Thursday 6th October,200512061العددالخميس 3 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

ويعود رمضان.. نتذكر الوجوه!! ويعود رمضان.. نتذكر الوجوه!!
سليم صالح الحريص

شهر فضيل يظلنا بروحانيته.. بقدسيته.. ويدثرنا بكل معانيه الروحية وعظمته وعلو شأنه بين سائر الشهور.. تتحول حياتنا.. تنقلب عاداتنا.. وتتغير أمور كثيرة.. نتحلى بصفات جميلة سرعان ما تنتهي مع انقضاء الشهر.. أقول لكم كل عام وأنتم ووطننا بألف خير ورخاء وسخاء وطمأنينة.
* يأتي رمضان حاملاً نفحاته الإيمانية والتي تغسل ما بالنفوس من صدأ وصديد دنيوي.. ويلبسنا إزاراً من روحانيته وخشوعه وكرمه.. إنه يوقظنا.. يذكرنا.. يجعلنا نتوقف لحظة أو لحظات نستعيد ملامح أشهر عدة طويناها من العمر.. بسرعة.. دون تأمل.. دون توقف نستذكر فيها كل خطوة مشيناها.. سرناها في دروب هذه الدنيا الفانية.
* لرمضان أمسياته.. وصورة ومذاق أيامه ونكهتها.. له طقوسه التي لا نجدها في سائر الأشهر.. رمضان يوقظ فينا الكثير.. نتذكر المعوزين والفقراء من أبناء جلدتنا..
نتذكرهم في رمضان دون غيره.. ونبادر لعونهم في رمضان دون الأشهر الأخرى.. نصل الأرحام فيه ونتوقف عن هذا التواصل في غير رمضان.
* رمضان يذكرنا.. نعم.. يعيدنا إلى رمضان مرّ في سنوات مضت.. تغيرات طرأت ومتغيرات ترسخت وتجذرت.. لكنه شهر يرسخ في ذاكرتنا وتعلق كثير من صوره لا يجتثها الزمن.. ولا تنال منها الأيام أو تقادم السنين..
في لحظات من يوم رمضاني تحضر أمامك صور كثيرة ووجوه كثيرة.. تنتابك حالة من اللاوعي.
نتذكر العديد من الوجوه التي صامت رمضان العام وما قبله.. نفتقدها هذا الرمضان.. تتذكر لحظات الإفطار وتلك الأيادي التي تشاركك إفطارك.. هذه اللحظات تفتح لك ملفاتك.. تجول بين محتوياتها.. إنها اختزلت لك الكثير فأيقظت فيك كل الشجن.. كل ما في ملفاتك ليس له وجود اليوم.. يعود رمضان.. تطل عليك الذكريات فتهيض المشاعر وتتدفق أوجاعك وتتسقى أوجانك.. تتساقط الدموع والذكريات وتذوب في مهجتك ألف لوعة ولوعة.. لا تنفك إلا بإطلاق الآهة الحرى التي اكتويت بها.. إنك شفق على من افتقدتهم في هذا الرمضان.. فكم هي الوجوه التي غابت.. والتي لم تصم رمضان معنا.. لم تشاركنا إفطاره.. ولا سحوره.. إنه رمضان سيد الشهور.. يجعلنا نتذكر ونتدبر ونتبصر ونتأمل.
رمضان يأخذنا من دوامة الركض والعبث المادي والهم الدنيوي فنستيقظ.. نصحو.. سرعان ما نعود إلى تلك الحلقة الجوفاء بعد رمضان.. ننسى وكأننا لم نأخذ العبرة ولا العظة.. تمرنا الأيام سراعا.. تأخذها من أعمارنا الفانية ونحن لاهون.. لاهون.. كل عام وأنتم من صوامه وقوامه وأسأل الله لي ولكم القبول وصالح الأعمال.
الخويا.. أين هم؟؟
لأولئك الرجال الذين شبروا هذه البوادي سجل ناصع في شرف خدمة الوطن وأمن حدوده.
كان جهدهم أضعاف.. أضعاف جهدنا.. وخدمتهم أجل وأجزل.. قد واكبوا رحلة التأسيس وأسهموا في إرساء الأمن.. لم يعرفوا للشتاء دفئاً ولا للصيف برداً..
يقطعون الفيافي على هجنهم وسلاحهم.. لا سيارة تحملهم ولا جهاز اتصال يربطهم بمراكزهم ولا أي شيء معهم من تقنيات اليوم ووسائله، حين تراهم يشعرونك بالهيبة والوقار في لباسهم الزاهي والذي جسد معنى (البادية) وركائبهم التي تعطيك دلالة (الهجانة) بكل ألقها وشموخها.
كانوا يمارسون كل الأدوار الأمنية والتي توزعتها اليوم أجهزة عديدة لم يعد لهؤلاء تلك الصورة الجميلة ولم يعد لهم تلك الصورة، لم يعد من دور يؤدونه إلا وجودهم في الإمارات ومراكزها.. اللباس اختلف والهيئة اختلفت ولم يبق منهم إلا تلك الصورة التي عرفناهم بها..
هؤلاء كما كانوا يسمون (الخويا) لهم مكانتهم في نفوسنا وفي سجلهم الخالد منذ تأسيس هذه البلاد وكل نقطة حدودية في الصحراء شاهدة على سخائهم وعلى ما قاموا به، هؤلاء افتقدناهم وهم بيننا..
ما زالت الإمارات والمحافظات لديها من (الخويا) لكنهم ليسوا كأولئك.. أعلم أنهم يؤدون دوراً يختلف عن ذلك العهد.. لكنهم إرث وتاريخ ومجد ورجولة.. تذكرتهم وأنا أرى مركز تدريب قوات البادية وحرس الحدود في الأردن الشقيق وهؤلاء يؤدون نفس الدور ما زال لهم حضورهم ولباسهم التقليدي ويحظون بالتدريب والتأهيل والإعداد.. قلت في نفسي ولما لا يكون لدينا مثل هذا المركز؟؟ ولما لا يحظون لدينا بهذه الحظوة..؟؟ أتمنى من سمو سيدي وزير الداخلية وسمو نائبه وقد عهدت منهما الكثير أن يعيدوا لهذا القطاع بهاءه ومكانته وزهوه، إذ حين ندلف بوابات الإمارات أو المحافظات والمراكز ونراهم فكأنما نطالع صوراً من ذلك التاريخ الحاضر معنا وبنا والمشرق لوطننا في حضور هؤلاء (الخويا) بلباسهم الجميل والمكون من الزبون والمجند والعقال الحامل التاج والشماغ المهدب..
وأن يكون مراكز للتدريب والإعداد لخويا الإمارات بتلك الطقوس والأدبيات التي منحتهم إياها هذه الصحراء.. ليكونوا سندا وعونا لحرس الحدود والأمن العام ولحضورهم في بوادينا ارتباط بأمسنا بتاريخنا النقي، إنهم يعطون المكان بهاءه وإشراقته ولخدمة الوطن شرفه وقيمته.
أعطني رأساً
في منزلك وحين يكون لك عدد من الأبناء لا تستطيع أن تسيطر عليهم إن لم تحدد لهم تلك الخطوط التي ليس من حقهم تجاوزها أو الخروج عنها إلا بأمرك أو بعلمك.
هؤلاء الأبناء وكلهم ينتسبون لك إن لم تفعل معهم ذلك فإنك لن تجد منهم إلا الخروج عن طوعك والتغريد كيفما أرادوا هم وليس أنت.. من طبائع الأمور حتى وإن كان هؤلاء أبناءك فكل فرد فيهم سيكون على صفة وطباع تختلف عن شقيقة ولابد من أن يشذ أحدهم.. يغرد بمفرده.. كما يحلو له.. يأخذ قراره من نفسه.. دون أن يستشير أحداً.. وهو بهذا التصرف أو ذاك قد يسيء لك ولأسرته.. هذه الصورة أو هذا التشبيه..
ينطبق على الموظفين العاملين في إدارة ما أو في جهاز حكومي خدمي.
وما ينطبق على الموظفين ينطبق هو بالتأكيد على مديري الأجهزة الحكومية العاملة والتي كان وجودها لخدمة هذا المواطن أو ذاك.. صورة أراها وألمسها في معظم الإدارات الحكومية بالقريات.. لا أدري كيف تسير ولا أعلم كيف تسير؟؟.. المهم أن الأمور في حالة دوران والعجلة غير معطوبة لكن فيها خللاً ما.. تلاحظها.. تراها بالعين المجردة.. لا تحتاج لتشخيص وفحوص سريرية.. فقط هي تحتاج لرأس يعرف كيف يوجهها وكيف يديرها وكيف ومتى يتخذ القرار؟؟ أعطني رأساً أعطك أعضاء فاعلة عاملة بتناغم واحد.. وبدونه.. تتعطل كل الأعضاء.
يا مدير عام الجوازات.. لماذا
لا تحصل الغرامات في الحديثة؟؟
نحن نعرف منفذ الحديثة وما يمثله من أهمية وما يؤمه من مسافرين.. مواطنين ومقيمين طيلة اليوم وعلى مدار (24) ساعة.. والجوازات تؤدي دوراً جد مهم شأنها شأن بقية الأجهزة العاملة فيه. تواجه مشكلة في التعامل مع بعض الإخوة الوافدين والحاصلين على تأشيرات زيارة أو عمرة وتجاوزوا المدة المقررة بأشهر تقضي التعليمات بتحصيل غرامات مالية على هؤلاء..
هنا الأمر طبيعي وعادي.. لكن غير الطبيعي أن يتم إحالة هؤلاء إلى إدارة الوافدين بالقريات لتطبيق الإجراءات ومن ثم يعطون خطاباً لبنك غير محدد الاسم كونهم غير مرتبطين بعقد مع بنك معين لتحصيل هذا المبلغ.. بل بإصدار شيك مصدق لأمر الجوازات وحين يقوم هؤلاء بمراجعة أحد البنوك فإنه يرفض إصدار شيك تحت ذرائع غير منطقية وغير مقبولة على الإطلاق تسيء لنا ولبلادنا.. وحتى يذهب دافع النقود إلى الاستجداء والترجي، فأحيانا المسافر يكون ليلاً أو عطلة نهاية الأسبوع، لماذا لا تصدر كوبونات تمثل مبالغ الغرامات المقررة نظاماً وتحصل من المسافر الغرامة فورياً دون اللجوء لهذه الإجراءات العقيمة من إعادة من الحديثة إلى القريات وإلى البنك وما فائدة الخطاب إن لم يخدم حامله.. أعرف أن هذا الخطاب اجتهاد من إدارة الترحيل.. لكنه لا ينفع ولا يضر.. فهل تتخذون قراراً بحل هذه الإشكالية وإراحة المسافر.. أرجو ذلك!!!
خاتمة:


مارد للجاهل ولا اسمع حكاويه
حياي يمنعني عن القيل والقال
كل يبي قلبي وأنا القلب ما اعطيه
نفسي عزيزة دونها بحور واجبال
مافيه منهم من تشد الظهر فيه
متقاسمين الكون كاذب ودجال

(المبرقعة)

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved