Sunday 9th October,200512064العددالأحد 6 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

عاش في صمت وترك أعماله تتحدث عنه:عاش في صمت وترك أعماله تتحدث عنه:
الأمير محمد بن عبدالعزيز في مدرسة الملك عبدالعزيز ودروس الرجولة والبطولة والإيثار

* الجزيرة- قسم التحقيقات الصحفية:
أبناء الملك عبدالعزيز نجوم رصعت كالآلئ على بساط مبارك فازدانت بها هذه الأرض الطيبة، وانتشر ضياؤها في أرجاء الأرض، وقد دخلوا جميعاً التاريخ بوسائل متعددة كل بما هيأه الله له، لكن أعمالهم كلها صبت في هدف واحد حدده لهم والدهم العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وهو خدمة هذا الدين وخدمة الأمة التي تدين به، وحسبهم بذلك شرفا تغنى في سبيله الأعمار، وحسبهم جزاء عند ربهم - بمشيئته ورحمته تعالى - جنات تجري من تحتها الأنهار.
والأمير محمد بن عبدالعزيز واحد من أوائل أبناء الملك عبدالعزيز الأشاوس الأفذاذ عاش ردحاً من حياته في ظلال توجيهات والده العظيم فقدم من الأعمال جليلها، ثم عاش ما تبقى له من عمر معينا لإخوانه الملوك الميامين فكان نعم الساعد ونعم المعين، مستشاراً أميناً وعضداً قوياً، وقد اختصه الله بعدة خصال يأتي في مقدمتها التواضع الجم والزهد في المناصب وحب الخير والتفاني في خدمة الناس، وقد عرف فيه إخوانه هذه الخصال فقدروها له وأنزلوه بينهم منزلته التي تليق به، وأحبه بها الناس فلم يعرفه أحد إلا وكان شاكراً له فضله وكرمه أو ذاكراً له جميل عمله، فكان هذا أعظم ما قدم بين يدي الله وأفضل ما ترك في الناس من بعده يذكرونه به ويحفظون له الوفاء والذكر الحسن.
فوق المناسبات
وإذا كان الناس قد اعتادوا الكتابة عن الشخصيات في المناسبات، فإن الكتابة عن أفذاذ الرجال لا تحتاج إلى مناسبات، لقد لفت نظري الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير هذه الصحيفة إلى كتاب قيم عن سمو الأمير محمد بن عبدالعزيز من تأليف الأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد مؤرخ الملوك والأمراء، وقد عرفت الأستاذ الرويشد من خلال مؤلفاته باحثاً جاداً ومؤرخاً وصادقاً وكاتباً مخلصاً ومحباً لمن يكتب عنهم، وقد وثق في هذا الكتاب لمراحل حياة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز - رحمه الله - توثيقاً جامعاً شاملاً ذيَّله بملحق احتوى على أهم ما كتب عنه رحمه الله بعد وفاته، فكان ما سالت به تلك الأقلام فيضاً من حب ووفاء، وقد وضع المؤلف كتابه في ستة أبواب، وهي حقيقة أربعة لأن ملاحق الصور والمقالات المرفقة لا تعد من أبواب الكتاب لأنها ملاحق، وهو كتاب جدير بالقراءة وأفدت منه كثيراً.
تعرض الكاتب فيه لحياة الأمير محمد بن عبدالعزيز في طفولته ونشأته في كنف أبيه وما تميز به من صفات منذ صغره، وتوقف ملياً عند منهج الملك عبدالعزيز في تربية أولاده كما وصف مجالسه التي يحضرها هؤلاء الأبناء وما يتعلمونه في هذه المجالس، وكان أهم ما تعلمه الأمير محمد بن عبدالعزيز في هذه المجالس المقدرة على إدارة دفة الحديث فقد كان رحمه الله يتحدث على (سجيته بتلقائية وعفوية يطلقها بكلمات عادية وهو يبتسم، وغالباً ما تكون كلماته مليئة بالتعبير المناسب والأمثال والنكتة أحياناً، والتورية إذا تطلب الامر ذلك، مما يجعل المستمع مستمتعاً لو استرسل سموه في الحديث.. وعندما يتحدث تكون شخصيته جذابة تتصف بالشفافية، ولعل سر ذلك هو إحساسه الدائم بالآخرين، حيث يمتزج التواضع والتسامح بالهيبة والوقار. ومن صفاته المشهورة الكرم، الذي يصل إلى مشارف الإسراف فقد كان لا يمنع سائلاً ولا يتوارى عن أداء واجب مهما كلفه ذلك).
