كل عام وأنتم بخير.. عبارة حلوة جميلة فيها الأمل.. وفيها الحب.. وفيها الرجاء.. وفيها كل معنى جميل عامر بالتفتح والإطلالة على الأشياء الجميلة.. وفيها عطر الورود سمعتها ليلة البارحة أكثر من مرة ومرة بين الزملاء والأصدقاء والأحبة.. سمعتها تقال بصدق.. وتنطق بحرارة.. وتلقى ببسمة.. وتسافر بنسمة.. تسافر عبر أسلاك الهاتف.. وعبر النظرات الفرحة الحالمة.. كل عام وأنتم بخير.. كانت أكثر الجمل استعمالاً ليلة البارحة.. كل شفة نطقتها.. وكل أذن شنفتها.. وكل روح تقبلتها بامتنان.. وفرحة، فليلة البارحة كانت أول ليلة من ليالي رمضان الكريم الذي ظللنا ننتظره قرابة ثلاثمائة وثلاثين يوماً بصبر.. وبحرقة.. واليوم نلقاه بالفرح والسعادة.. ونستقبله بالشوق والحب.. لنعيش أيامه في عبادة.. ولياليه في ذكر.. إن لرمضان ميزة خصه بها الله من بين الشهور، إذ جعل صيامه فرضاً من فروض الإسلام.. وجعل له معنى عند المسلمين.. فأنزل الله كتابه العزيز فيه.. وكانت أكبر غزوة من غزوات الإسلام الفاصلة في أيامه.. لذا فإن المسلم.. كل مسلم يرى في هذا الشهر الكريم ما لا يراه في الشهور الأخرى.. مرحباً برمضان.. مرحباً به شهر أوله رحمة.. وأوسطه مغفرة.. وآخره عتق من النار.. مرحباً به شهر غفران نغسل خلاله أنفسنا.. ونزيل عنها ما علق بها خلال السنة من خطايا وآثام.. ونزيل عنها ما علق بها خلال السنة من خطايا وآثام.. مرحباً به شهر تنزيل نمعن خلال أيامه في كتابنا نتلوه ونستذكره ونغوص في معانيه العميقة.. وهديه القويم.. مرحباً برمضان شهر تنظيم حياتي نخفف خلاله من نزواتنا ورغباتنا وجشع أنفسنا فنعود أرواحنا الصبر.. ونفوسنا التعود وقوة الاحتمال. مرحباً برمضان شهر قدسية وروحانية خالصة نقترب فيه من خالقنا وبارئنا.. نسأله المغفرة.. ويمنحنا العطف.. نرجوه التوفيق.. فيعطينا النور الذي نسير بهديه.. مرحبا.. وكل عام وأنتم بخير.
راشد فهد الراشد |