في مثل هذا اليوم من عام 1961 صدر في الولايات المتحدة قانون يلزم أعضاء الحزب الشيوعي الأمريكي بتقديم انفسهم إلى مراكز الشرطة لمراجعة موقفهم، وجاء هذا القرار ليشعل المخاوف في الولايات المتحدة من عودة المكارثية إليها مرة أخرى. وتشير المكارثية التي ظهرت في مطلع خمسينيات القرن العشرين إلى واحدة من أسوأ فترات الحريات العامة والحقوق المدينة في الولايات المتحدة عندما قاد عضو الكونجرس الأمريكي جون مكارثي حملة لمطاردة المفكرين ومعارضي السياسة الأمريكية في ذلك الوقت بدعوى مكافحة الشيوعية. ومع بداية الستينيات دخلت العلاقات الأمريكية السوفيتية مرحلة حرجة من التوتر في ظل رئاسة الرئيس الأمريكي جون كنيدي والزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف والتي بلغت ذروتها في أزمة الصواريخ الكوبية عندما اقتربت القوتان الأعظم في العالم من الدخول في حرب نووية. وكانت الشيوعية عد عرفت طريقها إلى الولايات المتحدة في بدايات القرن العشرين وسعى الشيوعيون الأوائل إلى تحقيق حلم إقامة دولة شيوعية في العالم الجديد خاصة وأن المجتمع الأمريكي كان الأكثر تأهلاً لقيام مثل هذه الدولة من الناحية النظرية مقارنة بالمجتمع الروسي الذي ظهرت فيه أول دولة شيوعية. ولكن كل محاولات الشيوعيين باءت بالفشل ولم تجد الشيوعية أي أرضية صلبة تقف عليها في الولايات المتحدة. ورغم ذلك فإن الحزب الشيوعي الأمريكي استمر قائما ويمارس نشاطه ما بين مد وجزر وفقا للتطورات السياسية. وكانت الخمسينيات والستينيات أسوأ سنوات الشيوعيين الأمريكيين بسبب اشتعال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وتفجر مجموعة من فضائح التجسس لصالح الاتحاد السوفيتي سواء داخل الولايات المتحدة أو داخل الدول الحليفة لها في أوروبا الغربية. لذلك تزايدت الشكوك في وطنية الشيوعيين الأمريكيين باعتبارهم عملاء أو عملاء محتملين في أفضل الظروف للاتحاد السوفيتي.
|