Saturday 8th October,200512063العددالسبت 5 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

قراءة عذبة في ملامح الوطنقراءة عذبة في ملامح الوطن
محمد بن عبدالعزيز الموسى - بريدة

يأتي اليوم الوطني المجيد.. في لون جديد.. حاملاً مشاعر الترقب، ولم تزل شلالات الانتماء تواصل الهطول، في أَمْسِيَة الوطن الغالي المسافر في أعماقنا حباً وامتزاجاً.
اليوم الوطني ذكرى غالية، ومآثر باقية، نشرع فيه بوابات الاحتفاء بأمجاد الوطن ونستلهم ملحمة البناء، ومسيرة العطاء.
يجيء اليوم الوطني ليحرك في أعماقنا هذا الانتماء الندي ويثير مشاعر الانصهار في بوتقة الوطن، إنها قراءة عذبة في ملامح الوطن، أرسم فيها مقاطع عشق متوهج، وأسكب بوح انتماء متأجج، يا رعاكِ الله يا تلك الخريطة.
ومضيت أفتش عن لغة بحجم هذا العرس الوطني البهيج الذي يفتق في ذواتنا أكمام الارتباط العميق بأرضنا الطاهرة.
اليوم الوطني يشمل في آفاقنا ذكرى توحيد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله تعالى- للمملكة حيث قاد مسيرة الوحدة ورسم أروع معاني البطولة الفذة والكفاح النادر ليغير مجرى التاريخ وينشر الأمن والاستقرار في ربوع هذه البلاد المباركة، تحت ظلال الشريعة الغراء رافعاً راية التوحيد.
إننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة نستلهم كفاح المؤسس العظيم وما قام به من بطولات من أجل توحيد هذا الكيان الكبير وترسيخ قواعد الوحدة الوطنية المباركة، حيث توحدت الصفوف واجتمعت القلوب ورفرفت راية الشريعة في أجواء هذا الوطن الشامخ.
يأتي اليوم الوطني بعد أسابيع قليلة من المبايعة التاريخة المباركة عندما تدفق آلاف المواطنين لإعلان المبايعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في موقف وطني عظيم يعكس أروع صور التلاحم بين الشعب والقيادة.
حقاً ما أروع أن تمارس إبحاراً ماتعاً في أعماق الوطن وتقرأ تفاصيل هذا العشق المتنامي المحفوف بطقوس الامتزاج وبترانيم الاندماج.
الوطن: تلك المفردة المتوهجة المتشحة بخيوط الشموخ.. الوطن: هذا الهاجس الجميل الذي يسكن الذاكرة، الوطن: امتداد واعتداد، وتاريخ تفخر به المداد.. وطن تسمق فيه النخيل، وتزهو الجبال، وتثمر الآمال.
نعم.. ما أروع أن نقيم حواراً ماتعاً معك أيها الوطن لنقدم إليك شيئاً من ملامح الاحتفاء في هذا العرس البهي، ونحتسي فناجين الوطنية الحقة.
عذراً أيها الوطن الغالي: أنت ما زلت قاموساً عامراً بمفردات العطاء، لقد صرنا نقرؤك عشقاً ونتهجاك انتماء ونرسمك نقشاً مضيئاً في حنايا نفوسنا المسكونة بآثار هذا الامتزاج.
ومضينا نمارس عزفاً منفرداً على وتر الوطنية لنعيد تشكيل دوائر ذواتنا إمعاناً في الارتباط بك، فمرحى لنا بهذا الهطول، الذي تنتشي به الحقول.
وها هو اليوم الوطني يطل علينا حاملاً تباشير الخير، ايه أيها الوطن الشامخ، مضينا نهبك نبض حروفنا، وصفاء قلوبنا، وسعة أحداقنا، وبياض أيدينا، مضينا نمنحك بوابة العبور إلى قلوبنا المثقلة بسحائب محبتك، نمعن في رصد تفاصيل هذا الاحتفاء المكتظ بقناديل البهجة، ولم نزل نصافحك بأكف ندية وقلوب نقية، ونوقع إمضاءات الانتماء في مرايا الزمن.
عذراً أيها الوطن المبحر في أعماقنا، رعاك الله وزادك عزاً ومجداً، يا مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، يا نهراً يفيض بالإيمان وبمواقف العطاء، حقاً تعجز القصائد، وتقصر القوافي عن وصف مشاعرنا المسكونة بالتدفق تجاه الوطن الغالي.وظللت أيها الوطن الشهم نبضاً مسافراً في أعماقنا، نرسمك عبر حرارة حرف، وتوهج قافية، وروعة انفعال، وما زلنا نقتنص لحظات الإبحار معك، نمارس نزوحاً عذباً فوق تضاريسك الرحبة، وسفراً ماتعاً بين آفاقك الندية، ونقلب صفحات خالدة، ومواقف رائدة في سجل مجدك الراسخ.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved