* الدوادمي- حوار عبدالله العويس: يُقاس ارتقاء الشعوب بقدر ما تتقدم في مجال التعليم، ومواكبة الثورة المعلوماتية التكنولوجية التي يعيشها عصرنا الحاضر.. ومن هذا المنظور جاء قطاع التعليم في أولويات اهتمامات حكومتنا الرشيدة، فتحققت تلك النهضة التعليمية الشاملة في بلادنا الغالية. ولأهمية تداول الآراء حول هذا الجانب التعليمي، التقت (الجزيرة) بمدير التربية والتعليم والمشرف على تعليم البنات بمحافظة الدوادمي عبدالله بن سعد الضويان، حيث كانت إجاباته تتسم بالوضوح والشفافية في ثنايا الحوار التالي: * تمثل محافظة الدوادمي الرقم الثاني بين محافظات منطقة الرياض سكانياً وجغرافياً، وهذا الاتساع يستدعي إيجاد مراكز إشرافية.. فهل يتفضل سعادتكم فإعطائنا إيماءات إحصائية مختصرة لترجمة أعداد المراكز الإشرافية التابعة للإدارة والمدارس والمعلمين والطلاب؟ في الحقيقة إدارة التربية والتعليم تشرف على خمسة مراكز إشرافية وهي: مركز إشراف الدوادمي ويتبعه 63 مدرسة، ومركز إشراف نفي ويتبعه 41 مدرسة ومركز إشراف الجمش ويتبعه 45 مدرسة، ومركز إشراف السر ويتبعه 55 مدرسة، ومركز إشراف البجادية ويتبعه 46 مدرسة وإجمالي مدارس المحافظة 250 مدرسة وعدد طلابها 20681 طالباً يدرسهم 2533 معلماً. وعن اليوم الوطني قال الضويان: اليوم الوطني يوم عزيز علينا جميعاً، وتعجز العبارات عن وصف مشاعرنا الجياشة في هذه الذكرى الغالية التي وحد الله فيها على يد الملك عبدالعزيز أرجاء البلاد.. وعم الرخاء والاستقرار الذي أرسى قواعده يرحمه الله، ثم جاء من بعده أبناؤه البررة ليكملوا المسيرة وليعم الاستقرار وينتشر العلم في جميع أنحاء البلاد، فجزى الله الملك عبدالعزيز وأبناءه من بعده كل خير وأدام علينا نعمه التي لا تحظى في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. وعن الاستعدادات للعام الدراسي هذا العام فقال: تمت الاستعدادات اللازمة قبل بدء العام الدراسي وذلك بعقد عدد من الاجتماعات مع رؤساء الأقسام ذات الاختصاص وتم التركيز على استكمال التجهيزات اللازمة من مقررات ومقاعد دراسية وإجراء حركة النقل الداخلي وصيانة المباني، وذلك بتضافر الجهود وعزم الزملاء في الإدارة، كل ذلك بتوجيه ومتابعة معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد ومعالي نائبه الدكتور سعيد بن محمد المليص. وفي سؤال عن المحسوبيات قال مدير التربية والتعليم في محافظة الدوادمي يتركز العمل التربوي على تحقيق المصلحة العامة، وتوجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله- تنص على العدل وحفظ الحقوق وهذا هو ديدن وزارة التربية والتعليم.. فلا مجال للمحسوبيات والمجالات في العمل التربوي. وعن توازن التخصصات في المدارس في الحقيقة مصلحة الطالب هي الهدف الأول في العملية التربوية، وتوازن التخصصات مهم وضروري ونحرص على ذلك من خلال تسديد احتياج المدارس بالمعلمين، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في ذلك وأكملنا النقص -إن وجدت- بخريجي معاهد المعلمين بعد تحديد التخصصات التي تميزوا فيها، هذا بالنسبة للمرحلة الابتدائية، أما المرحلتان المتوسطة والثانوية فلا يوجد أي نقص في التخصصات. وفي سؤال عن تكليف المعلم بنصاب 24 حصة إضافة إلى الأعباء كالنشاط الطلابي والإشراف وغيره.. فما الحوافز التي أعدتها الإدارة لهم قال: بالنسبة لنصاب المعلم فهذا نظام وزارة التربية والتعليم، وبالنسبة للتكريم فالإدارة تقوم بتكريم المتميزين من المعلمين، كما أن المتميزين لهم الأولوية في المفاضلة وهذا يؤخذ دائماً في عين الاعتبار، فالمعلم المتميز يستحق منا الكثير. وعن المدارس المستأجرة التي تعتبر من المعوقات، إذ لا تتوفر فيها جميع المقومات الضرورية للتعليم قال: لقد قطعنا شوطاً كبيراً في إحلال المباني الحكومية في أغلب مدارس المحافظة وذلك بفضل الله ثم بفضل خطط وزارة التربية والتعليم الرامية إلى استبدال المبنى المستأجر بمبنى حكومي حرصاً على راحة أبنائنا الطلاب ووصولاً بالعملية التربوية والتعليمية إلى أهدافها، وقاربت نسبة المباني الحكومية 70% من عدد المباني المدرسية. وفي قضية عزوف المعلمين عن إدارة المدارس قال الضويان: تعتبر إدارة المدارس من المناصب المهمة في العملية التربوية، واختيار مديري المدارس يتم من قبل لجان شكلت لهذا الغرض، وبالنسبة للعزوف الذي تحدثت عنه فهو قليل ولله الحمد في إدارتنا، والوزارة تعطي مديري المدارس من الاهتمام الكثير حيث الدورات التدريبية والمشاركة في عدد من المجالس التربوية، وبالنسبة للحافز المادي أعتقد أن الوزارة تبحث ذلك وقد تكون بصدد شيء ما حول هذا الأمر، وقد تعودنا منها السعي الجاد والحرص الشديد للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية وجميع مقومات العمل الناجح. وعن توفر الكوادر المؤهلة لقيادة التعلم اختيار الكوادر يتم وفق أنظمة وشروط حددتها الوزارة وأي نجاح يعتبر بجهود الجميع، وأحمد الله أن من على هذه الإدارة بأن جميعهم من الكفاءات المؤهلة والكوادر المتميزة والقيادات التربوية التي كانت ناجحة وموفقة في أعمالها قبل الوصول إلى الإدارة. وعن الأحداث التخريبية المؤلمة قال الضويان: الإرهاب يعاني منه جميع دول العالم، حيث أزهقت الأرواح ويتم الأطفال، ورملت النساء ودمرت المكتسبات، وهذه الأعمال ابتليت بها بلادنا كسائر بلاد العالم، فأوصي جميع رجال التربية والتعليم القيام بدورهم التربوي وانتهاج الحوار مع أبنائهم الطلاب للوصول إلى الطريق المستقيم وحماية عقولهم من الأفكار الهدامة، والعمل يداً واحدة لحماية عقول الناشئة والالتزام بالوسطية والبعد عن الغلو والمحافظة على حب الوطن وحب ولاة الأمر وأخذ الفتوى من هيئة كبار العلماء، ولا يفوتني هنا أن أذكر أننا في كل لقاء مع منسوبي التربية والتعليم بالمحافظة، نؤكد دائماً على رفض الاجتهادات الفردية، ونطالب بالتشاور والتحاور واليقظة من أجل حماية عقول الناشئة وبث روح التسامح والمحبة بين الجميع، فدين الإسلام ما جاء إلا لعبادة لله وحدة وخير سبيل لدعوة الناس إلى هذا الدين القويم قوله عزّ وجلّ: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل.
|