد منتصف الليل ويستفيد الموظفون من باقي يومهم في العبادة أو التسوق وكذلك الطلبة في المذاكرة وقراءة القرآن.
وإذا بدأ الدوام كالعادة في السابعة والنصف حتى الثانية عشرة والنصف يكون هذا أجدى وأفضل للرجل والمرأة والشاب والصغير، والإسلام يحضنا على النهوض المبكر والعمل المبكر وليس النوم حتى منتصف النهار والسهر طوال الليل أمام التلفاز. ومن يريد الصلاة في الليل فهو متعود على ذلك في رمضان وفي غير رمضان ولن يضيره أن يقوم الليل في رمضان ويذهب إلى عمله كما يفعل في غير رمضان.
وتحديد مواعيد فتح المحلات والأسواق وإغلاقها سيساهم أيضاً في الانضباط السلوكي والأمني ويمنع من التسكع حتى بعد منتصف الليل ولا يعطي الفرصة للشباب للسهر والذهاب إلى المدرسة والعمل وهم في حالة إعياء وعدم تركيز.
وإنني أهيب بالمجلس الموقر النظر في هذا الأمر في الأعوام القادمة وإنني أعتقد أننا الدولة الوحيدة في العالم التي تعدل الدوام بمقدار ساعتين ونصف الساعة تأخير وإنني على يقين من أن الهدف من ذلك هو توفير الوقت للموظفين والطلبة للعبادة ولكن إذا ابتعد الهدف عن الواقع فإن إعادة النظر مطلوبة لتعديل الخلل.
ويبقى شيء مهم وهو برامج التلفزيون وفترات البث وهي تطول في شهر رمضان وتتنوع بحيث تجذب جميع فئات المجتمع ويمكننا معرفة البرامج التي يقبل عليها الشباب فنجعل لها أوقاتاً مناسبة حتى ينصرفوا إلى المذاكرة والعبادة. أما البرامج التي يقبل عليها الخاصة مثل البرامج الثقافية فتمتد حتى الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل وكذلك البرامج الدينية.
وأخيراً فالله من وراء القصد.. وإنني أتمنى الخير للجميع وأرى أن هناك أوقاتاً تضيع هباءً في غير طائل إما في انتظار مسلسلة أو انتظار بدء الدوام الرسمي أو المدرسي أو بعد انتهاء الدوام في الفترة بين العصر والمغرب.
هذا بالإضافة إلى الانقلاب الذي يحدثه هذا في الأوقات إلى جانب الصوم، فإذا كان الصوم عبادة واجبة فإن الانقلاب في الأوقات ليس له ما يبرره ومن يريد العبادة وصلاة الليل فسيجد الوقت لها حيث إنه متعود عليها في رمضان وفي غير رضمان، إما من يريد اللهو فلا يجب أن نعطيه الفرصة. لذلك أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم إنه سميع مجيب..
وكل عام وأنتم بخير في ظل قيادتنا الرشيدة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved