Friday 7th October,200512062العددالجمعة 4 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

محللون سياسيون يؤكدون أن مخاطر تقسيم السودان ما زالت قائمةمحللون سياسيون يؤكدون أن مخاطر تقسيم السودان ما زالت قائمة
السودان يسير في طريق خطر وأمريكا اختطفته واعطته لأفريقيا

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عطيات عبد الرحيم:
قال متخصصون في الشأن السوداني إن مخاطر تقسيم السودان إلى شمال وجنوب ما زالت واردة طالما أن المشكلات التي أدت إلى التصعيد والتقاتل ما زالت قائمة مطالبين بتدخل عربي لانقاذ هوية السودان كما شدد الخبراء والمحللون السياسيون على ضرورة ايجاد حلول للمهمشين في السودان.
جاء ذلك في ندوة اقامها مركز سعد زعلول الثقافي بالقاهرة حول مخاطر تقسيم السودان شارك فيها السفير محمد يوسف سفير مصر سابقا بالسودان والدكتورة اجلال رأفت مستشار امين عام الجامعة العربية لشئون السودان والكاتب الصحفي المصري علي الشريف المتخصص في الشوؤن الافريقية.
قال السفير فؤاد يوسف إن المنطقة العربية بأسرها تمر بمرحلة مخاض صعب ويجب أن ننتبه لما يجري حولنا والسوادن منذ عام 1991 يسير في طريق خطر وقد قال أحد القيادين الامريكيين للصادق المهدي لماذا انتم كمعارضة سوادنية تقيمون في مصر مع ان القضية السودانية ليست عربية وانما هي افريقية !!
وهذا ما تم بالفعل، فالسودان اختطف من الجانب العربي إلى الجانب الافريقي والذي قام بهذا هي الولايات المتحدة ففي عام 1991 في مؤتمر فرانكفورت بين الجبهة الإسلامية السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان تم فيه لأول مرة موضوع حق تقرير المصير من قبل القيادي واليد اليمني للترابي علي الحاج علي ولام أكول ومنذ ذلك التاريخ استقر حق تقرير المصير في الفكر السياسي السوداني وايدته كل الأحزاب السودانية في اسمرا عام 1995 في مؤتمر القضايا المصيرية مع أن جنوب السودان يعتبر اقليماً داخل دوله وليس جزءاً مستعمراً من الخارج.
مشيرا إلى أن مصر دعت إلى حل مشكلة السودان عن طريق مؤتمر جامع لكل القوى السياسية السودانية على أن يتم ذلك تحت مظلة افريقية عربية وتشترك معنا أوربا والولايات المتحدة لان مشكلة السودان ليس مشكلة اقتسام غنائم وهذا ما حدث في كينيا فوضع المسمار في عملية تقسيم السودان وهذا ادى إلى رفع السلاح في غرب وشرق السودان والشمال ايضاً سيحمله قريباً وكان من الممكن أن يتم عدالة حقيقية داخل السودان وهو موحد فلا يجوز أن يقسم اولاً ثم تعطي الحقوق ثم نعمل مرة اخرى على وحدته، فالجنوب السوداني بموجب اتفاق السلام اخذ كل حقوق الدولة المستقلة في اطار كونفدرالي هش جداً، (جيش مستقل، بنك مركزي، برلمان مستقل).
فمن الصعب أن يدخل مرة اخرى في دولة موحدة ودارفور وشرق السودان يسيران الآن في نفس الاتجاه وهذا سيؤدي إلى عدم الاستقرار بالسودان وبالتالي عدم استقرار بمصر وعلى الدول العربية الآن المشاركة في تنمية جنوب السودان، فالدول الغربية والولايات المتحدة وضعوا 4.7 مليار دولار لجنوب السودان في حين أن الدول العربية أرقامها مخزية. أما الدكتورة اجلال رأفت فأوضحت أن الهاجس الآن في مشكلة السودان هو تمزقه وليس انفصال الجنوب أو عدمه، ومشكلة الهوية السودانية ستؤدي إلى ذلك فهناك رأيان متناقضان في هذا الجانب احدهما يشير إلى ان السودان دولة عربية والثاني يتحدث عن السودان الافريقي وهذا ناتج من سيادة ثقافة واحدة في دولة متعددة الثقافات ومنذ الاستقلال حتى الآن الثقافة العربية هي السائدة في السودان ولذا يجب ان نتحدث عن الهوية السودانية فقط دون الدخول في هذه التقسيمات للهوية بالسودان.
ومصر والدول العربية تركوا مجالاً واسعاً جداً للتأثير الافريقي الأمريكي الغربي على موضوع مفاوضات السودان بكينيا وبالأخص مصر إذا كانت داخل هذه المفاوضات حتى كمراقب كانت تستطيع أن تحدث توازناً بين الدول العربية والدول الافريقية المجاورة للسودان واتفاق السلام السوداني جاء من اجل حل مشكلة التهميش وعدم قبول الآخر والظلم في توزيع السلطة والثروة ولذا وزعت النسب بتدقيق شديد حتى لو قمنا بحساب هذه النسب بدقة تأتي نسبة 15 وزيراً ونصف !! من الخرطوم وهذا لا يصلح اطلاقاً لدولة شاسعة ومتعددة الثقافات والأعرق وحدثت بها كل هذه الحوارات السياسية ووحدة وطنية فقد تم فيها تنفيذ النسب حسابياً ولكن مضمونها لم ينفذ هذا بخلاف تهميش الشماليين انفسهم فقد تم اعطاء وزيرين فقط للأحزاب السياسية الأخرى وهي الغالبية الكبرى للسودانيين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved