عُرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل توليه مقاليد الحكم صرامته في الحق، وعُرف عنه التصاقه بالشعب عبر احتكاكه المباشر بشرائح المجتمع المختلفة والوقوف عليها بنفسه وتلمس حاجاتها عن قرب عبر استقباله المواطنين ومساعدة كبار السن وعبر المجالس المفتوحة، ولا أريد الإسهاب في أمور يعرفها عنه أبناء الوطن، ولكن اللافت للنظر والمثلج للصدر استهلال خادم الحرمين الشريفين بأمور تثير الإعجاب ولا تصدر هذه الأمور إلا من قلب عرف الله حق المعرفة وتشبَّع بالإيمان والتوحيد، فلا غرو فهو ابن عبدالعزيز آل سعود. 1- فأول هذه الأمور تشييع جنازة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - التي أرادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذه البساطة متوافقة مع هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. 2- أمره الكريم بأن يُخاطب بكل تواضع بخادم الحرمين الشريفين امتداداً لمسيرة الفهد رحمه الله. 3- نهيه وزجره في أن يخاطب ب(سيدي - مولاي - جلالة الملك) لأن صاحب الجلالة هو الله عزَّ وجلَّ، وكذلك المولى هو الله جلَّ وعلا، وهذا كمال العبودية لله سبحانه وتعالى، ولا تصدر إلا من قلب مفعم بالإيمان وشخص لا يطغيه الملك ولا الشهرة عن تذكّر عظمة الله سبحانه. 4- عفوه عمن أراد قتله، وهذه خصلة من شيم الكرام، وهي العفو عند المقدرة. 5- استمرار النهج الذي اختطه المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وهو أن القرآن الكريم هو دستوره والإسلام منهجه، وهذا هو الذي وحَّد الشعب عليه، وقد لاحظنا كيف أن الشعوب التي جعلت دستورها آراء البشر واجتهاداتها تتصارع وتتطاحن. 6- نهيه وزجره حفظه الله من الانحناء له معلِّلاً ذلك تعليلاً شرعياً بأن الانحناء لله والركوع لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، ونهيه أيضاً رعاه الله عن تقبيل اليد لأن ذلك لا يكون إلا للوالدين وأن هذا مخالف لديننا وقيمنا. هذه الأمور مجتمعة تحتاج إلى شرح وشرح وتفصيل ووقفات عند كل واحدة منها. أقول: عبدالله بن عبدالعزيز أبشر بالنصر والتمكين بحول الله وقدرته طالما هذا منهجك. وعندما أكتب هذا فهو إعجاب وتقدير وتثمين لهذه الأمور التي هي من صميم العقيدة.
* مدير العلاقات العامة بفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينة المنورة |