وتعلم الأمير محمد بن عبدالعزيز ميزة العمل في صمت دون محاولة إظهار ما يعمله أو ما يقوم به من جهود لخدمة الوطن أو لخير المواطنين وعامة المسلمين في كل المجالات، وهو ما شهد له به المؤلف على ألسنة شهود عصره ورفاق حياته (مما جعله محل ثقة والده ومواطنيه وإخوته الملوك والأمراء الذين كانوا يرون فيه العميد الأكبر لأسرتهم لما يتمتع به من اقتدار وتضحية وإنكار للذات في سبيل المصلحة العامة والمصلحة الخاصة، وانه الأوحد أو من القلائل في كبار الأسرة الملمين بقضايا الأسرة، ولديه كل القدرة للتوصل إلى نقاط التوازن التي تحفظ للجميع الثوابت ودوام الاستمرارية.. حيث نجح سموه رحمه الله في العديد من المهام التي قام بها في إصلاح ذات البين، ومن بينها كثير من المسائل الشائكة والمعقدة، حيث استطاع بما وهبه الله من حكمة وهيبة ومن تعلق الجميع به أن ينجز كل تلك المسائل بقدرة طبيعية واستعداد فطري متميز وربما يعود الفضل في ذلك إلى صفة أهلته لأن يكون كذلك، تلك الصفة هي زهده في المناصب والوظائف، وتفضيل عاطفة الابوة والحب للجميع، وتبدت فيه تلك الصفة أكثر ما تبدت في العناية والرعاية اللتين شمل بهما إخوته وأبناءه وكل من حوله).
وتوقف المؤلف عند أهم حدث تاريخي شارك فيه سمو الأمير محمد بن عبدالعزيز، وهو إسناد الملك عبدالعزيز له قيادة الجيش الذي حاصر أسوار المدينة المنورة ودخولها سلما في 23-4- 1344هـ، كانت قيادة المدينة المنورة وأهلها قد رفضوا تسليم المدينة المنورة لفيصل الدويش الذي عرف بالسلب والنهب - وتمرد على الملك عبدالعزيز فيما بعد - وطلبوا من الملك إرسال أحد أنجاله الأبرار فاختار الملك عبدالعزيز ابنه الأمير محمد الذي كان في السابعة عشرة آنذاك، وعلى حداثة سنه تعامل بحكمة ووعي واقتدار، فدخل مدينة رسول الله خاشعاً متبتلاً متوجهاً للصلاة في المسجد النبوي الشريف ثم توجه مع رجاله لزيارة قبره صلوات الله وسلامه عليه للسلام عليه فأزال من روع أهل المدينة شكوك الشبهات وأسكت أقاويل المرجفين فأحبوه وأنزلوه منزلته التي تليق بأبيه.
البطل المقدام
وقد شارك الأمير محمد بن عبدالعزيز إلى جوار والده الملك عبدالعزيز في فرض الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد، ووقف إلى جنب والده في عدد من معارك التوحيد تأتي في مقدمتها معركة (السبلة). ويروي الكاتب موقفاً مؤثراً بين الملك عبدالعزيز وابنه الأمير محمد حين أصر الأمير الصغير على خوض المعركة وأصر الأب على إبعاد ابنه عن نارها خوفاً عليه لصغر سنه، وصراع عاطفة الأب في قلب الملك عبدالعزيز ثم توكله على الله والسماح لابنه بدخول الحرب، وهذه الشجاعة والإقدام جعلا الملك عبدالعزيز يرسل ابنه الأمير محمد بن عبدالعزيز لقيادة جيش يساند القوة السعودية التي توجهت لليمن سنة 1350هـ بعد نشوب الخلاف مع الإمام يحيى حميد الدين إمام اليمن. وفي 5-12-1350هـ عينه الملك عبدالعزيز نائباً للأمير فيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس الوكلاء آنذاك.
وكعادة الملك عبدالعزيز في إرسال أبنائه الأصغر سناً مع الأكبر سناً إلى رحلات إلى خارج البلاد، أرسل ابنه الأمير محمد بن عبدالعزيز معية أخيه الأكبر الأمير سعود بن عبدالعزيز ولي العهد في رحلة طويلة إلى عدد من الدول الأوروبية سنة 1356هـ بدأت من مصر بحراً إلى فرنسا ثم بريطانيا تحاورا فيها مع أقطاب تلك الدول وخاصة بريطانيا فيما يخص الحقوق العربية تنفيذاً لتوجيهات والدهما الحكيم، اكتسب الأمير محمد بن عبدالعزيز في هذه الرحلة حنكة ودراية وخبرة في العلاقات الدولية.
وكان من الطبيعي أن يبعث الملك عبدالعزيز ابنه محمداً إلى اليمن سنة 1359هـ لرأب الصدع وتوثيق الصلات مع الجار القريب، وقد استقبل الأمير محمد بن عبدالعزيز بحفاوة بالغة من إمام اليمن وأبنائه ومن الشعب اليمني واستمرت زيارته قرابة العشرين يوماً، عاد بها الود واكتمل الصفا، وذاق بها الطرفان حلاوة الإخاء، وقد عكست صحف ذلك ابتهاج الشعبين السعودي واليمني بهذا اللقاء المثمر الذي حققه الأشقاء.
وفي سنة 1364هـ قام سمو الأمير محمد بن عبدالعزيز برحلته التاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بصحبة أخيه الأكبر فيصل بن عبدالعزيز ومعهما أخوهما الأصغر فهد بن عبدالعزيز - رحمهما الله جميعاً - وشهدوا حفل اجتماع الأمم المتحدة الذي انعقد في سان فرانسيسكو حيث كان الفيصل - رحمه الله - وزيراً للخارجية وممثلاً لوالده الملك عبدالعزيز حيث أعلنت المملكة تضامنها مع الأمم المتحدة في تصريحها بإعلان الحرب على ألمانيا واليابان الصادر في أول يناير 1942م. وقد اكتسب الأميران محمد وفهد خبرة ودراية سياسية باللعبة الدولية وعلاقاتها المتشابكة من خلال صحبتهما لأخيهما المحنك فيصل بن عبدالعزيز الذي كان ينفذ توجيهات والده في الخصوص.
مع روزفلت وتشرشل
وفي اللقاء التاريخي للملك عبدالعزيز مع قطبي السياسة العالمية آنذاك الأمريكي روزفلت والبريطاني تشرشل اختار الملك عبدالعزيز ابنيه محمد ومنصور لمرافقته دون سائر أبنائه، وفي هذا اللقاء استكمل الأمير محمد بن عبدالعزيز صورة التعامل مع الأطراف الدولية والتجاذب في السياسة العالمية التي بدأها برحلة سان فرانسيسكو مع أخيه الفيصل تلقنها في هذه الرحلة من أبيه مباشرة، ورأى الأمير محمد بن عبدالعزيز كيف احتفى هذان الزعيمان العالميان بوالده العظيم وكيف كانا يقدرانه ويجلانه ويحسبان لكل كلمة من كلامه ألف حساب. ورأى الأمير محمد بن عبدالعزيز والده يترك أثراً كبيراً في الرئيس روزفلت ورأى روزفلت متأثراً بما قاله الملك عبدالعزيز خاصة فيما يخص قضية فلسطين، اعترف روزفلت بالحق الفلسطيني لأول مرة، وبدا مقتنعاً برأي الملك عبدالعزيز الذي قال له إن الحل أن يعود اليهود كل إلى الوطن الذي جاء منه ولن تكون هناك مشكلة لاجئين يهود ولكن سيوجد لدينا لاجئون فلسطينيون. يقول المؤرخون إن روزفلت عاد إلى بلاده مقتنعاً بفكرة عدم تأييد قيام دولة لليهود في فلسطين، ولو امتد به العمر لما قامت دولة إسرائيل سنة 1948م ولكنه مات قبلها بسنتين، وهذا ما استوعبه الأمير محمد بن عبدالعزيز في ذلك الاجتماع.
وحضر سمو الأمير محمد بن عبدالعزيز اللقاء التاريخي الآخر بين الملك عبدالعزيز ورئيس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرشل الذي انعقد في فندق الأوبرج على بحيرة قارون بمنطقة الفيوم بمصر، ورأى الأمير محمد بن عبدالعزيز كيف تعامل والده العظيم مع زعيمي أكبر دولتين في العالم. واختلاف هذا التعامل بناء على موقف كل دولة منهما من قضايانا العربية، فقد استغرق اجتماعه بالرئيس روزفلت أربع ساعات بينما استغرق اجتماعه بتشرشل ساعة واحدة دون تجاهل لما تقتضيه المجاملة والدبلوماسية السياسية ولكن بلا لبس أو كذب أو خداع فالصدق والصراحة كانا منهج الملك عبدالعزيز في كل صغيرة وكبيرة، وقد حظي سمو الأمير محمد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بزيارة ثانية للولايات المتحدة الامريكية تلبية لدعوة روزفلت للملك عبدالعزيز الذي انتدب لها ابنه الفيصل مصطحباً معه أخويه الأصغر منه سناً الأمير محمد بن عبدالعزيز والأمير خالد بن عبدالعزيز وكان هذه الزيارة خطوة متقدمة في التمكن من التحاور السياسي للأميرين الصغيرين.
وفي رحلة الملك عبدالعزيز التاريخية لمصر سنة 1365هـ كان الأمير محمد بن عبدالعزيز أكبر أنجاله بين المرافقين، ورأى كيف تحتفي أكبر دول العالم العربي بوالده العظيم، وكيف تدافع نحوه أبناء الشعب المصري محبة وإعجاباً، احتفت مصر بالملك عبدالعزيز كما لم تحتف بزعيم عربي ولا أجنبي قبله. ورأى الناس وسمعوا الملك عبدالعزيز يؤذن للصلاة مكبراً بنفسه عندما حان وقت الصلاة وهو يزور جامعة فؤاد الأول، ورأى الناس الأمير محمد بن عبدالعزيز متأثراً بالأذان بصوت والده، وسمعوه يقول في خشوع: هذه أول مرة أسمع صوت والدي يرفع الأذان منذ عشرين سنة! وكان رفع الملك عبدالعزيز للأذان بصوته وتأثر ابنه الأمير محمد به حديث الساعة في صحف مصر وإعلامها وحديث الناس لعدة أيام.
عاشق فلسطين
وعندما نفذت المؤامرة الدولية وأعلن قيام دولة إسرائيل في فلسطين سنة 1948م، كان الخبر طعنة قوية في قلب الملك عبدالعزيز الذي لم يشعر يوماً بالقهر والضيم كما شعر به في ذلك اليوم، لقد عاش الملك عبدالعزيز حياته كلها منتصراً لكنه مات منكسراً مقهوراً بسبب ما حدث لفلسطين، ويومها تنادى الشعب السعودي عن بكرة أبيه لنصرة فلسطين وتشكلت في الرياض لجنة لإغاثة فلسطين ترأسها سمو الأمير محمد بن عبدالعزيز بتوجيه من والده الذي عنه حماسه وغيرته وحبه لفلسطين، اجتمع الأمير محمد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بجموع الشعب في الرياض وقام مع الشيخ محمد بن إبراهيم ومجموعة من كبار العلماء بما تقتضيه الظروف والإمكانات من أجل نصرة شعب فلسطين.
وعلى هذا النهج عاش صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود يخدم دينه ووطنه وأمته ويخلص النصح والعون لإخوانه الملوك الميامين مؤمناً بأن العمل في صمت خير له من العمل في العلن، وكل ميسر لما خلق له، وقد تنازل في سبيل ذلك عن المناصب، وعن ولاية العهد لأخيه الأمير خالد بن عبدالعزيز واعتذر لأخيه الملك فيصل عن رضا وطيب خاطر وقال كلمته الشهيرة: (نحن جميعاً خدام لهذا الشعب.. الشعب النبيل الذي التف حول قادته في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد. ومن واجبنا أن نكرس جميع جهودنا وطاقتنا لخدمته.. وخدمة الشعب لا تعني التربع على كرسي الحكم.. فهناك مجالات واسعة لتحقيق هذا الهدف، هي في نظري أكثر نفعاً وأجدى فائدة.. وقد عاهدت الله على أنني سأتعاون صادقاً مع من يختاره جلالة الملك ولياً للعهد).
وكتب للملك فيصل بن عبدالعزيز خطاباً جوابياً تاريخياً يوضح له فيه موقفه من هذه المسألة هذا نصه:
الإيثار العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبدالعزيز إلى جناب جلالة الأخ الملك فيصل بن عبدالعزيز - حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فقد تلقيت خطاب جلالتكم رقم 56-2 تاريخ 22-9-1384هـ الذي تطلبون فيه إبداء وجهة نظري في أمر ولاية العهد، والذي يرى جلالتكم أنه عنصر أساسي من عناصر استمرار الحكم ورسوخه في هذه البلاد التي بدأت تنعم بالطمأنينة والاستقرار، وتتطلع لحياة أفضل، بعد أن عصفت بها تيارات مختلفة من داخلية وخارجية.
وإني لأشكر جلالتكم من الأعماق على ما احتواه كتابكم من شعور نبيل وتقدير بالغ للجهود التي بذلتها، والمساهمة الفعالة التي أسهمت بها في سبيل إقرار الوضع وتجنيب البلاد الفتن والكوارث.. وإن كنت أعتقد أن ما قمت به ما هو إلا واجب نحو أمتي وبلادي.
هذا وإني إذ أشاطر جلالتكم الرأي، فإنه لابد من اختيار ولي للعهد، لأن ذلك، كما تفضلتم، عنصر مهم لاستمرار الحكم على أسس ثابتة الأركان قوية الدعائم.
أرجو أن يسمح لي جلالتكم أن أبين وجهة نظري فيما يتعلق بشخصي بكل صراحة وهي: أن ميادين العمل لخدمة الشعب ليست وقفاً على المناصب والألقاب، وهناك مجالات واسعة ومتعددة تمكن كل فرد من أفراد شعبنا العزيز من تأدية واجبه في خدمة بلاده.
إنني وإن كنت المرشح الأول لمنصب ولاية العهد، إلا أنني أفضل أن أكون جندياً مخلصاً يعمل تحت لوائكم، وبوحي من إرشاداتكم بعيداً عن مظاهر الرتب والألقاب، يشد أزركم ويوحد الصفوف لمواصلة العمل في ظل قيادتكم الرشيدة التي لمس الجميع آثارها في الداخل والخارج، وإذا جاز لي أن أرشح أحداً لشغل منصب ولاية العهد، فإنني أرى في أخي الأمير خالد بن عبدالعزيز من الصفات ما يجعله أهلاً لذلك، راجياً من الله أن يلهمكم التوفيق والسداد، وأن يحفظ جلالتكم من كل سوء.. مولاي.
محمد بن عبدالعزيز
الرياض
حرر في 23-9-1384هـ
في سبيل هذا الهدف السامي خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الوطن والولاء له ولحكامه الميامين عاش صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز حياة حافلة بقوافل الخير وبالأعمال العظيمة التي قدمها بين يدي الله سبحانه خالصاً لوجهه الكريم حتى توفاه الله في 16-4-1409هـ عن عمر ناهز الثمانين عاماً رحمه الله وغفر الله وأسكنه فسيح جناته وأحيا ذكراه العطرة قدوة لغيره في السيرة الحسنة والعمل الصالح والخير العميم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved