* القدس - غزة - الجزيرة: صرح الوزير الإسرائيلي، مئير شطريت، في حديث للإذاعة العبرية أنه إذا ما تصرفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من منطلق المسؤولية وأوقفت العمليات المسلحة ضد إسرائيل وانضمت إلى الحكومة الفلسطينية فإن إسرائيل ستضطر إلى التفاوض معها. وتوقع الوزير الإسرائيلي أن تفوز حركة التحرير الوطني الفلسطينية (فتح)، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الانتخابات التشريعية، المزمع إجراؤها في الخامس والعشرين من شهر كانون ثاني / يناير المقبل.. وحسب رأي الوزير شطريت: فإن الفلسطينيين (تعبوا من النزاع). إلى ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أن قيادة الجيش الإسرائيلي تلقت تعليمات من حكومة شارون بالعمل على تثبيت التهدئة الميدانية ووقف الهجمات على عناصر حركة حماس، وذلك لإتاحة الفرصة أمام الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لفرض سيطرة أجهزة السلطة وحفظ الأمن والنظام العام، وذلك بالتفاهم التام مع كافة الفصائل الفلسطينية ومن بينها حركة حماس. وفي غضون ذلك عُلم أنه ستعقد في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أواخر الأسبوع الجاري جلسة بمشاركة وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال دان حلوتس، ورؤساء الاستخبارات الإسرائيلية لإعادة تقييم الأوضاع بشأن العمليات العسكرية ضد حركة حماس. هذا وصرح مصدر سياسي إسرائيلي مسؤول بأنه إذا تبين أن الأوضاع الأمنية قد هدأت فإن إسرائيل ستعيد النظر بقرارها العمل ضد حماس، مؤكدا أن القرار سيتخذ حسب الأوضاع على الأرض وليس حسب تصريحات قادة حركة حماس. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية (كوندليزا رايس) قد كررت دعوتها بتفكيك حركة حماس، ونزع أسلحتها باعتبارها (حركة إرهابية)، وبررت وزيرة الخارجية الأمريكية في خطاب أمام طلبة (جامعة برينستن) بولاية نيوجيرسي مطالبتها، قائلة: إنه لا يمكن (لحركة حماس) الجمع بين العمل السياسي والمقاومة المسلحة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون قد جدد يوم الأحد معارضة (إسرائيل) لمشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، قائلا: (إن ذلك ينطوي على خطر جسيم ويتناقض مع خارطة الطريق)، على حد زعمه. وأضاف شارون يقول في مستهل جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي، صباح يوم الأحد: إنه سيكون بإمكان حركة حماس الاشتراك في الانتخابات في حالة تخليها عن السلاح، وإلغاء ميثاقها الداعي إلى إبادة دولة (إسرائيل). وقال شارون: (إننا أوضحنا لكل من التقينا به أن ثمة خطرا في مشاركة حماس بالانتخابات الفلسطينية ويتعارض ذلك مع خارطة الطريق ومع التفاهمات مع الفلسطينيين). وادعى شارون أن (بإمكان حماس المشاركة في الانتخابات فقط بعد نزع أسلحتها وفقط بعد أن تتنازل عن ميثاقها الداعي إلى إبادة إسرائيل). واعتبر شارون أن (وضع قضية عدم مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية كانت خطوة صحيحة كونها وضعت هذه لقضية على جدول أعمال المجتمع الدولي). وتابع يقول: (نحن ننوي العمل سوية مع المجتمع الدولي في هذه القضية). ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن وزير الأمن الإسرائيلي شاؤول موفاز قوله في بداية اجتماع الحكومة الإسرائيلية: إن الجيش الإسرائيلي اعتقل 435 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال الأسبوع الماضي بينهم 213 من نشطاء حركة حماس. وأضاف موفاز أن عمليات اعتقال كهذه لن تنته وأن إسرائيل ستواصل حملة الاعتقالات هذه. ومضى موفاز قائلا: إنه قد يجري جهاز الأمن الإسرائيلي تقييما للوضع في نهاية الأسبوع الجاري فيما يتعلق بمواصلة الحملة ضد حماس. وأضاف أن نتائج تقييم الوضع سيتم طرحها أمام شارون الذي سيقرر فيما إذا كانت حملات الاعتقال والقصف الإسرائيلي لمواقع في قطاع غزة ستتواصل أم سيتم وقفها. واعتبر موفاز أن حماس تلقت ضربات شديدة تسببت بأضرار كبيرة لقواعد هذه الحركة جراء القصف الإسرائيلي. من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم للإذاعة الاسرائيلية العامة: (إن الرسالة التي مررناها في عدد كبير من اللقاءات تتغلغل على ما يبدو لدى المسؤولين في دول العالم وخطاب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس يؤكد ذلك). وقال شالوم: (إنه لا يمكننا منع حماس من المشاركة في الانتخابات في قطاع غزة لكن في الضفة الغربية لا يمكن لحماس المشاركة من دون مساعدتنا، ولذلك فإننا لن نسمح لحماس بالمشاركة). واعتبر شالوم أن (غاية حماس ليست باستلام الحكم فحسب وإنما استبدال طبيعة النظام من علماني وربما معتدل إلى حكم ديني متطرف). من جانبه قال الوزير الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، من حزب العمل: (إن اتفاقيات أوسلو نصت بشكل واضح على أن أي تنظيم يدعو إلى إبادة إسرائيل لن يسمح له المشاركة في الانتخابات). حماس تتعهد بالكشف قريبا عن مؤامرة تستهدفها وفصائل المقاومة وفي موضوع ذي صلة، أكدت حركة حماس في غزة يوم (الأحد 2-10-2005) أن المطالبة بتفكيك حماس ونزع سلاحها والتصريحات الشديدة اللهجة تدخل جميعها ضمن مؤامرة كبيرة ضد حماس وفصائل المقاومة تشارك فيها أطراف دولية وإقليمية، إضافة للإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي . هذا وتعهد سامي أبوزهري الناطق باسم حماس بالكشف قريبا وبالأرقام والشواهد عن هذه المؤامرة التي تستهدف قوى المقاومة الفلسطينية على مختلف أطيافها وألوانها وتستهدف بشكل خاص حركة حماس، و تستهدف حصار الحركة سياسيا، مؤكدا أن حملة الاعتقالات الواسعة والأخيرة والتي جرت في الضفة الغربية ضد نشطاء وكوادر الحركة جاءت ضمن هذه المؤامرة. وفي سياق متصل، اتهم أبوزهري الإدارة الأمريكية بخلق فتنة داخلية منوها إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس يوم السبت الماضي والتي اعتبرت حماس حركة إرهابية يجب تفكيكها. وأوضح الناطق باسم حماس، في تصريح صحافي توضيحي أن الشواهد على هذه المؤامرة أو الأطراف الإقليمية المتورطة فيها التي هي كثيرة وأبرزها تصريحات اللجنة الرباعية مؤخرا، وتصريحات قادة الاحتلال للضغط على حماس لعدم المشاركة في العملية الانتخابية، وأيضا عملية التصعيد الأخير في قطاع غزة وتحديدا ما وصفه بمجزرة جباليا التي وقعت خلال مهرجان جماهيري للحركة.
|