حقا إن اليوم الوطني مناسبة تذكر المواطن السعودي بحكمة الموحد خلال سرحة الأمل التي عاشت تخامر الملك عبدالعزيز- رحمه الله- عندما فكر في الإطلالة على عالم توحيد المملكة العربية السعودية. صحراء، وجبل، نفس. وروح ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- ما ان استوى على مجد هذه الأمة حتى رسم الخطوط الأولى التي تترجم على خاطره وكان يعرف تمام المعرفة أن أمة بدون علم لا تستطيع أن تقف أمام موجات الحياة، وما تحمله في طياتها من جديد، فانبرى- رحمه الله- ليعلي شأن التعليم، فأكرم العلماء وقربهم إليه، وها نحن اليوم في ذكرى اليوم الوطني نرى انعكاس نواة النهضة التعليمية. أمل كان يلوح في الأفق.. فأصبح حقيقة ملموسة ومنظورة، فها هي المملكة العربية السعودية تضاهي أمم الأرض بأبنائها الأبرار الذين رضعوا لبن المجد بين جنبات صحرائها وجبالها الشم، وها هم يقودون سفينة الحياة بروح الإصرار والعزيمة وتحد للصعاب. عندما يستلهم المرء في هذه المملكة الذكرى لا يغادره من بؤرة الشعور أولئك الرجال الذين قادوا مسيرة التعليم في هذا الوطن الغالي علينا جميعا.. وعلى رأسهم فقيد الأمة العربية والإسلامية- غفر الله له- الملك فهد بن عبدالعزيز أسكنه الله فسيح جناته، وأصلح من بعده ووفق ولاة الأمر وأيدهم بالنصر والتمكين، وحمى هذا الوطن من كل مكروه.. ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن الملك فهد بن عبدالعزيز- غفر الله له-. وضع أسس هذه الانطلاقة التعليمية الكبرى التي نعيشها الآن ونجني ثمارها من مدارس، وكليات، وجامعات.. وكما قال الشاعر:
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل فوق ما فعلوا |
إذن انعكاس اليوم الوطني على التعليم في المملكة قمة تتحدى عنق المجد وتتسع باتساع الأفق.. وها هم أبناء المملكة يجاوزون شرائح السمو في عالم الإنسان لكي يثبتوا للأمم جدارة الإنسان السعودي وحسن قيادته وتعريف ورسم الرؤية بكل جدارة واستحقاق والرأي الواثق. الأمن والاستقرار عندما انطلق الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- لتوحيد هذا الكيان المترامي الأطراف، كان تفكيره أيضا منصبا في إرساء قواعد الأمن والاستقرار على أساس من الحكمة والدراية.. لأنه كان يعرف تمام المعرفة أنه لا حياة بدون أمن واستقرار، فكان له ما أراد (الأمن) هذه الكلمة الصغيرة في كتابتها الكبيرة والكبيرة جدا في معناها، وقد أدرك ذلك صقر الجزيرة- طيب الله ثراه-. بعد نظره وإيمانه القوي بالله عز وجل، وها نحن أبناء هذا الوطن الذي تربينا تحت سمائه، وأكلنا من خيراته وشربنا من مائه العذب الصافي: نعم عاهدنا الله أن نكون عيونا ساهرة على أمنه واستقراره بعد التوفيق من الله عز وجل.. الأمن والأمان الذي تحسدنا عليه كثير من الدول نحمد الله عليه ويديمها نعمة.. سوف نظل نحكي للأجيال القادمة تفاصيل هذه الخطوة الجريئة التي من خلالها دخل الملك عبدالعزيز الرياض، ومعه عدد قليل من الرجال الأبطال الذين كانوا عونا له بعد الله عز وجل.. يدفعه في ذلك إيمانه القوي بالله وتحكيم الشريعة والدعوة إلى نصرة دينه.. قائلا الملك لله ثم لعبد العزيز، وقد كان معه الرجال الأبطال الذين سوف يخلد التاريخ الحديث أسماءهم بأحرف من ذهب- أسكنهم الله فسيح جناته-. إن هذه الذكرى قليلة في حق هذا الزعيم ورفاقه، ولا توازي ما قاموا به من تضحيات.. ولكن عزاءنا الوحيد هو الفخر والاعتزاز بهم، لك الرحمة يا صقر الجزيرة. بإيمانك القوي وعزيمة الرجال الرجال الأبطال ثبتت دولتك المترامية الأطراف، بالإرادة القوية استطعت أن تبني دولة عظيمة كانت تحيط بها عدة عوامل: منها الفقر والجهل والمرض، وها نحن نقطف ثمار ما قمت به، إذا ومن هذا المنطلق مهما قلنا فيك من عبارات الثناء والفخر لن نفيك حقك.. لقد علمتنا دروسا لن ننساها وهي المحافظة على أمن واستقرار هذا الوطن، وسوف نكون بحول الله خير خلف لخير سلف سنضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره، وهذا جزء من الرسالة المطلوبة منا نحو الدين والمليك والوطن.. راجين أن نكون عند حسن ظن من قلدنا هذه الرسالة.
|