يستقبل المسلمون في هذه الأيام وافداً حبيباً، طالما انتظرته القلوب المؤمنة، وتشوقت لبلوغه النفوس الزاكية، وتأهبت له الهمم العالية، وافد قد رفع الله شأنه، وأعلى مكانه، وخصه بمزيد من الفضل والكرامة، وجعله موسما عظيما لفعل الخيرات، والمسابقة بين المؤمنين في مجال الباقيات الصالحات، وافد تواترت النصوص والأخبار بفضله، منوهةً بجلالته ورفعة قدره، ومعلنة عن محبة الله تعالى له وتعظيمه لشأنه. وافد قد يكلفك اليسير، ولكنه يجلب لك الخير الكثير والثواب الجزيل والأجر الكبير، إن أنت عرفت قدره، وأحسنت استقباله، وأكرمت وفادته، واستثمرته فيما يقربك إلى الله تعالى ويرفع درجاتك عنده. إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، إنه سيد الشهور وأفضلها على الدوام، إنه شهر القرآن والصيام والقيام، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا وفضيلة، شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين ومردة الجان. شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار، شهر الصبر والمواساة، شهر التكافل والتراحم، شهر التناصر والتعاون والمساواة، شهر الفتوحات والانتصارات، شهر ترفع فيه الدرجات، وتضاعف فيه الحسنات، وتكفر فيه السيئات، شهر فيه ليلة واحدة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فهو المحروم. فهنيئا لكم أيها المسلمون برمضان، والسعد كل السعد لكم بشهر الصيام والقيام، ويا بشرى لمن تعرض فيه لنفحات الله، وجاهد نفسه في طاعة الله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ((69) سورة العنكبوت. ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بقدوم هذا الشهر المبارك، ويبين لهم فضائله، حتى يتهيؤوا له ويغتنموه. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه، يقول: (قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم) رواه الإمام أحمد والنسائي والبيهقي، وحسنه الألباني. فدل هذا الحديث على مشروعية التبشير برمضان، وتهنئة الناس بعضهم بعضا بحلوله. قال ابن رجب - رحمه الله-: (وكيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ وكيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟ وكيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان، ومن أين يشبه هذا الزمان زمان؟). وقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين) وزاد في رواية للترمذي وابن ماجه وغيرهما: (وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة). فدلت هذه الأحاديث وما في معناها على بعض خصائص هذا الشهر وفضائله ومنها ما يأتي: أولاً: أنه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وذلك لكثرة ما يعمل فيه من الخير والأعمال الصالحة التي هي سبب لدخول الجنة، ولقلة ما يقع فيه من المعاصي والمنكرات التي هي سبب لدخول النار. وتفتح أبواب الجنة أيضا ترغيباً للعاملين في استباق الخيرات، والمسابقة إلى الباقيات الصالحات، فهذا أوان الجد والاجتهاد، وهذا هو وقت العمل والجهاد، وأن يري المسلم ربه من نفسه خيراً، والموفق من وفقه الله، والمحروم من حرمه الله. وتغلق أبواب الجحيم، ترغيباً للعاصين المفرطين في جنب الله، أن يتوبوا ويعودوا إلى الله، وأن يُتبعوا السيئات بالحسنات، التي تزيل آثار الذنوب من القلوب، وتمحوها من ديوان الحفظة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، والخير يرفع الشر، والنور يزيل الظلمة، والمرض يعالج بضده. ثانياً: أنه تصفد فيه الشياطين، أي تغل وتوثق، وتقيد بالسلاسل والأصفاد، فلا يصلون فيه إلى ما يصلون إليه في غيره. ولا يتمكنون من إغواء عباد الله وإضلالهم كما يتمكنون منهم في غيره. ولهذا ما إن يطل رمضان بطلعته البهية، حتى يظلل المجتمع الإسلامي كله جو من الطهارة والنظافة، والخشية والإيمان، والإقبال على الخير وحسن الأعمال، ويعم انتشار الفضائل والحسنات، وتكسد سوق المنكرات، ويعتري الحياء أهلها من اقترافها، أو على الأقل من المجاهرة بها وإعلانها. وهذه رحمةٌ من الله بعباده، ولطفٌ عظيم بهم، حيث أعانهم على أنفسهم، وحماهم من كيد مردة الجن والشياطين. على أن هناك نفوسا شريرة قد تأصل فيها الشر، وتشربت الباطل، واستمرأت الفساد، وأسلمت للشيطان القياد، فأبعدها عن كل خير، وحرمها من كل فضيلة وبر، وساقها إلى كل رذيلة وشر، فلا تعرف لهذا الشهر حرمة، ولا تقدر له مكانته وفضله، ولا تعظم شعائر الله، ولا ترجو لله وقارا!! بل وصل الحال ببعضهم إلى أن يكون أسبق من الشيطان في الشر والإفساد، كما قال قائلهم:
وكنت امرءاً من جند إبليس فارتقى بي الحال حتى صار إبليس من جندي |
وقد سمعنا عن أناس لا يبالون بالفطر في رمضان، وربما جاهروا بالفطر بين أولادهم وأهليهم، ومنهم من لا يتورعون فيه عن فعل المنكرات والقبائح، والموبقات والكبائر، بل لربما اجتمع بعض هؤلاء الممسوخين، المطموس على قلوبهم ليالي عشر الأخير من رمضان، التي هي أفضل ليالي الدهر، وفيها ليلة خير من ألف شهر، فيسهرون على اللهو والغناء، وشرب الخمر وارتكاب الزنا، نسأل الله العافية والسلامة، ونعوذ به من عمى البصيرة ورين القلوب. وقد صدق القائل:
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن |
وأصحاب هذه الحال، أنواع شتى: 1- فمنهم المحارب لله ورسوله، الذي جند نفسه للصد عن سبيل الله، والاستهزاء بآياته، والاستهتار بشعائره وحرماته، والسخرية بالصائمين والصائمات، ووصفهم بالتخلف والرجعية، والتحجر والظلامية. هكذا يزعمون، وبمثل هذا الباطل يتفوهون: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إن يقُولُونَ إلا كَذِبًا}(5) (سورة الكهف( والحقيقة أنهم هم الجهلة الضالون، والمتخلفون الرجعيون، والمحرومون المخذولون. 2- ومنهم المنافق ذو الوجهين، الذي يتأكّل بالكفر والإسلام، ويتظاهر بالصلاح والالتزام، ويخادع الناس بمعسول الكلام، وإذا خلا بمحارم الله انتهكها غير هياب ولا وجل، وبلا خوف ولا حياء من الله عز وجل: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلا أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} (10)) سورة البقرة). 3- ومنهم المعرض عن شرع الله، لا يتعلمه ولا يعمل به، بل هو مشغول بدنياه عن آخرته، ينفق عمره كله، وأوقاته كلها في اللهاث وراء حطام هذه الدنيا وجمع متاعها الزائل، يرتع كما ترتع البهائم، ويأكل كما تأكل الأنعام، كأنه مخلوق عبثا، أو متروك سدى. 4- ومنهم الماجن الفاسق الذي قطع أنفاسه بالمجون والفجور، واللهو والفساد، فأصبح لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه. وفي هؤلاء وأمثالهم، يقول الحق تبارك وتعالى:{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}(3) سورة الحجر، ويقول تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}(12) سورة محمد ويقول تعالى: { فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى }(سورة النازعات ). ثالثاً: أنه من أعظم أوقات العتق من النار، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق: (ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة). رابعاً: أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. وفي الحديث الصحيح عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: دخل رمضان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم) رواه ابن ماجه. وقد حسب بعض العلماء ألف شهر فوجدوها تساوي ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر، فالعبادة في هذه الليلة المباركة تعدل العبادة في مدة تزيد على ثلاث وثمانين سنة، مع أنها ليلة واحدة قد لا تزيد ساعاتها على عشر ساعات، لكن من وفق لإحيائها بأنواع الطاعات من صلاة وذكر، وصدقة وإحسان، وبر وقراءة قرآن، وغيرها، فكأنما ظل يفعل هذه الطاعات مدة تزيد على ثلاث وثمانين سنة، فيا له من فضل عظيم، وثواب وافر جزيل، ولا يحرم خيره إلا محروم. خامساً: أنه من أرجى أوقات إجابة الدعاء، وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره: (لكل مسلم دعوة مستجابة، يدعو بها في رمضان)، وفي رواية صحيحة للبزار: (وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)، وإذا وقعت هذه الدعوة وقت الصيام، وبخاصة قبيل الإفطار، فما أحراها بالإجابة والقبول، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم) رواه ابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن. ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد) رواه ابن ماجه بسند صحيح والحاكم والبيهقي. سادساً: أنه شهر القرآن، ففيه أنزل، وفيه تتأكد تلاوته وتدبره، وحفظه وتعاهده، والعناية به والعمل بما فيه، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } (185) سورة البقرة. والمراد بإنزال القرآن فيه: إنزاله من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً حسب الوقائع والحوادث. وهذا القول مروي عن ابن عباس وغيره. وقيل: المراد بإنزال القرآن فيه: ابتداء نزوله على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن أول ما نزل منه كان في ليلة القدر من رمضان. ولعل الصواب مجموع القولين، حيث أنزل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في رمضان، ثم كان أول ما نزل منه في ليلة القدر من رمضان. سابعاً: من خصائص هذا الشهر المبارك: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر لها ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. وقوله: (إيمانا واحتسابا)، أي: إيمانا بالله تعالى وبما أوجب من الصيام، ورضي بذلك واطمأن به قلبه، وانقادت له نفسه. واحتساباً، أي: امتثالاً لأمر الله، وطلباً للأجر والمثوبة من عنده، فهو لم يصم رياء أو سمعة، أو طلبا لعرض من أعراض الدنيا، أو عادةً وموافقةً للناس، واستيحاشاً من مخالفتهم والشذوذ عنهم. ثامناً: أن العمرة فيه تعدل في أجرها حجة، بل تعدل أجر حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة) وفي رواية: (تعدل حجة معي) متفق عليه. تاسعاً: إيجاب صيامه على كل من توفرت فيه شروطه، من الإسلام، والبلوغ، والعقل، والقدرة، والإقامة، والخلو من الموانع كالحيض والنفاس. يقول الله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (}(185) سورة البقرة، فصيام رمضان ركن من أركان الإسلام، وفريضة من فرائضه العظام، فمن جحد وجوبه، فهو كافر مرتد عن الإسلام بإجماع المسلمين، لأن مقتضى جحده لوجوبه إنكار جميع الآيات والأحاديث الدالة على وجوبه، ومن أنكر آية من كتاب الله أو بعض آية فهو كافر، فكيف بمن ينكر كل الآيات والأحاديث الدالة على وجوب صيام رمضان؟! فكان الواجب إقامة الحجة عليه واستتابته، فإن تاب وإلا قتل كافراً والعياذ بالله، لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدعى له بالرحمة، ولا يدفن في مقابر المسلمين. أما إن تركه تهاوناً وكسلاً، واتباعاً للهوى والشهوة، مع إقراره بوجوبه، فإنه لا يكفر بذلك، ولكنه مرتكب لكبيرة من أكبر الكبائر، وموبقة من أشنع الموبقات، وتارك لركن من أركان الإسلام، وواجب من آكد الواجبات، وهو على خطر عظيم، ومتوعد بالعذاب الأليم، ومن ذلك ما جاء في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي، فأتيا بي جبلاً وعراً، فقالا لي: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: إنا سنسهله لك. فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا أنا بأصوات شديدة، فقلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققةً أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً. قال قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم) رواه الطبراني والحاكم والبيهقي، وصححه الحاكم وابن خزيمة وابن حبان. وإذا كانت هذه بعض خصائص هذا الشهر وفضائله، فجدير بكل مسلم موفق أن يفرح بقدومه، ويحسن استقباله، ويتعرض فيه للنفحات والرحمات، ويجتهد في فعل الخيرات، واستباق الباقيات الصالحات، وأن يبادر بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والسيئات، فإن التوبة من آكد ما يُستقبل به هذا الشهر الكريم، وهي واجبة في كل وقت، ومن كل ذنب، ولكنها في مثل هذه المواسم الفاضلة آكد وأوجب، وصاحبها أحرى بالقبول والإجابة، وأن تكفر سيئاته، وتقال عثراته، بل أن تبدل سيئاته حسنات، فإذا اجتمع للعبد توبة صادقة، مع عمل صالح، في وقت فاضل، فهذا عنوان الفلاح والتوفيق، قال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} ((82)) سورة طه). وإذا لم يتب العاصي في هذا الموسم المبارك فمتى يتوب؟ وإذا لم يطلب رحمة الله وعفوه في هذا الشهر الكريم فمتى يفعل؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رغم أنف من أدرك رمضان ثم خرج فلم يغفر له)، أي: لصق أنفه في التراب، كناية عن شدة الذلة والفقر. فمن حرم الخير في هذا الشهر فهو المحروم، ومن أدركه فخرج ولم يغفر له فهو المذموم، وفي الحديث الصحيح: (أتاني جبريل فقال: من أدرك شهر رمضان، فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت آمين..) رواه ابن ماجه وابن خزيمة. ولقد كان السلف الصالح، رحمهم الله، يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان، وذلك لما يعلمون فيه من الخيرات والبركات، وما يعملون فيه من الطاعات والقربات. أسأل الله تعالى كما بلغنا رمضان أن يوفقنا لإتمامه، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، ويجعلنا من السابقين إلى الخيرات، الفائزين بأعلى الدرجات، وأن يغفر لنا ولوالدينا وسائر المسلمين والمسلمات.
|